علي حشيشو

في منزله المتواضع في رميش، زيّن جورج الحاج شجرة السرو الصغيرة في حديقة منزله. السرو كانت بديلاً من «حواضر» البيت، عن شراء شجرة الميلاد الاصطناعية. أما الزينة، فقد جمع ألواناً وأضواء يحتفظ بها منذ سنوات.

الحاج، على غرار كثيرين، استقبل شهر عيد الميلاد بزينة رمزية «بسبب ارتفاع أسعار الزينة والهدايا في ظلّ تراجع القدرة الشرائية»، وفق قوله.

وقد انعكس تراجع عدد الزبائن على تحضيرات المحال في زمن الأعياد. ففي رميش وعين إبل وجاراتها في بنت جبيل، لم تبدأ مظاهر عيد الميلاد في المحال التجارية وحدائق المنازل. ولم تظهر تباشير العيد التي كانت تملأ الساحات والمحال التجارية، قبل شهرين من موعده. يُجمع أصحاب المحال والأهالي على أنّ هذا العام هو الأسوأ اقتصادياً.

البعض لجأ إلى الطبيعة لقطع الشجر. لكنّ «احتراق آلاف الأشجار أخيراً في الجنوب زاد السواد سوءاً»، يقول جورج العشي، الذي يشعر بأن «بهجة الأعياد لم تعد موجودة، أصلاً، إلاّ في قصور الأغنياء، القادرين على شراء مستلزمات العيد، وثياب الأطفال الجديدة». ويُشير إلى أنّ «كلفة تزيين شجرة العيد المتواضعة تزيد على 300 دولار أميركي، أي ما يعادل ثلاثة رواتب، عدا عن الثياب والطعام والحلوى وغيرها».

في بلدة عين إبل، يشكو تاجر أدوات الزينة، روني حداد، من اختفاء الزبائن، «معظم الأهالي سيعمدون إلى ابتكار أدوات زينة بسيطة واستخدام أشجار الحدائق الصغيرة، وستجتمع العائلات مع بعضها البعض، لتقاسُم كلفة الحلوى وغيرها».

وتُشير كاتيا حداد إلى أنّ «الأهالي يفضّلون عدم التحدّث عن العيد أمام أطفالهم، حتى يمرّ العيد بسلام من دون إحساس بالتقصير أو الحرمان».

وتعاني البلديات، أيضاً، من أزمة زينة الميلاد، فقد غابت الزينة من الساحات والأماكن العامة في بنت جبيل ومرجعيون مع تراجع القدرة الشرائية لموازاناتها بالليرة بسعر الصرف الرسمي.

واكتفت بلديّة صفد البطيخ برفع شجرة الميلاد القديمة الصغيرة، وزينتها بزينة متواضعة.

ولم يظهر العيد بعد على الطريق بين بنت جبيل ومرجعيون، ولفت تاجر الزينة، محمد فواز، إلى أنّ «عدد الزبائن تناقص بشكل كبير، بعد أن كنّا نبيع بكميات كبيرة ابتداءً من شهر تشرين الأول، لذلك لم نشتر أدوات زينة جديدة، وسنكتفي بعرض ما بقي لدينا من العام الفائت».