خياميون... جنود في بلاد الغربة

مثلث الحسينية - السنتر - حي البركة
مثلث الحسينية - السنتر - حي البركة


أهْلُ بلْدَتِي تتكلَّمُونَ عنِ المُغترِبينَ، وأينَ هُم؟

وَهَلْ عِندَكُمْ أدْنَى شَكّ أنَّهمْ فِي الخَارِجِ مكتُوفِي الأيْدِي؟

أنتُم تطلِبُونَ أنْ يكُونُوا داخِلَ البلْدةِ... فهُمْ خارِجَهَا كأنَّهُم داخِلَهَا، يمدُّونَ أيدِيهمْ دائِمَاً الى الخيامِ، كلُّ الخيامِ، منْ خلالِ أبنائِهَا في بلادِ الاغتِرَابْ.

أنْ يكًُونَ جُندِياً مجْهُولاً لَيسَ بغَرِيب، قدْ يكُونُ لِسَبَبٍ أمنِيٍّ يجبُ أنْ يَبقى غيرُ معرُوفٍ، ولكنَّ هَذا الاسمَ لا ينْطَبقُ فقطْ علَى رجُلٍ جُنْدِيٍّ دَاخِلَ المَعْرَكةِ، انَّمَا أيْضَاً يُنْسَبُ الَى مُغترِبِينَا في الخَارِجِ وهُم يمُّدُّونَ يَدَهُمْ لمُسَاعَدَةِ أبْنَاءِ البَلدَةِ في الخَارِجْ.

أشكُرُكمْ جَمِيعاً الى كُلِّ مَن مدَّ يدَ المُسَاعدََةِ لِي، وأَخِصُّ بالشُكْرِ السَّيّد طَلالَ كَامِل الضَّاوِي الجّندِيُّ المَعرُوفُ الّذِي مدَّ يَدَه لِي ومَنَحَنِي أَمَلاً جَدِيداً في حَيَاتِي بَعدَ أنْ كُنْتُ مُحبَطَة مُحتارَة أتخَبَّطُ مِنْ وَجَعِي. لَكِنّي قصَدتُهُ وأَدرَكتُ أنَّ الدُّنيَا لمْ ولنْ تخلُو مِنْ كُلِّ كَريمٍ مِعطَاء... عانيْتُ الألَمَ، عانيْتُ الخَوفَ والمَرَضَ، ولكِن حينَ سمِعتُ كلمَاتَهُ التِي عالجَتْ جرُوحِي أدرَكتُ أنَّ اللهَ هوَ الذِي أرشَدَنِي الى ابنِ بلدَتِي...

قصَدتُهُ، طَرَقتُ بَابَهُ، استقبَلَنِي وكأنَّهُ يعرِفُنِي مِنْ سِنِين، ساعَدَنِي وكأنِّي احدَى أفرَادُ عائِلتِهِ... يا رَب احمِيهِ، احمِ عائلتِهِ، أعطِهِ مِنْ عِندِكَ، وكُلُّنَا نعلَمُ أنَّ الّذِي عِندَ الله الرَحمَةَ والأمَانَ واللُّطفَ، وأسعِدْهُ كَمَا أسعَدَنِي يا اللهُ أعطِهِ الصَّحَّة والعَافيَةَ هوَ وعائلتُهُ.

لنْ أنسَاكَ أبُو مَروَان، سيّد عبَّاس كامِل حمَيّد، فتحتَ لي ذرَاعَيكَ وقدَّمتَ لي المُساعَدَةَ، كلَّ المساعدَةِ، فأنتَ الكريمُ المعطاءُ أنتَ الّذي ساعَدْتنِي كيْ أجتازَ محنَتِي. وهَلْ لي طلَبٌ عندَ اللهَ سِوَى أنْ يحمِيكُم أنتُمُ الجنودُ في بلادِ الغُربَةِ الّذينَ تقَِفُونَ وقفةً لكُلِّ صاحِبِ حاجَةٍ فكَيفَ بكُمْ وأنَا في منْأى عن أهلِي وأنتُم كُنتُم بمثابَةِ أهلِي وبجَانِبِي.

شُكراً لَكُم جَمِيعاً، لِكُلِّ مَن سَألَ عنِّي، شكراً أبُو مَروَان... فِعلاُ مِنْ خِلالِ سُؤالِكَ الدَّائِمِ عنِّي وعرضِكَ علَيَّ أنْ لا أشغِلَ بَالِي بأمرٍ فهَا أنتَ بجانِبِي... أطلِبُ منَ الله أنْ يحمِيكَ وعائلتَكَ ويمنحَكَ الصِّحَّة َوالعافِية.َ

سَلامٌ منِّي لكُمْ جَميعا.ً..

شكراً سيّد طلال كامِل الضَّاوِي، أنتَ منَارةٌ يشِّعُّ نُورُهَا في الخّيام، أنَرتَ دَربي وأسعَدتنِي بجَانِبِ أولادِي.

شكراً سيّد عبَّاس كَامل حميّد، أنتَ مِنْ ذِكرِ الأهلِ... وقفتَ بجَانِبي، مِنِّي ألفُ سلامٍ ونِعمَ الجُنُودِ ودُمتُم ذُخراً لأهْلِ بلدَتَِي.

*

تعليقات: