من المطاحن الاثرية في شبعا
شبعا :
نفضت بلدية شبعا بالتعاون مع مؤسسة »ميرسي كور« الغبار عن مطاحنها القديمة بعد حوالي ٥٠ عاما من الإهمال، للاستفادة منها في طحن الحبوب وخاصة الحنطة. فعملت على ترميمها وتجهيزها بمعدات بدائية قديمة، مكنتها من العودة للعمل بواسطة ضغط المياه وبجودة عالية، وذلك من ضمن خطة منسقة هدفت لإحياء التراث وتشجيع السياحة في هذه البلدة الواقعة عند الأطــراف الغــربية لمرتفــعات جبل الشيخ.
ويشير احد المشرفين على مشروع الترميم محمد حمودي الى ان بلدة شبعا اشتهرت منذ القدم بمطاحنها العاملة على المياه، والتي تنامت في تلك الفترة بسبب كثرة الينابيع وغزارتها، بحيث وصل عددها الى خمس مطاحن تعود ملكيتها لآل نصيف وعبد الوهاب وماضي ومركيز، وقد اشيدت في وادي المغارة عند مجرى نبع المغارة الغزير صيفا شتاء.
ويوضح ان هذه المطاحن كانت تعمل على مدار السنة تقريباً، مستفيدة من محصول مزارع شبعا والتي كانت تعتبر مخزن الحبوب الرئيسي في المنطقة الجنوبية، اضافة الى محصول السهول القريبة، خاصة سهول الماري ومرجعيون والمجيدية والحولة. ولكن عز هذه المطاحن انحسر في اعقاب الإعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة، التي بدأت باستهداف مناطق العرقوب منتصف العام ،١٩٦٧ لتقفل نهائياً مع مطلع السبعينيات وفي اعقاب احتلال اسرائيل لمزارع شبعا، وما تبعها من تدمير وتهجير قسري طاول كافة قرى العرقوب.
ويشير رئيس البلدية عمر الزهيري الى ان مشروع ترميم المطاحن القديمة، يهدف الى إحياء التراث القديم وتعزيز المعالم السياحية في البلدة، وتأكيد أهمية المياه في مرتفعات جبل الشيخ، وضرورة استغلالها في المشاريع السياحية والإنمائية اضافة الى الزراعة والشفة، والإستفادة من كل نقطة ماء في هذا الخزان الكبير الذي تحتضنه هذه المنطقة. ويعتبر ان مشروع المطاحن سياحي بإمتياز، ويتوقع ان يستقطب الكثير من السياح المحليين والأجانب.
ويقول: »حولنا احدى هذه المطاحن الى متحف جميل، سقفه من الخشب المعتق وارضه من الكلين، يجمع بداخله معدات وادوات قديمة كانت تستعمل في طحن الحبوب اضافة الى اخرى زراعية يستعملها الفلاح الشبعاوي. كما تم ترميم مطحنة اخرى لتعود الى سابق عهدها في طحن الحبوب وخاصة الحنطة، عبر دولاب كبير تديره المياه الضاغطة من قناة جر قوية، تكون كافية لدوران جاروشة كبيرة من الحجر الصلب، تطحن القمح المتسرب اليها من كوارة خشبية، علقت فوق فتحة صغيرة تصلها الى ما بين حجرين، لتخرج طحينا من فوهة مربوطة بأكياس لجمع الطحين. ثم تنقل بعدها الى باحة صغيرة في محيطها، وتكون بانتظارها صبايا يعملن على عجنها وخبزها على صاج، وقوده من الأغصان اليابسة او السميسمة (ورق الصنوبر اليابس)، لتقدم خبزا مرقوقا ساخنا او فطائر منوعة من الزعتر والجبن والكشك والحمص واللبنة.
ويشدد الزهيري على عزمه في انماء المشاريع السياحية عند اقدام جبل الشيخ، في ظل ما تشتهر به هذه المنطقة من مغاور لم يكتشف ما بداخلها بعد. اضافة الى آثار وقلاع رومانية منتشرة، خصوصاً في محور بركة النقار، والتي هي بحاجة الى اهتمام رسمي، ما سيجعل من هذه المرتفعات مقصدا مميزا للسياح من مختلف البلدان.
تعليقات: