الحريري: الانتخابات لن تؤدي إلى أي تغيير. فزنا في العام 2009 ولم نتمكن من الحكم
تضيق الآفاق أمام اللبنانيين. فالسياسة غدت محصورة بتفاصيل يومية تتحكم بها حسابات الجماعات السياسية المتعارضة والمتنازعة. وكل جهة تبحث عن مخرج سياسي يلائمها آنيّاً وانتخابياً.
كواليس عون وحزب الله
وعلى جبهة التشنج السياسي الواضح والمتفاقم بين رئيس الجمهورية ميشال عون، وصهره رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، من جهة، والثنائي الشيعي من جهة أخرى، ثمة مداولات سياسية في الكواليس لإعادة إنتاج تسوية جديدة بين الطرفين. وقد تقوم هذه التسوية على الاستفادة من "لا قرار" المجلس الدستوري، وترتكز على اعتبار أن القرار يعود إلى مجلس النواب الذي يمكنه إدخال تعديلات جديدة على قانون الانتخابات، بالتوافق بين القوى المختلفة، وتكون مقدمة لتفاهمات على ملفات أخرى.
وتشير معلومات إلى أن جزءاً من هذه المداولات يعتمد طريقة غير مباشرة بين حزب الله ورئيس الجمهورية. وفي حال توفير التوافق، يمكن إحياء التسوية أو الصفقة القضائية- السياسية- الانتخابية من جديد. أما إذا اصطدم الطرفان بمزيد من العراقيل والحسابات المتضاربة، فإن الأزمة تتعمق ويتعاظم تأثيرها على المجالات كافة.
مأزق حزب الله الإقليمي
وهذا لا ينفصل عن التعقيد القائم على المستوى الإقليمي: من تعاظم التهديدات الإسرائيلية لحزب الله وإيران، إلى اتضاح الموقف السعودي المتشدد سياسياً حيال حزب الله ولبنان.
ولا ينفصل أيضاً عن إعلان التحالف العربي عن معلومات ودلائل تشير إلى تورط حزب الله العسكري في اليمن، واستخدامه مطار صنعاء لضرب أهداف في السعودية.
والموقف السعودي يحمل تطوراً جديداً بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية، ومحاولته تليين موقف الرياض حيال لبنان.
أفق سوداوي
هذه التطورات الإقليمية والدولية تنعكس على الساحة الداخلية في لبنان. وتشير معلومات إلى أفق سوداوي يكتنف المرحلة المقبلة: توقع المزيد من الانهيارات في المؤسسات والقطاعات كافة في لبنان، ما قد يؤدي إلى تحركات على الأرض. إلى جانب الخوف الدائم من الوضع الأمني.
وهذا يضع لبنان على مشارف مرحلة جديدة تنذر بمخاطر كثيرة إدارياً، سياسياً واقتصادياً ومالياً وأمنياً، حتى موعد الانتخابات قد يكون مهدداً أيضاً، بفعل الواقع الأمني على الأرض، لأن المسؤولين كلهم يعبرون عن تخوفهم من حصول حدث أمني يؤدي إلى تأجيلها.
الحريري لمقاطعة الانتخابات
لكن القوى السياسية تستمر في تحديد خياراتها الانتخابية: رسائل بين حزب الله ورئيس الجمهورية. وتشير مصادر قريبة من الطرفين إلى أنهما محكومان بالتوافق، ولا يمكنهما الذهاب إلى الانتخابات إلا متحالفين.
في المقابل، لا يزال تيار المستقبل يترقب ما يقرره الرئيس سعد الحريري، الذي التقى الرئيس فؤاد السنيورة في الأيام الماضية في دولة الإمارات العربية. وتشير معلومات إلى أن السنيورة أراد التشاور مع الحريري حول رؤيته للواقع الانتخابي، وما إذا كان سيشارك في الانتخابات النيابية.
وجاءت زيارة السنيورة إلى الإمارات بعد اجتماع عقده الحريري لكتلة المستقبل النيابية الأسبوع الفائت. فجرى فيه التداول في التطورات السياسية واستعراض المسار الانتخابي. واستمع الحريري إلى آراء نوابه، وطرح عليهم فكرة مقاطعة الانتخابات، لأنها لن تؤدي إلى أي تغيير مهما كانت النتائج، ولأن تحالف قوى 14 آذار قد فاز في الانتخابات سابقاً في العام 2009 ولم يتمكن من الحكم. لذا من الأفضل المقاطعة، وليتحمل حزب الله والتيار العوني مسؤوليتهما.
وعارض عدد من نواب المستقبل هذه الفكرة، فاعتبروا أن المقاطعة ترتد سلباً على الواقع السياسي والاجتماعي للتيار والطائفة السنية. واتفقوا على أن تبقى المشاورات مفتوحة في المرحلة المقبلة، لاتخاذ القرار المناسب عندما يُحدد موعد الانتخابات النيابية.
تعليقات: