الإعلام اللبناني بعد خطاب نصرالله: انطلقت الجوقة!

شكلت mtv رأس حربة في الهجوم على المقاومة
شكلت mtv رأس حربة في الهجوم على المقاومة


في خطابه الأخير التأبيني في ذكرى استشهاد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، توقع أمين عام «حزب الله»، السيد حسن نصر الله، بأن «تقوم القيامة» بعد كلمته، سيما تلك الموجهة الى السعودية. بعد توجيهه أصابع الإتهام الى المملكة بتصدير الإرهاب، والإنتحاريين الى العراق، واتخاذ اللبنانيين الموجودين على أراضيها كرهائن، سرعان ما تحركت الجوقات الإعلامية، بعدما تتالت البيانات السياسية الصادرة عن قصري بعبدا و«السراي». هكذا، انبرى الإعلام اللبناني كعادته، لتقديم فروض الطاعة للمملكة، ومهاجمة المقاومة، وتخصيص مساحات إخبارية واسعة لشخصيات سعودية ولبنانية. المتابع لهذه الحركة الإعلامية الهجومية أمس، على «حزب الله»، يلحظ حتماً تقاطع مضامينها التي قد يصل في بعض الأحيان الى الإستنساخ، كأنها خارجة من مطبخ تحريري واحد، في اسقاط الإنتماء الوطني عن المقاومة، واعتبارها ذراعاً لإيران في لبنان. تصدرت mtv، هذه الجوقة الهجومية، التي سألت في مقدمة نشرة أخبارها «كيف يسمح حسن نصر الله لنفسه بأن يهدد العلاقات اللبنانية-السعودية ويهدد اللبنانيين الموجودين في حاضرهم ومستقبلهم؟». واتهمته بأنه «خاطف لبنان يمارس كل أنواع الإستقواء على اللبنانيين ويهددهم بمئة ألف مقاتل». كذلك، خصّصت المحطة تقريرين للرد على خطاب نصر الله، يصبّ فحواهما في اتهامه بأنه «صعّد» لأن ايران طلبت منه ذلك، وبأنه يريد عزل لبنان عن محيطه، ويستخدم منطق فائض القوة مع اللبنانيين، وبأن لبنان بات خارج حساباته. على ضفة «منصة بيروت انترناشيونال»، لم تكن الأجواء مختلفة. فقد شنت المنصة التي يملكها بهاء الحريري، هجوماً لاذعاً على أمين عام «حزب الله» واتهمته بأنه يخدم ايران، عبر «شنّه حرباً شعواء» على المملكة. وادعت بأن الأوامر صدرت من ايران لهذا الهجوم. المنصة البيروتية، وزعت هذه الإتهامات عبر نشراتها الإخبارية وكذلك عبر برامجها السياسية الحوارية، التي صبت في البحر عينه، وفي اعتبار أن نصر الله «يعرّض علاقات لبنان للخطر الشديد»، ويريد «تجريد» لبنان من كل علاقاته. كما أكدت بأن السعودية لن تقبل منذ الآن بالمواقف «الرمادية». هكذا، يثبت الإعلام اللبناني من جديد، مدى انبطاحه للمملكة، واخفاءه بالتالي حقائق دامغة عن تورطها في ملفات دموية في المنطقة، ولو تجرأ أحد على ترداد ذلك، حتى في خانة حرية الرأي، فإنه سرعان ما يجرد من انتمائه الوطني كما حصل مع السيد حسن نصر الله والمقاومة.

تعليقات: