عبد الله الساعي موقوف وسيُقدّم للمحاكمة
أشعل القرار القضائي بضبط مبلغ الـ50 ألف دولار، التي استحوذ عليها المواطن عبد الله الساعي، من حسابه المصرفي الخاص، إثر احتجاز موظفي مصرف BBAC في جب جنين، غضباً كبيراً في مواقع التواصل الاجتماعي، كون الرجل لم يفعل أكثر من انتزاع حقه من المصرف الذي صادر أمواله ككل المصارف مُصادِرة أموال المودعين.
وتحدثت تقارير عن أن النيابة العامة الاستئنافية في البقاع أصدرت، مساء الثلاثاء، قراراً بضبط مبلغ الـ50 الف دولار، الذي استحصل عليه الساعي، ترافقت مع مذكرة توقيف بحقه لاحتجازه أشخاصاً بالقوة وتهديد حياتهم وحيازة السلاح.
اعتصام تضامني مع عبدالله الساعي أمام BBAC في جب جنين.
— أخبار الساحة (@Akhbaralsaha) January 19, 2022
من صفحة واصف الحركة#أخبار_الساحة #يسقط_حكم_المصرف pic.twitter.com/wmdUoyeNY0
فالرجل الذي وصف بأنه "بطل" و"قبضاي"، يدفع الآن ثمن ما قام به للحصول على حقه من المصرف. والثمن يُدفع مرتين، الأولى بسلب حقه منه مرة أخرى، والثانية بمقاضاته وسجنه كعقوبة على ما قام به. وهو قد بدأ الآن، في احتجازه، إضراباً عن الطعام إلى حين الإفراج عنه.
#عبدلله_الساعي https://t.co/0MZd18zd8Y
— Nasir Jomblat (@NJomblat) January 19, 2022
نقاشات عديدة تتصدر مواقع التواصل حول ما قام به الساعي، وما نفذته السلطات القضائية. يدور النقاش أساساً حول قانونية اقتحام المصرف وحجز الموظفين والزبائن والتصرف معهم كرهائن، وهي نقطة تباين بين كثيرين انقسموا حول توصيف الأمر بالـ"بلطجة" و"تهديد حياة أبرياء"، وبين من قال إنه انتزاع لحق بعد عجز السلطة والقانون عن تحصيله. ولم يتردد المؤيدون لفعلته في القول انه سيُحاكم، وفق القانون، لما قام به.
إذا تمكّن عبدلله الساعي من إسترجاع وديعته من المصرف الذي سرقها منه،يكون معتدي؟! والمصارف التي سرقت جنى أعمار اللبنانيين ونكرت الودائع (وهي أمانات لديها) تكون هي الضحية؟! أي عدل تحكمون به يا ساسة؟! كلّنا #عبدالله_الساعي للإسترجاع ودائعنا.
— Nasir Jomblat (@NJomblat) January 19, 2022
لكن ما لم ينقسم الناس حوله، هو الغضب من القرار القضائي بضبط المبلغ الذي حصّله الساعي من المصرف. أقل تهمة توجه الى القضاء الآن، تقول إنه "متواطئ" مع المصارف، ويأتمر بأمرها، وينفذ سياسة كيدية في حق المودعين، ويمعن في الاستحواذ على أموالهم وتشجيع المصارف على المغالاة في ممارساتها، وهو ما ظهر في الوقفة التضامنية معه، وفي النشاط الافتراضي المؤيد والمتضامن معه.
انا عاهد ماضي أبلغ النيابة العامة الاستئنافية في البقاع أن مبلغ ال 50 الف دولار اميركي الذي استرجعه اليوم عبدالله الساعي من عصابة البونزي رغم انف الكارهين قد أصبح بعهدتي بعد ان سلمتني اياه عائلة البطل عبدالله الساعي، ومن اراد استرجاع المبلغ فليتقدم...#الحق_صراع
— Ahed Madi عاهد ماضي (@77ahed) January 19, 2022
لكن النقاش يفتقد الى مقاربة أساسية تنطلق من السؤال: ماذا لو أتيح للساعي أن يستحوذ على أمواله من دون عقوبة؟ كيف سيكون المشهد في المقابل؟
هذا النقاش يدور في الأروقة القضائية وفي العقل السياسي والأمني اللبناني. فأي تساهل مع هذا العمل، سيشجع آخرين على القيام بالدور نفسه للاستحصال على أموالهم، وبالتالي، سيضع الأمن المتصل بهذا الجانب في خطر. سيطلق العنان لاستحصال الحق خارج المؤسسات، ولا يمكن ضبط الموضوع بما يؤدي حكماً الى توترات، وربما قتلى في المصارف إذا كان الفرع لا يمتلك المبلغ المالي المطالب به.
من هذا المنطلق، قطع القضاء الطريق أمام أي محاولة للاستحصال على الحق بالقوة. فسجن الساعي، لمدة تتراوح بين 3 و7 سنوات ضمن محاكمة في محكمة الجنايات، لن يردع عن تكرار الحادث، في حال تم السماح له بإبقاء المبلغ المالي معه.
وفي مقابل تضامن المودعين مع الساعي، تضامن موظفو المصارف في جب جنين مع زملائهم في فرع "بنك بيروت والبلاد العربية". ثمة طرفان يعانيان من الأزمة، والطرفان تحيط بظروفهما الإنسانية إشكالية كبيرة. تتحمل الدولة مسؤولية هذه الفوضى والتوتر الأمني.
الطرفان مظلومان، ولا مناص من الحل بالإفراج عن أموال المودعين بالكامل، على الأقل أموال صغار المودعين.
تعليقات: