هيفاء نصّار: الأغنية الشعبية رائدة الحداثة ‎‎

الكاتبة هيفاء نصّار تتوسط المحامية وداد يونس (رئيسة نادي الخيام الثقافي) والسيدة سوزان حسين وهبي - أرشيف
الكاتبة هيفاء نصّار تتوسط المحامية وداد يونس (رئيسة نادي الخيام الثقافي) والسيدة سوزان حسين وهبي - أرشيف


ان اهتمام الكثير من البلدان النامية باحياء تراثها الشعبي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحركة التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي فيها. وهذا التقدم الاجتماعي ذو اتزان ثقافي، لا تسيق الخطوة الاولى فيه خطوةً ثانية، ما جعل التقدم في التراث الشعبي رائد للحداثة والتحرر وبالتالي ان التقدم الاجتماعي من خلال احياء التراث الشعبي له اثر قوي في تنمية الشعور الوطني ودعم حركته التقدمية. ونحن نعلم من الكتب العربية القديمة مدى التطور الرفيع الذي كانت قد وصلت اليه الحياة الثقافية بشكل عام والاغنية الشعبية بشكل خاص.

ولا يخفى دور الاغنية الشعبية في سير احداث الامم. ان الاغنية الشعبية بشكل خاص تعتبر ذات طبيعة معينة وشخصية ليست مستقلة عن اداء المجتمع. وقد انطلق بعضهم في القصيدة العربية القديمة ولاسيما الشعبية منها من القافية والوزن واخرون من الموضوع واللغة.

وبقيت القصيدة الشعبية من اكثر الاشكال الشعرية شعبية، حيث ان جميع افراد المجتمع، فلاحين كانوا ام شعراء ام مغنين، يعبرون عن افكارهم وشعورهم في هذا الشكل الشعري. انه كشكل هندسي اكتشف في يوم من الايام وبقي خالداً الى الابد. فالبناء الاصيل في القصيدة هو بناء ذات القصيدة، كيف تتربى على انسانيتها، وتزهو برهافتها على الكائنات وكل الكلمات.

لذا، فإن المبدأ الاساسي الذي تبنى عليه القصيدة العربية القديمة او الحديثة، ومن ضمنها الاغنية الشعبية، يكمن في شكلها الخارجي وتكمن رؤيته في العين المجردة.

وكما من المعروف بان الموسيقى بامكانها الكشف عن الشعر ومكوناته، ايضاً القصيدة الشعبية تعلن هذا المبدا التي تبنى عليه.

يتبع--

* هيفاء نصّار

أوتاوا، كندا

موضوع ذات صلة للكاتبة هيفاء نصّار: أدير.. ذاكرة الجزائر الحيّة

مقالات الكاتبة هيفاء نصّار

تعليقات: