... أجتمعوا على المائدة ذات مساء
في دعوة ذهبية للعشاء
في بلدة نائية بعيدة عن الضوضاء
وقابل وجودهم زمهرير وقوة عمياء
اصوات رياح أتية ربما من الفضاء
تحمل اوراق الاشجار وحفيف اوراق ودعاء
كل ذلك جمع سيمفونية ذاك المساء
وتلال عابسة نهارا وشريرة مع قدوم هؤلاء
ورائحة الأرض تفوح تحملها الرياح
يا لاشراقة هذا الضياء
تشبه روائح ورود ارجوانية يعشقها المرء كما يشاء
حملها يوما أدونيس لحبيبته عشتروت
وأصناف المائدة تلك جملة أطباق
من لحوم زهرية مختلفة تذرعا بالاشتهاء
ومن اللا خضراوات
وكان قد بدأ القمر يرتفع مثل شارة فضية
في كبد السماء
لقد كانت حافلة مائدة ذاك العشاء
...
وكأني بقواعد المائدة تلك دعائم
من زمن الحضارة
بهيئة ثلاثة رجال
ينوؤون بحمل الأوزار الثقال
حتى بدت تلك المائدة شكلا هندسيا مملا
مائدة محممولة على أكتاف الرجال
ومع اعتلال التأريخ
انحنى الرجال
...وكأني بأصوات عظامهم
كأنه طقطقة صنوبر في موقد مشتعل
وبأذهانهم
محشوة بالفراغ
وبمظاهر سطحية بغير منهجية
استحالت معها الصور الجديدة وانعدمت
لتبقى المائدة مستقرة ثابتة بدون حراك
لقد كانوا سعداء
فجيوبهم منتفخة ودراهمهم أبت الا ان ترفع أعناقها الى العلاء
لقد كانوا سعداء
ونسوا أن قذارات ما أكلوه ستبقى شاهدة في حياتهم
وحية في مماتهم
ولهذا ربما كان زمهرير تلك الليلة خارجا من السماء
... ... ... ... ... ...
ان خطاياكم لكثيرة وحري بكم أن تخجلوا من السماء
وتقلعوا عن تخليد الكتب في كلمات في كتب
لا تنم الا عن تأليف أغبياء
ان خطاياكم لكثيرة وحري بكم ان تخجلوا وتذروا الرماد على رؤوسكم
وتدفنوا أنفسكم في بلدة نائية بعيدة عن الضوضاء
ان خطاياكم لكثيرة وحري بكم ان تدفنوا أنفسكم في بلدة نائية لا ضجيج فيها الا أنين أموات.
هيفاء نصار - أوتاوا، كندا
في 25 كانون ثاني 2022
تعليقات: