هيفاء نصّار: تحيّة إلى «تحيّة»


لم تكن «تحيّة» تعلم الطرق التقليدية في تدريس الأدب العربي. وأحسب أن أول شيء قلدتني اياه هو هذا الحب للغة العربية.

قلدتني «تحيّة» أمومة اللغة ومحبتها على محبة كل وليد وصديق.

هذه الحروف التي تكتب من اليمين الى اليسار بنمط وصل الأحرف و تشمل عدد 28 حرفا من الأحرف الهجائية الأساسية.

كانت «تحيّة» معلمة نموذجية ومثالا يحتذى به اذ كانت دائمة القول أن اللغة ثمرة.. وأن الثمرة تجنيها الأمم من غراس تغرسه وتقوم على تنميته السنين الطوال.

كانت قوية في ذلك الاعتقاد وأضافته أن الكرامة وعلو المنزلة لا يتعلقان بالثروة ووفرة المال.

كانت تشيع بيننا أن الوطن في اللغة محل الأنسان. وعلى هذا الأساس وجدت أن موجبات اللغة ثلاث: الحب والحرص والغيرة.

ثلاث تشبه ان تكون الى حد ما حدودا. فأما الحب الأول من هذه الموجبات هو الذي ينزل فيه الغذاء والوفاء.

اما الثاني من هذه الموجبات هو الحرص وهو مكان الحقوق والواجبات وأما الثالث من الموجبات هذه هو الغيرة وهي ثوران الغضب في المكان الصحيح والذي يعلو بها الانسان.

هذه الترجمة المزدحمة والمتداخلة من «تحيّة» رضي عنها التاريخ كل الرضاء وكأنها ك لبنانية بلغت بها حماستها ان تجعل لنفسها عملا مكملا وهي القائلة ان ياء النسبة في كلمة لبناني هي من موجبات غيرة اللبناني على لغته ووطنه لبنان. فان انكر ذلك فلا شك هناك سوء فهم أو سوء افهام.

أصدق التحايا وأعمق الثناء الى «تحيّة» ووطنها الذي طالما احبته وتمنت له الخير والسعادة. وفي نهاية العمر الراحة والاسترخاء.

وطالما تمنيت ان أزورها دوما ودائما ولكن حالت دون ذلك الاقدار.

يتبع...

هيفاء نصار - أوتاوا، كندا

في 27 كانون ثاني, 2022

تعليقات: