سيارة تسلا مشتعلة
بالرّغم من ندرة حرائق السيّارات الكهربائية، فإنّها - إن حدثت - تكون خطيرة للغاية، لا سيّما في الحالات التي تكون السيّارة مجهّزة ببطّاريات أيونات الليثيوم، بحسب "سي أن بي سي".
وتقول إيما ساتكليف، مديرة مشروع "EV FireSafe" في ملبورن بأوستراليا، إن الباحثين بحاجة إلى مزيد من البيانات لتحديد معدّلات احتراق المركبات الكهربائيّة، بالرغم من أن الدراسات الأوليّة تشير إلى أنّها نادرة.
ويُفيد بحث أجرته شركة "AutoinsuranceEZ" بأنّ المركبات الكهربائية، التي تعمل بالبطاريات، لديها فرصة اشتعال تصل إلى 0.3٪ فقط، مقارنة بالتي تعمل بمحرّك وقود، حيث تصل النسبة لديها إلى 1.5٪. أمّا السيارات الهجينة، التي تحتوي على بطارية عالية الجهد ومحرّك احتراق داخليّ، فلديها احتمال تبلغ نسبته 3.4٪ لتشتعل.
ومع ذلك، عند حدوث الحرائق، تشتعل المركبات الكهربائية التي تحتوي على بطاريات أيونات الليثيوم بشكل أسرع من غيرها، وتتطلّب الكثير من المياه لإطفائها نهائياً، وفق ما تقول ساتكليف. ومن المحتمل اشتعال البطاريات بعد ساعات أو حتى بعد أيّام من السيطرة على الحريق.
وذكر كبير مسؤولي الإطفاء في إدارة ميريون "تشاس ماكغارفي" لـ"سي أن بي سي" أن إدارته تعاملت مع حريقٍ لطراز "#تسلا موديل أس" العام الماضي أدّى إلى إذابة الطريق تحتها.
ما سبب خطورة حرائق السيارات الكهربائية؟
أوضح مدير معهد الطاقة في ماريلاند، إريك واشسمان، بالقول إن خلايا بطارية ليثيوم أيون قويّة بما يكفي لتحريك سيّارة وركّابها، ممّا يجعلها عرضة للاشتعال، خاصة إذا كانت خلايا البطارية الداخلية تالفة.
وأضاف أن الخلايا تحتوي على أقطاب كهربائيّة ملاصقة لبعضها البعض، مليئة بالإلكتروليت السّائل القابل للاشتعال، ممّا يزيد من فرص انتشار الحريق إذا حدث.
وبالرغم من ذلك، تحتوي السيّارات الكهربائيّة على أنظمة إدارة للبطارية للحفاظ على درجة حرارتها، وتتحكّم (الأنظمة) بسرعة شحن البطاريات وتفريغها، ممّا يجعلها أقلّ عرضة للاشتعال.
شركات تعمل للحدّ من خطورة اشتعال سيّاراتها
في الإطار، أعلنت "تسلا" مؤخّراً أنّها ستتحوّل من خلايا بطاريات الليثيوم أيون إلى بطاريات ليثيوم فوسفات الحديد، في وقت تعمل شركات صناعة السيّارات الكبرى الأخرى، بما في ذلك "فورد"، و"فولكس فاغن"، على استبدال ليثيوم فوسفات الحديد لتركيبات النيكل أو الكوبالت المستخدمة في بعض سيّاراتها الكهربائية.
وأعرب أستاذ الكيمياء الكهربائيّة في جامعة نيوكاسل بول كريستنسن عن اعتقاده بـ"أن هذه الخطوة ستجعل السيّارات أكثر أماناً".
وأردف قائلاً: "لقد أمضينا وقتاً طويلاً لفهم المخاطر المرتبطة بالبنزين والسيّارات التي تعمل بالوقود بشكل كامل، وسيتعيّن علينا الآن تعلّم كيفيّة التعامل مع تحدّيات السيّارات الكهربائيّة".
تعليقات: