مع صعوبات الحياة وكثرة المسؤوليات التى تتحملها الأم، تكون فى أمس الحاجة الى وقت خاص بها أو للذهاب الى العمل أو مقابلة الاصدقاء...
وطبعا هي تتمنى فى هذه الاوقات ترك الاطفال فى أيدى أمينة.
وبما أن عمل الأب والأم معا يصيبهما بالكثير من القلق والتوتر على أطفالهما وترك العمل من الأمور الصعبة، التى تعوق بناء مستقبلهما سوياً، كانت فكرة وظيفة «المربية» أو الـ«بيبى سيتر» هى المنقذ الوحيد للوالدين، ولاسيما أنها أتاحت أيضا الفرصة للمبيت معهم لتقديم رعاية كاملة لهم أثناء خروج الأب والأم فى المساء.
إلا أن هذه الوظيفة في السنوات الماضية تراجعت نوعا ما بسبب استقدام العاملات الأجنبيات اللواتي كن يقمن بأكثر من مهمة في وقت واحد داخل المنزل، وذلك براتب كان بالمقدور دفعه بالتمام والكمال.
لكن اليوم وبعد ارتفاع سعر «الدولار» بشكل جنوني أمام الليرة اللبنانية بات من غير الممكن للكثير من تلك العائلات الإستمرار بعمل هؤلاء العاملات الأجنبيات، الأمر الذي شكل مشكلة حقيقية خصوصا للأم العاملة والتي لديها أولاد.
مردود مادي للكثير من الطالبات
انطلاقا من هذا الواقع، ونتيجة الأزمة المعيشية التي نتخبط بها جميعا عادت وظيفة «البيبي سيتر» إلى الواجهة لتحل أزمة العديد من العائلات اللواتي هنَّ بأمسّ الحاجة لمن يهتم بأولادهم، وفي المقابل لتأمين مردود مادي للكثير من الطالبات اللواتي هنَّ بحاجة للعمل لاستكمال دراستهن.
«اللواء» التقت عددا من الطالبات اللواتي أردن خوض هذه التجربة لتأمين مردود مادي يسمح لهنَّ بعيش حياة كريمة دون الإحتياج لأحد..
{ لينا طالبة حقوق في السنة الثالثة، هي لم تفكر يوما في العمل لأن والدها كان يتكفل بكل المصاريف لكن بعد أن أصبح يقبض نصف راتب ولم يعد بإمكانه سحب المال اللازم من المصرف فكرت بضرورة العمل، تقول:«صدقيني كنت أبحث عن عمل كي أتمكن من دفع قسط الجامعة، ويومها التقيت بجارتي وهي تسألني هل تعرفين من بإمكانه الإهتمام بـ نورا وجاد؟
فقلت لها على الفور» أنا أهتم بهما.
فضحكت اعتقادا منها بأنني أمزح، لأعود وأؤكد لها أنني أتحدث جديا خصوصا وأن دوام جامعتي بعد الظهر وهي تعمل قبل الظهر أي انه باستطاعتي العمل والدراسة في آن معا. وفعلا هذا ما حصل .
وأصبحت أجالس ولديها، وشيئا فشيئا توسع العمل وأصبحت أجالس العديد من الأطفال، خصوصا في ظل الظروف المعيشية الأخيرة، والإقبال بات أكثر لأنني أقبض بالليرة اللبنانية لا بـ«الدولار»، الأمر الذي سهل الوضع على الكثير من العائلات، لكن شرطي الوحيد ان لا أبيت في أي منزل.
صدقيني أنا فخورة بما أقوم به وأدعو كل الصبايا لاعتماد هذه الوظيفة شرط أن يعلموا من هي العائلة التي سوف يعملون لديها، وفي النهاية «العمل مش عيب العيب أن نمد يدنا للآخرين».
{ سمر بدورها تعمل كمربية لطفل يبلغ السنة من عمره، وهي تدرس الأدب الفرنسي، تقول: «بدأت العمل كمربية منذ اندلاع ثورة 17 تشرين وتدهور الأوضاع الإقتصادية التي أطاحت بنا...
- في البداية كنت أعمل بشكل جزئي، لكن عندما لمست الأم كيفية اهتمامي بطفلها ورعايته عرضت عليّ أن أتقاضى راتبا شهريا وأن أقيم في منزلها .
والحقيقة، أنني وافقت على الفور لأنني يومها كنت أبيت في منزل للطالبات، وبذلك أكون قد وفرت مبلغ الإيجار فأرتاح ماديا وأتمكن من إرسال ما يلزم من مصروف لوالدتي.
اليوم أنا سعيدة بما أقوم به، ولا سيما أنني من خلال عملي أتمكن من مساعدة والدتي وتأمين حياة كريمة لها.»
{ نهى سنة ثالثة طب، تقول: «منذ أن بدأت الدراسة قررت أن أعمل لأكسب مصروفي وأؤمن كافة احتياجاتي دون أن أتكل على الأهل، وبما أنني أحب الأطفال قررت أن أعمل كمربية بدوام جزئي، بشكل يتماشى مع دراستي. وصدقيني في الآونة الأخيرة، العمل ازداد بشكل كبير نتيجة احتياج العائلات لمن يهتم بأولادهم وهم يفرحون عندما يعلمون أنني أدرس الطب، لأنه في حال حدوث أي عارض لا سمح الله سأتمكن من أن أسعف الأطفال الذين أهتم بهم».
كيف تختار الـ«بيبي سيتر»؟
لكن يبقى السؤال: ما هي أبرز الأسس لاختيار الـ«بيبي سيتر»؟
قبل أي شيء يجب التأكد من حياة المربية وأسرتها ومنزلها لأن كل ما تعلمته ستنقله إلى طفلك بسهولة عن طريق التعامل معه، بالإضافة إلى درجة تعليمها واللغات التى تتقنها فى النطق.
وعليك الاتفاق معها بشكل رسمي كي لا ترتبط مع أسرة أخرى وتخسر ها إذا كانت مناسبة لأطفالك.
أيضا يجب أن تحدد فترة تجريبية لها حتى يعتاد الطفل عليها وتتعرف أنت على طريقتها فى التعامل عن طريق مراقبتها والتغيرات التى ستظهر على طفلك بعد أيام قليلة من الجلوس معها.
تعليقات: