سينتيا كرم - تصوير: نبيل اسماعيل
لم يعد كافياً توصيف المتنمّرين وأصحاب التعليقات المسيئة بأنّهم يعانون من مشاكل نفسيّة تبدأ من أنفسهم وتتوسّع إلى العالم الخارجيّ. ففي عالم السوشيل ميديا، يجب أن يعتبر التنمّر جريمة. لماذا؟ ابحثوا عن عدد الضحايا الذين أنهوا حياتهم بعد تعرّضهم للتنمّر.
ما تعرّضت له الممثّلة اللبنانيّة سينتيا كرم اليوم، يجب أن يدفعنا إلى المطالبة بتجريم التنمّر والتعليقات المسيئة. عبِّروا وعيشوا الحرّية على مواقع التواصل الاجتماعيّ، لكن تكلّموا كالبشر.
حلّت كرم ضيفة في برنامج "بلا Filter"، وردّت على ما جرى معها بروحيّة تعكس قلبها الأبيض، ابتسامة عريضة، وثقة ثابتة نابعة من تصالح مع المرأة التي أصبحت عليها. تقول لـ"النهار": "منبري على مواقع التواصل الاجتماعيّ مفتوح للجميع، فشّوا خلقكم، قولوا ما تريدون، لأنّ ما يُحكى لا يؤثّر بي على الصعيد الشخصيّ، لكنّه قد يؤذي آخرين إذا حصل معهم، وما نقرأه اليوم عن حالات الانتحار التي تحصل جرّاء التنمّر دليل على خطورة هذا الأمر".
تكمل: "ما حصل معي أخيراً من تعليقات لم يزعجني على الإطلاق، ولا أسمح لشيء أن يخترقني، لكنّّني أرى أنّ المجتمع اليوم بحاجة إلى إعادة تأهيل، فجيل اليوم ينشأ في مجتمع كلّه بلاستيك وصور زائفة لا تعبّر عن الحقيقة الفعلية، لذلك لم يعد مفاجئاً أن نشهد أفعالاً كالذي حصل معي".
كرم وجّهت رسالتها إلى المتنمّرين وقالت: "أنا من اخترت إطلالتي، تماماً كما اخترت تجاعيدي التي تذكّرني بعدد المرات التي ضحكتُ فيها في حياتي، وكمّ الأحاسيس التي أشعر بها، وأنا أفتخر بها. توقّفت عن صبغ شعري عندما تنبّهت لأوّل شعرة بيضاء، فأنا فخورة كوني امرأة عمرها 41 عاماً، فخورة بنفسي والمرأة التي أصبحت عليها. أكدّ يوميّاً لأصل إلى مرادي وآخر همّي مظهري. أستطيع أن أكون شخصيّة معروفة، ولكن ما يهمّني أكثر أن أُبقي على الشخص الذي أريده أنا".
وأكّدت أنّ الأمر "ليس متعلّق بمفهوم الجمال وأسلوب حياتك، تذكر أنّ الأهمّ هي البصمة التي يتركها المرء في الحياة بعد مغادرتها، وأجمل ما في الأمر أن يشعر الإنسان بالرضا على نفسه. أنا هيك، وفخورة بمظهري، ومحظوظة لكوني ما أنا عليه، فأنا أستطيع المشي، والتكلّم والغناء وأمور عدّة أكثر أهميّة من كوني جميلة لأنّني لا أكترث".
سينتيا كرم - تصوير: نبيل اسماعيل
سينتيا كرم - تصوير: نبيل اسماعيل
سينتيا كرم - تصوير: نبيل اسماعيل
تعليقات: