أعد حزب الله العدّة العسكرية لنصب كمائن متعددة للإسرائيليين (Getty)
معارك الحرب المفتوحة بين حزب الله إسرائيل، مستمرة. فإلى جانب معادلة الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة وتصنيعها، سارع الحزب إياه إلى إثبات قدرته على اختراق الأجواء الإسرائيلية بتلك الطائرات. وكان حسن نصرالله قد طرح قبل أيام مسألة أمنية وعسكرية حساسة: تهديده المباشر بنصب كمين باسم "أنصاريه 2". ولم يأت هذا التهديد من فراغ. فمصادر قريبة من حزب الله تقول إن التهديد ينطوي على معلومات حصل عليها الحزب في تحرياته وحروبه الأمنية، فحقق بذلك اختراقات. وتفيد تلك المعلومات أن هناك تفكيراً إسرائيلياً بتنفيذ عمليات كوموندوس أمنية وعسكرية في لبنان.
حرب استباقية
وتشير المصادر إلى أن حزب الله سيطر قبل مدة على إحدى الطائرات الإسرائيلية المسيّرة، وسحب منها معلومات عن المواقع التي صورتها والمنوي استهدافها في لبنان: مواقع تطوير نظام الطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة. وقد يكون الإسرائيليون نجحوا في الوصول إلى بعض المعلومات حول مواقع الصواريخ الدقيقة، أو نظام المعلوماتية الخاص ببرنامج الطائرات المسيّرة. ولذلك استعد حزب الله واتخذ الإجراءات اللازمة، تحسباً لأي هجوم إسرائيلي على هذه المواقع. ومن الاحتمالات التي رصدها الحزب عينه: عزم إسرائيل على تنفيذ هجومها بطائرات مسيرة، أو بعملية كوموندوس.
وفي المرحلة الأولى، هدد نصرالله بتفعيل منظومة الدفاع الجوي لدى حزبه، لمنع إسرائيل من تنفيذ أي عملية أمنية أو عسكرية بطائرات مسيرة، كما حصل في معوض عام 2019. فحينذاك أرسل الإسرائيليون طائرتين مسيرتين، الأولى مهمتها استطلاعية ولتصوير الموقع المستهدف، والثانية مفخخة وهدفها تفجير الموقع. وحسب المعلومات، كان الموقع المستهدف يحوي برنامجاً متطوراً للطائرات المسيّرة. وتؤكد مصادر قريبة من حزب الله أن العملية أفشلت.
وحالياً يتحسب الحزب إياه لعملية مماثلة، ويتخذ الإجراءات اللازمة لردعها ومنع حصولها.
سوابق الاختراق
وفي المرحلة الثانية، هدد نصرالله إسرائيل بمصير مشابه لعملية أنصاريه 2. وأعد حزبه العدّة العسكرية لنصب كمائن متعددة للإسرائيليين، في حال قرروا تنفيذ أي عملية كوموندوس أو إنزال. وقد يعمل الحزب على استدراجهم ليحقق ضربة كبرى في صفوفهم.
وهنا تقول المصادر: "معلوم أن عملية أنصاريه واحد كانت مبنية على معطيات. وفي ذلك الوقت كان حزب الله قد نجح في تحقيق اختراقين في صفوف الإسرائيليين: الأول تقني، أي معرفته مسار الطائرة المسيرة وكيفية تسييرها قوة الكوموندوس. والاختراق الثاني بشري، أي تجنيده شخصاً من موجهي القوة الإسرائيلية، فنجح في تنفيذ كمينه".
معارك في حرب مفتوحة
ينطوي هذا الكلام على أن الحرب الأمنية مستمرة، وتنطوي على أن حزب الله لا يركز على التطور التقني، بل على تسجيل اختراقات بشرية أيضاً. وكأنه يريد أن يقول للإسرائيليين إنه ينجح في تجنيد أشخاص يعملون معهم، كما تسعى إسرائيل إلى تجنيد عملاء لها في لبنان.
وتهديد نصر الله يرفع سقف التحدي، ويضع الإسرائيليين أمام احتمال المخاطرة في أي عملية يفكرون في القيام بها. وتفيد معلومات أنهم حاولوا قبل مدة القيام بعملية إنزال بحري وكوموندوس، لكن العملية أُفشلت، فعادت القوة المهاجمة أدراجها.
وحسب المعطيات المتوفرة، لن يؤدي هذا التصعيد إلى حرب. لكن المعارك مستمرة، بكل أسلحتها التقنية والاستخبارية والنفسية، من خلال ما نجح حزب الله القيام به: إرساله الطائرة المسيرة وعودتها إلى لبنان سالمة. وتؤكد المعلومات أنها نجحت بتصوير مواقع عسكرية وأهداف متعددة.
تعليقات: