عدنان سمور: شكرالله كرم.. الطبيب الخيامي والإنسان الرمز (ج2)

الدكتور شكرالله كرم
الدكتور شكرالله كرم


تاريخ مهنة الطب في الخيام، الجزء الخامس.


النشأة ومراحل التعليم الأولى

المعلومات المتوفرة عن هذه المرحلة قليلة نسبياً ، نظرا لقلة وجود شهود أحياء على تلك المرحلة ، إظافة لأن الزمن لم يُتِح لصاحب السيرة الاعرف بتفاصيل تلك المرحلة بأن يكتب سيرة حياته ، بسبب كثرة إنشغالاته العملية في مهنة الطب من جهة ، وهو الذي كان يتابع مئات لا بل آلاف المرضى في المنطقة من قرى أعالي جبل الشيخ شرقاً مروراً بكافة قرى جبل عامل غرباً ، حيث كان قد ذاع صيته وإشتهر بمهاراته وخبراته العلمية الواسعة ، والتي كان يزينها بأخلاقه وإنسانيته ونبله ، فصار مقصودا من الأماكن القريبة والبعيدة وكانت شهادته المفاجئة أيضاً عاملاً مساعداً في ضياع جزء غني من ذاكرة الرجل الرمز ، الذي كان له الأثر الأبرز في مشروع نهضة منطقته ، لأنه لم تتح له الفرصة الكافية لكتابة مذكراته ووداع أحبائه ، إضافة لكتابة العِبَر الغنية والمتنوعة التي إستخلصها من حياته العامرة بالأحداث والإنجازات في أكثر من ميدان من ميادين الحياة . ليس واضحا لدينا إن كان شكرالله كرم قد درس على يد أحد في الخيام ، بإستثناء شهادة يتيمة من صديقِ عمرهِ جورج فواز (إبن بلدة دير ميماس). لكن دون تحديد المكان الذي درس فيه في الخيام ، وعلى يد من؟

ويوجد إحتمال أن يكون قد تتلمذ في الخيام على يد الأستاذ كليم قربان الذي كان يدرِّس في كل من الخيام ومرجعيون في عشرينيات القرن الماضي، لكن المعروف أنه درس في مرحلة لاحقة من طفولته في مدرسة المرج العالية في بلدة مرجعيون ، كما يرجَّح أن يكون قد سكن في القسم الداخلي من المدرسة ، نظرا لأن وسائل النقل اليومي بين الخيام ومرجعيون ، لم تكن متاحة في تلك المرحلة من الزمن ، نظراً لعدم توفر السيارات التي بدأت تدخل إلى المنطقة وتُعتَمَد كوسيلة نقل في الأربعينيات ، بعد أن كان قد تخرَّج شكرالله كرم من الجامعة طبيباً.

وكان من زملائه في مدرسة مرجعيون حبيب حوراني ولبيب غلمية إضافة لكريم قربان وأفراد من آل جبارة من مرجعيون إضافة لجورج فواز من بلدة دير ميماس ، الذي تابع معه الدراسة الجامعية لاحقا واستمرت الصداقة بينهما الى لحظة استشهاد الدكتور شكرالله كرم . وقد سبق وذكرنا في سلسلة تاريخ التربية والتعليم في الخيام أن حسين عبدالله والد المربي علي عبدالله قد حصل على شهادة السرتفيكا في مرجعيون عام 1909 لأن نشوء المدارس في مرجعيون كان سابقاً لنشوئها في كافة القرى المحيطة بها.


لا شك أن شكرالله كرم كان يأتي إلى الخيام في عطله المدرسية ، وكان متعاوناً مع والديه في كل ما يطلبوه منه من مساعدة وتعاون ، ولا شك أنَّه كانت له صداقات مع الخياميين الفتية والشباب الذين كانوا من جيله ، لا سيما منهم المماثلين له في المرحلة التعليمية ، ولكن للأسف الشديد ليس لدينا تفاصيل حفظتها الذاكرة الخيامية الشفهية والمكتوبة عن تلك العلاقات وما تركت من أثر في شخصية وآمال وتطلعات الفتى الطامح للتعلم ، ومدى مساهمة هذه العلاقات لاحقاً فيما قام به شكرالله كرم في خدمة مجتمعه ومساعدته على النهوض والتقدم.

لكن الواضح أن حالة البؤس والفقر والحاجة التي كانت منتشرة في المجتمع الذي نشأ وترعرع فيه شكرالله كرم ، إضافة لتسلُّط الإقطاع على رقاب الناس في تلك المرحلة وما كان يمارسه رجال الإقطاع من إعاقة لتطور وعي الناس وحياتهم بشكل عام ، قد تركوا أثراً بالغاً في مشاعر الفتى الطري العود والحساس ، وصاحب الآمال الكبيرة ، حين كان يتجول في شوارع الخيام الضيقة والترابية وحين يشاهد معاناة الناس البسطاء في العمل المضني لتأمين حاجات عائلاتهم وحين كان يشاهد الفقراء وهم يجادلون البائعين في الأسواق طلباً لتخفيض أسعار السلع علهم يتمكنوا من تأمين الغذاء والكساء والكفاف لأولادهم ، ولا شكَّ أيضاً أنه كان يرى الفقراء البسطاء يقصدون والديه طالبين منهم المساعدة للتغلب على مصاعب الحياة ، وقلة المؤونة والإمكانات ، وظهر لاحقاً بوضوح أنَّ هذه المشاهدات والمعاينات ، قد ساهمت في نسج قابليات الفتى وشخصيته ، وإنحيازه إلى قضايا المستضعفين من أبناء بلده ومنطقته ، الأمر الذي شاهده الناس لاحقاً بأم العين في إهتماماته وكيفية ممارسته لمهنته برسالية وإنسانية وإخلاص وتفاني.



شكرالله كرم طالب في كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت

في العام 1930 أنهى شكرالله كرم دراسته الثانوية في مرجعيون ، وإلتحق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت ، وسكن في القسم الداخلي فيها ، حيث كان من زملائه في تلك المرحلة الشاعر واستاذ مادة الرياضيات عاطف غطاس كرم ، كما كان من زملاء الدراسة معه جورج فواز زميله في الدراسة الثانوية في المدرسة في مرجعيون وهو من بلدة دير ميماس كما سبق وذكرنا ، وقد صار الإثنان كثيرا التواصل بسبب تخصصهما المشترك في مجال الطب ، وصار الدكتور جورج فواز لاحقاً من كبار أساتذة الطب في الجامعة الأميركية ، ورئيساً لقسم (الفارماكولوجي) في الجامعة أيضاً ، وكان الدكتور شكرالله كرم يحوِّل له مرضاه الذين يحتاجون إلى متابعة علاجية أكثر عمقا في بيروت ، نظراً لحساسية وضعهم الصحي ، وتجدر الإشارة أن الدكتور جورج فواز ، كان يفتتح كل عام دراسي لطلابه الجدد في كلية الطب ، فيشرح لهم ضرورة الجدية والمسؤولية في التعاطي مع هذا الإختصاص ، لأنه يتعلق مباشرة بأرواح الناس ، الأمر الذي يجعل الإنسان أمام مسؤولية عظيمة ، وكان الدكتور جورج فواز ينهي الحصة الأولى لطلابه برواية يرويها لهم عن زميل له في الدراسة يدعى شكرالله كرم من بلدة الخيام الجنوبية ، الذي يعتبر طبيباً ناجحاً ومبدعاً وكفوءاً ، وهو دائم التواصل معه وكثيراً ما يسأله عن أحواله وأشغاله ، فيجيبه بأن عمل الطبيب عمل متعب وشاق ، وأنَّ الطبيب مظلوم إجتماعياً في بلادنا ، ويتابع شكرالله كرم جوابه قائلاً لصديقه " أنا أعالج مرضايَ بكل إخلاص ومسؤولية فإن صحَّ المريض يقول أهله أنَّ شفاءه كان (منْ الله) وإن مات المريض يقول أهله أن موتَه كان من (شكرالله) . فيضحك الطلاب لهذه الرواية اللطيفة والغنية بالعبر والدروس خاصة لطلاب مبتدئين في عالم الطب .

وقد أظهر طالب الطب شكرالله كرم رغبة جامحة للتحصيل العلمي ، وتمتع بقدرة فائقة على الإستيعاب التفاعلي في مراحل دراسته المختلفة في الجامعة ، حيث حصل بداية على شهادة البكالوريوس في العلوم الطبيعية، وبعدها حصل على شهادة الطب والجراحة في العام 1939 ، ونُقِل عن صديقه الخاص جورج فواز ايضاً ، أن شكرالله كرم في حصة التشريح ، كان هو الذي يقوم بعملية التشريح من بين أفراد مجموعته الدراسية ، نظرا لذاكرته الحادة ، ونظراً لنظافة أدائه وقدرته الفائقة على التركيز أثناء عملية التشريح . ويضيف الدكتور جورج فواز أنه لو رضي شكرالله كرم أن يتابع دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت ، لكان هو الجراح الأول فيها بدون منازع.

ومن زملاء شكرالله كرم في الجامعة الأميركية أيضاً ، المؤرخ المعروف شفيق جحا من بلدة بشمزين في الكورة ، وكان من الواضح بين هؤلاء الزملاء أن ما يميز جورج فواز وشكرالله كرم هو الإهتمام بالتحصيل العلمي أولا وقبل كل شيء ، بينما كان هناك العديد من الطلبة يغلب عليهم إهتماماتهم السياسية والعقائدية ، نظراً لوجود تيارات فكرية وقومية ونشاطات سياسية من كافة التيارات الساسية في تلك المرحلة. ومن جملة المنظرين الذين كان لديهم قدرة كبيرة على التأثير في أفكار وإهتمامات الشباب الجامعي الأستاذ أنطوان سعادة مؤسس الحزب القومي السوري الإجتماعي .

هذا لا يعني أن شكرالله كرم لم يكن لديه إهتمامات سياسية ، بل يعني أن الأولوية عنده كانت للتحصيل العلمي ، وتجدر الإشارة أيضا أن شكرالله كرم إرتبط بعلاقة جيدة بكمال جنبلاط ، وقد تمتنت هذه العلاقة لاحقا على أثر تعاون حصل بين ولده الدكتور كرم وكمال جنبلاط في بداية ستينيات القرن الماضي ، سنسلط الضوء عليه لاحقاً عندما نتحدث عن علاقة شكرالله كرم بأبنائه.

وكان من أصدقاء شكرالله كرم في تلك المرحلة أيضاً ، رياض الصلح ، تقي الدين الصلح ، كاظم الصلح ، عادل عسيران وعلي بزي.

كان شكرالله كرم من طلاب الطب المميزين والبارزين بين زملائه في الدراسة ، وكان بإمكانه أن يعمل في مستشفى الجامعة في بيروت وأن يتابع دراسته ويرتقي في وظيفته ويدرِّس في الجامعة ، وقد عُرِض عليه هذا الأمر مراراً وتكرارا ولكنه كان حاسما في قراره وإنتمائه منذ بدأ ينضج وعيه ويكتمل ، لذلك عندما حصل على إجازة مهنة الطب والجراحة حزم أمتعته من السكن الجامعي وودع الأصدقاء الذين أحبهم وعاهدهم على الإستمرار في التواصل المستقبلي لما فيه مصلحة الناس الفقراء الطيبين وتوجه إلى أقصى الجنوب ، إلى الخيام وأهلها الذين أحب وعشق وحمل في جعبته إليهم أحلامه الجميلة وخبرات ومعارف إكتسبها ، هم بأمس الحاجة إليها.

مما لاشك فيه أن الجامعة الأميركية كانت في المرحلة التي درس فيها شكرالله كرم ، أيام الإنتداب الفرنسي الذي يعمل على تقاسم منطقتنا مع الإنكليز ظلماً وعدوانا ، بموجب صفقة مشبوهة ، طمعاً بثرواتها وخيراتها ، لا حباً بإنسانها ، وقد إستغلَّت الدول المنتدبة ، بجشع وخبث ودهاء ونكث للعهود ، شعوبا طامحة للتحرر والخلاص من الإحتلال والظلم والتخلف والفقر ، وقد كانت الجامعة في تلك المرحلة تمثل ميدانا للتلاقح وللصراع الفكري والنشاط السياسي بين كافة التيارات الوطنية والإستعمارية والقومية وغيرها ، وكان شكرالله كرم وسط هذا الغليان في الأحداث المتلاطمة معبأً بفطرته وإخلاصه وينظر إلى كل ما حوله بعين المراقب المتأمل المتدبر ، وبعقل القادر بذكائه وفطنته على تمييز الغث من السمين ، مما كان يطرح أمامه من أفكار ونقاشات وكتابات ، بحثا عن الحق والحقيقة ، وهو المطالع النهم ،. وكان لهذه الأجواء التي عاشها خلال فترة دراسته في الجامعة الأثر الكبير في بناء شخصيته وتنضيج رؤاه وأحلامه ، خاصة أنه بدأ يتناهى إلى سمعه ويقرأ عن إتفاقية سايكس بيكو وبنودها التي تنص على إعطاء أرض فلسطين للصهاينة تعويضاً لهم عن ظلم الأنظمة الأوروبية وإضطهادهم لهم ، على حساب شعب فلسطين المستضعف وكان واضحا لديه المشروع الغربي وما يرمي إليه ، من خلال وعد بلفور وإتفاقية سايكس بيكو التي تبغي تقسيم المنطقة وشرذمتها وإضعافها . وهكذا بدأ يتضح لشكرالله كرم المشهد السياسي الخطير التي تقبل عليه المنطقة ، وبدأ بعد ذلك يرسم بعناية ودقة مشروعه ودوره في هذه الحياة بعد التخرج . فهو رغم كثرة إنشغالاته الأكاديمية كان حاملا لهم الوطن ومناضلا لخلاصه ، من أغلال الإستعمار المموه بمشروع الإنتداب ، وقد بانت تفاصيل مشروع الدكتور شكرالله كرم لاحقاً في الأحداث والمواقف والسلوك الذي مارسه في حياته العملية وفي تربيته لافراد أسرته وفي علاقاته مع أصدقائه ورفاق دربه. وهكذا تمكن شكرالله كرم (المسيحي اللبناي الجنوبي وإبن العائلة الميسورة) أن يتخرج من الجامعة الأميركية في بيروت ، وأن يضع كل طاقاته في خدمة مجتمعه المحتاج إليه ، وهنا تكمن عظمة الرجل الخيامي الذي غلَّب حق ومصلحة بلده ، ولم ينبهر بعظمة الحضارة وإنجازاتهم العلمية والتقنية والصناعية والمعرفية ، لأن بوصلة الضمير لديه كانت عصية على كل عمليات التشويش والخداع ، وتكفي القصة التي يرويها رائد الأدب الشعبي إبن إبل السقي (أبوعلي سلام الراسي) عن شكرالله كرم ، والذي يبدو أنه كان على علاقة طيبة به أثناء دراسته في الجامعة وبعدها ، حيث قال في كتابه (أحسن أيامك سماع كلامك) :"كان شكرالله كرم تلميذاً متفوقاً في دراسته للطب في الجامعة الأميركية ، وفي آخر إمتحان للصف النهائي أُلقي عليهم السؤال التالي :"جيء إليك كطبيب ، بمريض ، عاينه وعالجه ، وقدم لنا تقريراً عنه". فما كان من شكرالله كرم إلا أن ذكر في جوابه " جيء إلي بجريحٍ مصابٍ بطعنةِ خنجرٍ في خاصرته ، بدأت أولا بإعطائه دواءً يخفف ألمه ثم طمأنته أن إصابته غير قاتلة ، لكي أرفع معنوياته ، لأن في ذلك مساعدة للجريح على تحسن حاله ، وذكرت بعد ذلك تفاصيل الإجراءات التي قمت بها من أجل شفائه ، وبعد الإنتهاء من العمل الطبي ، كتبت تقريلا مفتوحا ً لمدة عشرة أيام سلمته لذوي المصاب لكي يقوموا بتقديمه فوراً إلى أقرب مركز حكومي مختص ، مع شكوى عاجلة ، لكي يصار إلى توقيف المعتدي في الحال ، وتحميله جميع المسؤوليات المتوجبة عليه". ويضيف الأستاذ سلام الراسي الذي كان حاضراً حفل تخرج الدكتور شكرالله كرم ، أن خطيب حفل التخرج في الجامعة يومها ذكر أثناء كلمته جواب شكرالله كرم على سؤال الإمتحان الأخير ، وأشاد بفكره المتنور واللاَّفت بشموليته الصحية والحقوقية ، إضافة للحظِهِ أدق التفاصيل التي ينبغي على الطبيب الرسالي أن لا يغفل عنها.

في بيروت وأثناء فترة دراسته الجامعية ، تواصل شكرالله كرم وعمل مع جمعية العروة الوثقى ، التي أسسها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، لتكون إطاراً جامعا لطلاب الحرية والإستقلال في بلاد الشرق ، وكانت هذه هي أولى محاولات الشاب الخيامي الطموح ، للعمل المنظم الهادف إلى التغيير والتحرر والتنمية ، التي يحتاجها مجتمعه في تلك المرحلة الصعبة التي كان يمر بها.


- المصادر:

زكي إلياس ونا

د.كرم شكرالله كرم

م. مروان ضاهر

علي عبد الحسن عواضة

إبراهيم البصبوص

خليل بطرس حشمة

إبراهيم خليل سمور

محمد علي هيثم

نايف علي مرعي

عبد الأمير أسعد مهنا

حسين علي رشيدي

عاطف أبو عازر

عدنان إبراهيم سمور.

باحث عن الحقيقة.

26/02/2022



الوزير السابق كرم كرم في رسالة صوتية إلى والده، الدكتور الشهيد شكرالله كرم في الذكرى الـ 45 لاستشهاده:

مواضيع ذات صلة:

شكرالله كرم، الطبيب الخيامي والإنسان الرمز

شكرالله كرم .. الطبيب الخيامي والإنسان الرمز (ج1)

عن موضوع الدكتور شكرالله كرم.. شكرًا للمهندس عدنان سمّور

حول الرسالة الصوتية من الدكتور كرم كرم إلى والده في الذكرى 45 لاستشهاده

شكرالله كرم، نبيّ الأطباء

مقالات الكاتب المهندس عدنان سمور

تاريخ مهنة الطب في الخيام - الجزء الأول

تاريخ مهنة الطب في الخيام - الجزء الثاني

تاريخ مهنة الطب في الخيام - الجزء الثالث

مواضيع سابقة، عن الدكتور شكرالله كرم، جرى نشرها عبر صفحات هذا الموقع

تعليقات: