الدكتور سامر عبدالله، استاذ في كلية الحقوق والعلوم السياسية
التأسيس للنزاعات والحروب انتقل إلى أوروبا ، فالولايات المتحدة التي قادت العالم أحاديا أسست لحرب يوغوسلافيا والعراق وأفغانستان ومن ثم في سوريا واليمن وليبيا يضاف الى ذلك العدوان الاسرائيلي الدائم على الفلسطينيين وكل ذلك خلافا للقانون الدولي.
ها نحن نرى حشدا اطلسيا ضد الهجوم الروسي على اوكرانيا لكنه لا يرتقي إلى مستوى حرب مباشرة ليس إلا خوفا من موسكو ومن اسلحتها الهائلة ، وفي المحصلة أوروبا هي الخاسرة لأنه لا قرار لها وهي تابعة لواشنطن التي بنت مجدها على تدمير اوروبا في الحرب العالمية الثانية.
بدلا من أن تبحث أوروبا عن حل لأزمة أوكرانيا ، نجد أنها مستعدة للارتهان أكثر للقواعد العسكرية الأميركية ولخارجية واشنطن، ولجماعات المجتمع المدني المنافقة ويعتبر الرئيس الأوكراني الراهن اكبر نموذج لهذا النفاق حيث استحضر الحرب لبلده الجميل وتسبب في دماره بسبب مخالفته اتفاق مينسك واستفزازه روسيا عبر اضطهاده الناطقين بالروسية في اوكرانيا وسعيه لحيازة سلاح نووي….
الخاسر الأكبر حاليا هو أوروبا ، بينما واشنطن تستخدمها كدرع لتأخير تحول الاحادية في قيادة العالم نحو تعددية ،
قرار روسيا بالمواجهة ليس ارتجاليا بل درس بعناية لدى مؤسسة القرار ومنسق مع الصين وهو مقدمة لكسر هيمنة واشنطن ولطرح صيغة جديدة لمجلس الامن الدولي ولرفض الارتهان للدولار.
* د. سامر عبدالله استاذ كلية حقوق وعلوم سياسية
تعليقات: