حاصبيا :
رفعت في حاصبيا والعرقوب أمس عشرات اللافتات المشيدة بعملية الرضوان، التي حررت الأسرى وأعادت جثامين الشهداء. وتوجهت وفود حزبية وشعبية حاصبانية للمشاركة في استقبال العائدين عند معبر الناقورة. لكن في كفرحمام بدت عائلة الشهيد يحيى الخالد في حالة إرباك وقلق، فلم يصلها تأكيد أو نفي حول وجود جثمان ولدها ضمن الجثامين المسلّمة، مما دفع بهذه العائلة إلى التحسّب لكلا الاحتمالين.
يتحلّى والد الشهيد يحيى الخالد برباطة جأش الرجل الصبور الهادئ، يشد عزم من كانوا يواسونه باستشهاد ولده، مردداً أن »شهيدنا مثال الوفاء والتضحية والإخلاص لبلدته وأهله وحزبه ووطنه، حمل البندقية منذ نعومة أظافره، كان همه أبداً محاربة هذا العدو الصهيوني وهزيمته، فكان له ما أراد، قاتل واستشهد داخل منطقته، وفي محاذاة بلدته ويده على الزناد، وما بدّل تبديلاً«.
أما والدته مريم، التي ذرفت الدموع مدرارة وهي ترقب ملاقاة الأسرى المحررين عبر الشاشة الصغيرة، تمالكت نفسها وبقوة لتقول »هنيئاً لهؤلاء الأبطال الذين عادوا إلى بلدهم مكللين بالغار، لقد شاهدت في وجوههم صورة ولدي، كأن طيفه مر أمامهم جميعاً، فتسمرت الشاشة ليناديني من بعيد، ماما ها أنا معهم ومنهم، آتي فاحضنيني للحظة، قبل طمري بتراب كفرحمام الدافئ بعد غياب قسري استمر ٢٠ عاماً«.
وفي بلدة شبعا، اكتملت الترتيبات لاستقبال جثمان الشهيد محمد خليل نبعة، الذي استشهد في مواجهة مع جيش الاحتلال في مزارع شبعا، من ضمن مجموعة تابعة لـ»الجبهة الشعبية« عام .١٩٨٩ في حين لم يتمكن أحد من تحديد مصير المواطن محمد سعيد الجرار من شبعا، والذي كانت قد اختطفته قوة كوماندوس إسرائيلية خلال رعيه للماشية في محيط المجيدية العام .
تعليقات: