يوسف غزاوي.. في فترة دراسته في مدرسة الخيام الرسميّة
ما جاء في كتابي "غرنيكا الخيام..". قصّتي مع الأستاذ "جورج" ومع التحدّي. أحببتُ مشاركتكم إيّاها. المناسبة عيد المعلّم، أعاده الله على المخلصين من المربّين بالصحّة والسعادة وهدأة البال:
كنا نعاني من ضعف شديد في مقرّر اللغة الفرنسيّة في مدرسة الخيام الرسميّة، كما بقيّة المناطق الجنوبيّة واللبنانيّة على ما أظنّ، والأسباب كثيرة ومعروفة للجميع. كان الأستاذ جورج (من جديدة مرجعيون) من بين مدرّسي هذه اللغة. لم يكن مخلصًا لرسالته التعليميّة للأسف الشديد، فكان يسخر منّا بدل تعليمنا أصولها وقواعدها، ولو بالحدّ الأدنى، (على عكس أستاذ حنّا الشاعر من البترون والأستاذ صلاح عبدالله من بلدتنا، اللذين تفانيا في العطاء) وقد حصلتُ على نصيبي من إهانة جورج لنا بقوله أنّ والدي هو من خرّيجي السوربون، ويضع قبّعة فرنسيّة على رأسه، الخ.. مع ضحكة صفراء كريهةًلم ولن أنساها أبدًا. بقيت هذه الحادثة محفورة في ذاكرتي، وأحسستُ حينها بنوع من السخط العارم ممزوجًا بتحدٍّ كبير.. مرّت الأيام والسنون، وانتسبتُ إلى الجامعة اللبنانيّة، وآليتُ على نفسي التفوّق للحصول على منحة للدراسة، أين؟ في السوربون، لا غيرها، لأنّني لم أنسَ إهانة "جورج". حصلتُ على المنحة، وسافرتُ إلى باريس، ودرستُ في السوربون، وحين حصلتُ على شهادة الدراسات المعمّقة في الفنّ D.E.A حملتُ الإفادة التي تُثبتُ ذلك، وقفتُ خارج مبنى السوربون مستحضرًا جورج الذي أوقفته أمامي كمتّهم في محكمة لأقول له: "ها أنا درستُ في السوربون أيّها الأستاذ الفذّ يا أخُ ال…. وأتحدّاك أن تكون قدماك قد وطئت هذه الجامعة..".
ملاحظة هامّة: حصلتُ حينها على منحتين في نفس الوقت، واحدة من مؤسّسة الحريري للدراسة في أميركا، والثانية من الدولة الفرنسيّة بطلب من الجامعة اللبنانيّة، وهو أمر نادر، لا أعتقده حصل سابقًا أو لاحقًا مع أحد، منحتان في وقت واحد!
يقول نابليون: المستحيل ليس فرنسيّا.. وأنا أقول أنّي حقّقتُ المستحيل في باريس كما جاء في تفاصيل كتابي غرنيكا الخيام.. باسم الخيام ومعاناتنا وفقرنا والظلم الذي عشناه.. لقد أهانني الأستاذ جورج، سامحه الله، لكنّه أفادني من حيث لا يدري..
الصور أدناه، خلال فترة دراسة د. يوسف غزاوي في فرنسا وصور إفادات من جامعة السوربون بمتابعته لبعض المقرّرات فيها مع أهم أساتذة السميولوجيا والألسنيّة..
تعليقات: