وحدة المعارضة وضعت الجنوبيين أمام خيارين: الاستمرار بالنهج الحالي أو الاقتراع للتغيير (Getty)
بخلاف كل الدوائر الانتخابية، حيث تخوض قوى المعارضة المعركة بأكثر من لائحة، بسبب الخلافات بين المجموعات، نجت دائرة الجنوب الثالثة من هذا الخيار المر، الذي سيؤدي إلى خسارة جميع المجموعات أمام الأحزاب.
بعد تجاذبات وصراعات ومفاوضات عسيرة ولدت لائحة جامعة لكل قوى التغيير المتنوعة في الدائرة تحت اسم "معاً نحو التغيير"، التي سجلت صباح اليوم الجمعة 1 نيسان، في وزارة الداخلية.
معاً نحو التغيير
هي اللائحة الوحيدة في لبنان التي تضم جميع المكونات المعارضة لأحزاب السلطة، والتي تضم مجموعات 17 تشرين وشخصيات مستقلة وديمقراطيين وأحزاباً من مختلف المشارب السياسية في الجنوب.
وفيما تتخبط قوى المعارضة في نصب الأفخاخ لبعضها البعض في كل الدوائر من دون استثناء، خرجت اللائحة في الجنوب الثالثة من عنق الزجاجة، وذلك بعد صراعات وتفاهمات وتضحيات من الجميع للمصلحة العامة.
ففي هذه الدائرة، مثل دوائر عدة غيرها، لا معنى لأي معركة من دون توحد قوى المعارضة بمختلف مشاربهم، لخرق لائحة قوى السلطة ممثلة بالثنائي الشيعي وحلفائه، التي رشحت المصرفي مروان خير الدين، رغم سرقة العصر التي تعرض لها المودعون وسائر اللبنانيين.
وتضم هذه اللائحة المكتملة 11 عضواً مرشحين مستقلين ومطعمة ببعض المرشحين الحزبيين، بعدما تنازلت جميع القوى ولم تقدم على ترشيحات عشوائية لا معنى لها في معركة وطنية في الجنوب. والمرشحون هم:
الطبيب علي وهبة والأستاذ الجامعي وفيق ريحان والمهندس وسيم غندور (مستقلون، عن المقاعد الشيعية) في النبطية، والمحامي حسن بزي (الشعب يريد اصلاح النظام)، والناشط علي مراد (نبض الجنوب وعامية 17 تشرين) والقيادي خليل ديب (حزب شيوعي) عن المقاعد الشيعية في بنت جبيل، والطبيب الياس جرادة (مستقل عن المقعد الأرثوذكس) والإعلامي محمد قعدان (مستقل عن المقعد السني) والمحامي فراس حمدان (مستقل عن المقعد الدرزي) وإبراهيم عبدالله (مستقل عن المقعد الشيعي) ونزار رمال (مواطنون ومواطنات في دولة عن المقعد الشيعي)، في مرجعيون-حاصبيا.
الخيار الصحيح
بتشكيل هذه اللائحة التي سينسحب لها مرشحون كثر للانضمام إلى الماكينة الانتخابية لدعمها، لم يبق أمام بعض المرشحين القلائل أي خيار لتشكيل لائحة ثانية، بسبب التناقضات السياسية بينهم، كما تعول القوى المنضوية في اللائحة. أي عملياً رست الدائرة على معركة بين لائحتين أساسيتين: لائحة معاً نحو التغيير ولائحة الثنائي الشيعي وحلفائه.
استدركت جميع مكونات المنطقة حجم المسؤولية، حيال الخلافات العقيمة التي تدور بين قوى المعارضة في كل لبنان، وذهبت إلى الخيار الصحيح في ضرورة توحيد صفوفها لخوض معركة جدية. وستكون المعركة الوحيدة في كل لبنان التي تتمكن فيها المعارضة المؤتلفة بكل تلاوينها من تحقيق أكثر من خرق للائحة قوى السلطة، رغم الغلبة الشيعية لأصوات الثنائي الشيعي.
خرق لائحة الثنائي الشيعي
لم تشهد دائرة الجنوب، المتنوعة حزبياً وطائفياً، انتخابات فعلية في العام 2018 بعدما تشكلت لوائح عدة أفقدت المعركة أي أمل بالفوز على لائحة الثنائي الشيعي. لكن ورغم مساوئ قانون الانتخابات الحالي، إلا أن النسبية، ولو الاقصائية بعتبتها الانتخابية المرتفعة (نحو 19 ألف صوت في الدائرة)، تمكن المعارضة من الفوز بأكثر من مقعد، في ظل لائحة موحدة، حصرت المعركة بين لائحتين ووضعت الجنوبيين أمام خيارين: الاستمرار بالنهج الحالي أو الاقتراع للتغيير، والسير معاً نحوه، كما يقول شعار اللائحة.
بعد إقفال باب تسجيل اللوائح يوم الإثنين المقبل، ستتجه الأنظار إلى الجنوب الثالثة والنجاح الوحيد لقوى المعارضة في تشكيل لائحة واحدة بوجه السلطة، كما هو متوقع. فصراعات قوى المعارضة ومجموعاتها في جميع الدوائر، ستفضي إلى تشكيل لوائح متعددة، في ظل الصراعات العقيمة وعدم تنازل أي طرف. ويكون الجنوب أمام انتخابات جدية لإثبات مدى وحجم قوى التغيير.
تعليقات: