نوال بري: عودي ع ديارك عودي!

تلعب بطولة المسلسل الى جانب ميشال حوراني
تلعب بطولة المسلسل الى جانب ميشال حوراني


خلال عام واحد، بدّلت نوال بري عملها أمام الكاميرا. بدل أن تتابع مهامها كمراسلة في قناة mtv، قلبت بري الكاميرا وتحوّلت إلى ممثلة. يومها، خرجت المراسلة التي إنطلقت من قناة «الجديد»، معلنة بأنها أرادت أن «تجرّب حظها في التمثيل» هكذا، أصبح التمثيل حقل تجارب للهواة، وفرصة لكل من وجد نفسه في حالة ملل من عمله. خضعت برّي لدورات في التمثيل، وإنضمت إلى قافلة الممثلات اللبنانيات.

على عكس أهم الممثلين في لبنان، كان طريق نوال في التمثيل ميسّراً. حلت ضيفة شرف على الموسم الثالث من «عروس بيروت» الذي عرض على mbc، لكن حضورها مرّ مرور الكرام ولم يترك أيّ أثر يذكر. من ضيفة على عمل مشترك، صعدت بري بسرعة البرق إلى سلّم البطولة المطلقة، من دون المرور بمراحل التحضير لتصبح ممثلة صف أول. تلعب حالياً بطولة المسلسل اللبناني «وإلتقينا» (كتابة غادة كلاس مهنا، إخراج مكرم الريس وإنتاج «مروى غروب» و mtv)، الذي يجمع ميشال حوراني، نوال بري، جهاد الأطرش، وفاء طربيه، عصام الأشقر، رولا شامية، وجيه صقر.

هذا الصعود المفاجئ، ترك خلفه العديد من الاسئلة: كيف تغامر شركات الانتاج اللبنانية مع مَن لا يملك خبرة في التمثيل، فتوكل إليه البطولة المطلقة في الدراما الرمضانية؟ لماذا تصرّ تلك الشركات على الوجوه الجديدة بينما هناك ممثلون مخضرمون يبحثون عن فرصة؟. كل هذه الأسئلة، لا جواب لها، لأنّ شركات الانتاج «تسوق حسب السوق»!

في هذا السياق، يعتبر «وإلتقينا» مسلسلاً لبنانياً بحتاً، جمع في مشاهده كل المشاكل السياسية التي عاشها البلد قبيل الحراك الشعبي في خريف 2019، بدءاً من الهدر المالي، وصولاً الى قضية إحتجاز الودائع في المصارف، الى بيع الآثار. «كوكتيل» قضايا حضر في العمل.

هكذا، إنطلق المسلسل بمشهد سريع لنوال، يعرّفنا على فتاة تدعى حلا تعيش في باريس حيث تتلقى تعليمها الجامعي. نكتشف لاحقاً أن حلا إبنة سياسي متهم بقضايا تهريب الآثار، ولكنه اصيب بالشلل بسبب تلك التهم التي يعتبرها ظالمة بحقه. تعمل حلا في أحد المطاعم، وتتعرف هناك مصادفة إلى مجد. الأخير هو ابن سياسي أيضاً، تحوم حوله قضايا الفساد. لكن الظروف تشاء أن يغرم مجد وحلا، ليكتشفا لاحقاً أن والديهما على عداوة!

اللافت أن صنّاع العمل لم يكثّفوا من مشاهد بري في المسلسل، بل بقي حضورها الأقل بين الممثلين، كدلالة على الخوف من تصدّرها المشاهد.

بدت نوال ضعيفة أمام الكاميرا، «تأكل» نصف الحروف التي تنطق بها. تتحدث سريعاً كأنها حفظت المشهد غيباً من دون أيّ تأثّر أو إنفعال ولو بسيط بملامح وجهها الخالية من التعابير. تقول ما حفظته على الورق، كأنها مراسلة خرجت برسالة إعلامية سريعاً خلال ثوان فحسب.

مشاهد نوال غير مقنعة، حتى إنّ لقطات بكائها على كتف مجد، تصنّف ضمن المواقف المضحكة، ناهيك بالمشاهد الرومانسية التي جمتعها بميشال حوراني، فبدت لوحة جامدة خالية من المشاعر.

بإختصار، نوال «هبطت» بالمظلة على الدراما، ولكن على أحدهم أن ينصحها بالعودة للعمل كمراسلة، على رأي الأغنية الشعبية «عودي ع ديارك عودي»!.

تعليقات: