حزب الله يحاصر القوات ويخترق السنة المشرذمين.. ومستقبليون يساعدونه

هناك انتظار لبناني لحركه السفير السعودي لتحفيز السنّة على المشاركة في التصويت (الأرشيف)
هناك انتظار لبناني لحركه السفير السعودي لتحفيز السنّة على المشاركة في التصويت (الأرشيف)


فيما يدخل اللبنانيون المرحلة الزمنية الرابعة السابقة لموعد الانتخابات النيابية، على وقع احتدام المعارك وتصاعد وتيرتها السياسية، لا يزال التخوف من احتمال إرجاء الاستحقاق الانتخابي قائمًا لأسباب عدة، تبدأ بالإطاحة بتصويت المغتربين اللبنانيين لعدم توفر المال، أو إضراب الديبلوماسيين. لكن مصادر متابعة تقول إن المجتمع الدولي، المصرّ على إجراء الانتخابات في موعدها، سيؤمن تلك الأموال اللازمة لإجراء الانتخابات في الخارج، ونقل صناديق الاقتراع. وتداركًا لإضراب الديبلوماسيين، تستعد الجاليات اللبنانية في دول الاغتراب لخيارات بديلة: تنظيم لجان لترتيب العملية الانتخابية. لكن على الرغم من ذلك لا يزال الخوف قائمًا، فيما المرحلة الفاصلة عن موعد الانتخابات تتقلص أكثر فأكثر.


الخناجر وحصار القوات

يسعى الأفرقاء إلى تجميع قواهم ورصّ صفوفهم. وتكاد هذه الانتخابات أن يكون أكثرها تعرضًا لعمليات غرس الخناجر في الظهور والخواصر. هذه حال الساحة السنية تحديدًا. وحده حزب الله يعمل على تفادي ذلك، واستخدام خناجر خصومه لاستهداف خصومه الآخرين، على الساحة السنية أيضًا.

فبعد مساعي الحزب إياه إلى تجميع القوى المسيحية إلى جانبه، وصولًا إلى تهدئة الخلافات بين سليمان فرنجية وجبران باسيل في الإفطار المتعدد الأهداف الذي دعا إليه نصر الله: أولًا، مرحلة ما بعد الانتخابات. وثانيًا، ترتيب حزب الله تحالفاته على الساحة الداخلية. ومن ثم التحضير للمرحلة المقبلة التي تشهد اصطفافات سياسية وإقليمية جديدة في لبنان. لكن الهدف الثالث الأساسي يتعلق بضرورة محاصرة القوات اللبنانية وإلحاق خسائر بها حيث أمكن، لا سيما في دائرة الشمال الثالثة. وهذا بعد توجه سليم كرم إلى التصويت للقوات، بعدما لم يكن الأمر محسوبًا لدى المردة والتيار العوني وحزب الله، ما أدى إلى ممارسة ضغوط كبيرة عليه.


المستقبل يحاصر القوات والسنيورة

وتنسحب الحال نفسها على البيئة السنية في مجالات عدة. فأولًا، هناك ضغوط يمارسها مستقبليون على السنّة في جبيل للتصويت للائحة فريد الخازن. والأهم هو إبعاد السنة عن التصويت للقوات اللبنانية في دائرة الشمال الثالثة. وذلك بالضغط عليهم للتصويت للائحة طوني فرنجية، بدلًا من القوات اللبنانية.

أما في بيروت الثانية فكان لافتًا حضور كوادر مستقبلية في حفل إطلاق لائحة نبيل بدر، وسط معلومات يتداولها أهل بيروت تفيد أن هناك نوعًا من الغطاء المستقبلي للائحة بدر، هدفه الأساسي مواجهة اللائحة المدعومة من الرئيس فؤاد السنيورة.


حزب الله يخترق طرالس وعكار

والساحة السنية غير بعيدة عن اهتمام حزب الله. فهو الذي رتب لائحة فيصل كرامي في طرابلس مع جهاد الصمد، وسعى إلى التهدئة بين الصمد وكمال الخير. وهذا لتحقيق خروق واسعة في طرابلس باجتياحها سياسيًا وفي عمليات توزيع مساعدات وخدمات. فلحزب الله هدف مركزي هو في اختراق عاصمة الشمال. وفي عكار غير البعيدة من طرابلس، عمل الحزب عينه على المساعدة في تشكيل لائحة التيار العوني، بالتحالف مع محمد يحيى والحزب السوري القومي الاجتماعي.

واهتمام حزب الله بعكار يعود إلى فترة سابقة نظرًا لقربها من الأراضي السورية. وهو عمل على ربط شخصيات ومجموعات عدة به هناك. واستمر المسار بتوزيعه الدعم المالي لضحايا انفجار التليل، وفي اليومين الماضيين زار المنطقة نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم. وهذا مؤشر إلى حجم اهتمام حزب الله بعكار لتسجيل المزيد من الاختراقات في البيئة السنية.


ميقاتي يساعده طامحًا بحكومة

يعمل حزب الله وفق منهجية واضحة واستراتيجية ثابتة على خط الانتخابات النيابية وما بعدها، فيما خصومه لا يزالون في حال تشتت، وبيع المواقف أو طعن الذات.

فالرئيس نجيب ميقاتي مثلًا، وهو يدعم لائحة في طرابلس، يوفر الفرص والحظوظ لنجاح لائحة كرامي والصمد من جهة، بعدما كان قد اتفق مع السنيورة على تشكيل لائحة في عكار وتراجع. لكنه سعى إلى تشكيل لائحة بمفرده. وهذا كله يصب في خدمة الآخرين. وربما يكون ذلك شبيهًا بانتخابات العام 2018، ويدخل في حسابات استدراج عروض لموقع رئاسة الحكومة.


تحركات البخاري

حيال هذه الوقائع، ينتظر خصوم حزب الله أي حركة سياسية يقوم بها السفير السعودي، الذي أجرى سلسلة اتصالات بشخصيات رسمية وسياسية ورجال دين، من بينهم مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وسواهم.

ونّظم السفير السعودي إفطارًا للمفتين ورجال الدين، وهناك إفطار مرتقب لرؤساء الجمهورية والحكومة السابقين: أمين الجميل، ميشال سليمان، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وتمام سلام. والأهم هو الخطوات السياسية التي يتخذها البخاري.

فهناك انتظار لبناني لحركته واتجاهها السياسي والانتخابي، لا سيما في ما يتعلق بكيفية تحفيز السنّة على المشاركة في الانتخابات والتصويت. فهناك رهان لبناني على عودة البخاري لتصب في عدم ترك حال التشرذم والفراغ على الغارب، وخصوصًا على الساحة السنية.

تعليقات: