في احتفالات عيد ميلادها العاشر..
بعد عشر سنوات من بدء ظهورها على مسرح الأحداث الطبية العلاجية، يُمكن القول بصراحة ان من الممتع استجماع الرجل، البالغ متوسط العمر، ما تبعثر من قواه الجنسية بتناول أدوية معالجة ضعف الانتصاب. ولكن من اللافت للنظر تلك الإحصائيات الشاذة والصادرة في 24 مايو الماضي والقائلة بأنها سبب في ذلك الارتفاع الكبير في معدل الإصابات بالأمراض الجنسية بين أوساط الرجال ممنْ تتراوح أعمارهم ما بين 45 و64 سنة من الرجال! وبالتالي بين أوساط منْ يُعاشرون من النساء.
كما يُمكن القول بصراحة أيضاً إن استخدام تلك الأدوية المنُشطة للانتصاب بصفة «ترفيهية» من قِبل الشباب الصغار السن، أي دونما وجود حالة مرضية من ضعف الانتصاب، تجاوز بمراحل واسعة ما كان مقصوداً بالأصل من إنتاجها وتسويقها بصفة علاجية. وليصل الحال إلى أبعد من رؤية شباب في العشرينات أو الثلاثينات «مدمنين» في الاعتماد عليها كلما أرادوا تقديم الأداء الجنسي، بل كما تم الإعلان عنه في 25 يونيو (حزيران) من هذا العام، إلى اعتزام الوكالة العالمية لمحاربة المنشطات في المنافسات الرياضية The World Anti-Doping Agency، تحريم تناول الرياضيين لأدوية علاج ضعف الانتصاب، مثل «فياغرا» أو «سيالس» أو «ليفيترا»، كوسيلة لرفع مستوى الأداء البدني Improve Performance في تلك المنافسات الرياضية.
هذا، وتبلغ «فياغرا»، في مارس (آذار) المقبل، احتفال ذكرى ميلادها العاشر، وهي تتربع عن جدارة، على قمة قائمة الأفضل في المعالجات الطبية المتنوعة لحالات ضعف الانتصاب الشائعة بين الرجال. وكانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية قد أعطت موافقتها في مارس عام 1998، على البدء بإنتاج وتسويق ووصف «فياغرا» في معالجة حالات ضعف الانتصاب. ثم تلتها كل من «سيالس» و«ليفيترا» على خط الخدمة لهذه الغاية العلاجية.
* «فياغرا» وسلوكيات جنسية خطرة
* وكانت مجموعة من الأطباء البريطانيين، قد أعلنت في مايو الماضي، تحذيرها من أن ثمة ارتفاعاً «قاسياً وعنيفاً» بصفة لافتة للنظر للإصابات بالأمراض الجنسية بين الرجال المُستخدمين لأدوية معالجة ضعف الانتصاب، خاصة «فياغرا»، على حد قولهم، وذلك عند ممارسة العملية الجنسية في نطاق ما هو «خارج العلاقة الزوجية» Extramarital Affairs.
ووفق ما ذكرته صراحة المعلومات الصادرة عن هيئات الصحة في بريطانيا، فإن معدلات الإصابة بالأمراض الجنسية من نوع «السيلان» Gonorrhea، ارتفعت بمعدل يتجاوز ثلاثة أضعاف في أوساط الرجال البالغين، المُتراوحة أعمارهم ما بين 45 و 64 سنة. كما ارتفعت بمقدار الضعف إصابات السيلان، بين مَن هم في العشرينات من العمر.
كما لاحظت تلك الإحصاءات أن الإصابات بحالات «كلاميديا» Chlamydia، ارتفعت هي الأخرى بصفة ذات أهمية معنوية، حيث زادت الإصابات الجنسية بها بنسبة 315% عند المقارنة في ما بين إحصاءات عام 1997 وعام 2006.
وقال الباحثون البريطانيون إن العقار الجنسي ـ في إشارة لـ«فياغرا» ـ ربما عزز من أداء الرجال في الجانب الجنسي، إلا أنه وفي نفس الوقت وضعهم عرضة لمخاطر التقاط الأمراض الجنسية.
وعلق جون دين، رئيس المجمع الدولي لطب الجنس، أن هذا الدواء أعطى الرجال حرية أكبر للارتباط بأنشطة جنسية مع أكثر من شريك في العملية الجنسية.
وأوضح الدكتور روب ويليمس، مدير منزميديكل لصحة الرجال في مدينة كريستشيرش النيوزلندية، أن الرجال الكبار في السن يأتون أحياناً للعيادة بعد تناولهم «فياغرا» للتأكد من عدم إصابتهم بالأمراض الجنسية نتيجة ممارسة علاقات خارج نطاق الزوجية. واستطرد بالقول «إن الشعور بالذنب Guilt هو ما يدفع أولئك الرجال للمجيء إلى العيادة لغاية الفحص تلك». وأضاف بأن هؤلاء الرجال على وجه الخصوص عُرضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بالأمراض الجنسية، لأنهم غالباً ما يُبدلون، بشكل متكرر، الشريكة الجنسية أو يستخدمون المومسات، على حد قوله.
وكانت المجلة الأميركية للطب American Journal of Medicine، قد نشرت في عدد أواخر مايو من عام 2005، نتائج مراجعة 14 دراسة حديثة عن تناول الرجال لـ«فياغرا». ووجدت في نتائجها أن ارتفاع معدلات تناولها وبالأخص إساءة استخدامها Abuse من قِبل مَن لا يحتاجون إليها، قد يرفع بطريقة دراماتيكية مُثيرة من خطورة الإصابة بالأمراض الجنسية والإيدز، بنص قولهم.
وكانت إحدى الدراسات تلك قد نظرت في استخدام الرجال الشواذ لـ«فياغرا»، ووجدته يرفع من ممارستهم للعملية الجنسية الشاذة بطريقة غير واقية Unprotected Sex بنسبة ستة أضعاف، مقارنة بالشواذ الذين لا يتناولون «فياغرا». وهو ما يعني أن تقوية القدرات الجنسية ساهم في تنشيط الانفلات في الممارسات الجنسية من دون أخذ الحيطة من احتمالات التقاط عدوى الأمراض الجنسية. وبالنتيجة وجد الباحثون بالمقارنة بين المُصابين بالإيدز وغير المُصابين به، أن تناول «فياغرا» كان أعلى بمقدار 250% في ما بين المُصابين بالإيدز.
وأعاد الباحثون في هذه الدراسة التأكيد على أن «فياغرا» بالأصل صُممت وسُمح بوصفها لمعالجة مَن يُعانون من ضعف الانتصاب، لكن غالبية الرجال المشمولين في تلك الدراسة، كما قال الباحثون، كانوا لا يشكون من ضعف الانتصاب، وكانوا يحصلون عليها من طرق عدة لا علاقة لها بالوصف العلاجي المباشر من الطبيب.
وبالرغم من شكوك البعض، التي لم يثبت مطلقاً صحتها على الأقل حتى اليوم، إلا أن تناول «فياغرا» أو غيرها من أدوية تنشيط الانتصاب، لا يُعرف علمياً بتسببها بشكل مباشر في الإصابة بالأمراض الجنسية. لكن لأننا نعيش في عالم غير منضبط «الإدراك لعواقب الأمور» في التصرفات الجنسية لبعض الرجال، من أعمار مختلفة، وبناءً على الملاحظات المتنامية حول تأثير التناول العشوائي لـ«فياغرا»، وبالتالي التحسين المُفرط لقدرات الرجل الجنسية، على ارتفاع احتمالات الإصابة بالأمراض الجنسية، نتيجة للانفلات في الممارسات الجنسية دونما حساب للحذر، قال الباحثون، صراحة، إن ثمة دواعي لوضع عبارات مُلصقة بعبوات «فياغرا» و«سيالس» و«ليفيترا»، تُذكر بأن تناولها له تأثير غير مباشر في ارتفاع احتمالات الإصابة بالأمراض الجنسية، والإيدز من أهمها.
وفي التعليق التحريري، المرفق بالدراسة المنشورة بالمجلة الأميركية للطب، قال الدكتور جوزيف ألبرت، من مركز علوم الصحة بجامعة أريزونا في تاكسون، إن إساءة استخدام Abuse «فياغرا» أو غيرها من أدوية معالجة ضعف الانتصاب، واستخدام أي منها بصفة ترفيهية Recreational Use، يُمكن أن يُصبح «مشكلة صحية رئيسية عامة» Major public Health Problem في الولايات المتحدة.
* فيتامين «في» وألمبياد بكين
* وفي 24 يونيو من هذا العام، أثار العلماء من مختبرات مفوضية «الوكالة العالمية لمحاربة المنشطات في المنافسات الرياضية» موضوع ملاحظتهم اكتشاف وجود بقايا «فياغرا» أو «سيالس» بشكل منتظم في عينات بول اللاعبين الذكور في أنواع متنوعة من المنافسات الرياضية.
ويأمل علماء الوكالة التوصل إلى قرار يُلزم بحظر تناول اللاعبين لهذه الأدوية، نظراً لتناولهم لها بغية تحسين مستوى أدائهم البدني في المنافسات الرياضية، وبالتالي اعتبار «فياغرا» وغيرها، كأحد العناصر في قائمة «المواد غير القانوني تناولها» Illegal Substances من قِبل اللاعبين. ومن المعلوم أن الوكالة معنية بالبحث عن أي مواد قد يستخدمها اللاعبون وتكون ذا أثر فاعل في تنشيط أدائهم البدني. و«فياغرا» من المعلوم أن لها استخدامات طبية صريحة ومفيدة جداً في معالجة المُصابين بحالات ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية. ولدى هؤلاء المرضى، تعمل «فياغرا» على تحسين انخفاض هذا الضغط خلال الشرايين الرئوية، خاصة أثناء بذل المريض لمجهود بدني.
ومن المعروف أن ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية سبب في إعاقة استمرارية هؤلاء المرضى عن بذل المجهود البدني. ولـ«فياغرا» تأثير مماثل وبمقدار أقل في رئة الناس الطبيعيين، ما يعني زيادة إمكانية تدفق الدم إلى الرئتين بشكل أفضل حال القيام بمجهود بدني، وبالتالي رفع مستوى تحميل الدم بالأوكسجين لتلبية طلبات العضلات وغيرها من أعضاء الجسم لهذا العنصر الحيوي واللازم لاستمرار بذل المجهود البدني. وهذه التأثيرات الإيجابية لـ«فياغرا» في الرئة، وتحسين مدة الاستمرارية في المنافسة الرياضية البدنية، كانت أوضح ما يُمكن لدى إجراء المنافسات الرياضية في أماكن مرتفعة عن سطح البحر. وكانت إحدى الدراسات العلمية قد أكدت تلك الجدوى لـ«فياغرا» لدى المتنافسين في مسابقات ركوب الدراجات الهوائية حينما كانت تجرى المباريات بينهم في مناطق مرتفعة عن سطح البحر High-Altitude أو مناطق عالية المستوى من التلوث البيئي للهواء Polluted، بينما لم تجد ذلك التأثير الإيجابي لـ«فياغرا» في نفس اللاعبين حين إجراء المنافسات في مناطق ذات مستوى مُقارب لسطح البحر أو مناطق متدنية في نسبة التلوث.
والأمر برمته يُعيد إلى الأذهان تلك القرارات الصادرة عن منظمة الـ«فيفا» بالذات، حول إجراء مباريات كرة القدم في مناطق عالية عن مستوى سطح البحر. ويُعيد تلك الشكاوى من اللاعبين حول انخفاض كمية أدائهم عند اللعب في تلك المناطق. وإحدى الآليات الثابتة علمياً، أن قدرات الرئة تقل عند لعب اللاعبين القادمين من مناطق منخفضة نسبياً في موقعها الجغرافي أمام لاعبين آخرين مستوطنين لتلك المناطق المرتفعة. وما كان يُطرح في أوساط اللاعبين، ووراء الكواليس، هو جدوى تناول «فياغرا» لتجاوز تأثيرات تلك العوائق البيئية في الأداء البدني لهم.
ووفق ما ذكرته كريستينا أيووت، الباحثة في مختبرات الوكالة، لا يتوقع علماء الوكالة أن ينجحوا في إجراءات أبحاثهم، والتوصل إلى توصيات واضحة، قبل بدء منافسات دورة بكين للألعاب الأولمبية المقبلة، لذا يقولون إن ثمة احتمالات عالية لاستمرار اللاعبين في تناول هذا الدواء، كوسيلة لرفع مستوى الأداء البدني، خلال تلك المنافسات الأولمبية.
والواقع، كما ذكر هؤلاء العلماء وغيرهم، أن المشكلة لا تزال من دون حل واضح، كما أن من غير الواضح تلك التأثيرات الطبية المحتملة لما بعد تناول «فياغرا»، أو غيرها، ثم بذل مجهود بدني عنيف، خاصة أن من المعلوم تدني مستوى المجهود البدني المبذول عادة خلال العملية الجنسية، إذْ هو في الحقيقة أقل بكثير جداً مما يتوقعه البعض، مقارنة بلعب مباراة كرة القدم مثلاً. وتحديداً يُشير باحثو مايو كلينك إلى أن مقدار الجهد البدني خلال ممارسة العملية الجنسية لمدة نصف ساعة، بكل مراحلها من المداعبة ووصولاً إلى القذف، هي مماثلة لهرولة بسرعة 2 ميل في الساعة، لمدة نصف ساعة. لذا فإن كمية الطاقة المحروقة خلال العملية الجنسية، لا تتجاوز في الغالب حوالي 85 كالوري فقط.
* «فياغرا» و«ليفيترا» و «سيالس».. أدوية ثلاثة لعلاج ضعف الانتصاب
* تتكون مجموعة الأدوية المتناولة عبر الفم لعلاج حالات ضعف الانتصاب من «فياغرا» Sildenafil، و«ليفيترا» Vardenafil، و«سيالس» Tadalafil.. وكل هذه الأدوية الثلاثة تعمل على رفع مستوى توفر مركب أكسيد النتريك Nitric Oxide. وهو مركب كيميائي يتم إنتاجه في منطقة عضو الرجل خلال مراحل الإثارة للعملية الجنسية، بغية ارتخاء وتوسيع الأوعية الدموية في العضو، وبالتالي تسهيل حصول الانتصاب واستمراره. وطريقة عمل هذه الأدوية الثلاثة على رفع كمية مركب أكسيد النتريك، هي من خلال عملها كمواد مانعة لنشاط أنزيم فوسفودايإستريز Phosphodiesterase Inhibitors، ولا يُؤدي تناول أي منها إلى حصول الانتصاب في العضو، بل يتطلب الأمر حصول الإجراء المعتاد بشكل طبيعي لإتمام ظهور الانتصاب. لذا فإن عنصر «الإثارة للعملية الجنسية» Sexual Arousal، هو الأساس في تنشيط حصول الانتصاب.
وتتشابه هذه الأدوية في دواعي تناولها، وموانع استخدامها، وكثير من آثارها الجانبية، إلا أنها تختلف في كمية جرعاتها وطول مدة تأثير مفعولها وبعض من آثارها الجانبية. ولا يُمكن الجزم بما هو الأفضل منها لكل الرجال الشاكين من ضعف في الانتصاب، إلا أن ثمة أحوالا صحية تفرض على الرجل تناول ما هو أقصر في مدة مفعوله. وذلك مثل ما في حال مرضى القلب وغيرهم. بينما تجعل بعض الحالات النفسية لضعف الانتصاب من المناسب تناول ما هو ذو مفعول أطول، لاعتبارات شتى تتعلق بالعلاقة مع الشريك أو ظروف الحياة اليومية وتقلباتها. هذا مع التأكيد، كما يُصرح الباحثون من مايو كلينك، بأنه لا تُوجد حتى اليوم دراسة مباشرة تُقارن الأدوية الثلاثة معاً.
وعليه، فإن مراجعة الطبيب المعالج لحالة ضعف الانتصاب ومناقشته حول الأمر، هي الأفضل في تقرير الاختيار في ما بينها. ومع هذا، فإن تناول كل من «فياغرا» و«ليفيترا»، يجب أن يكون على معدة خالية من الطعام، بخلاف «سيالس»، التي يُمكن تناولها قبل أو بعد الأكل، كما أن «سيالس» أسرع في بدء مفعوله، وأطول في ذلك.
* ضعف الانتصاب.. تعريف لتوضيح المقصود ومعرفة الأسباب
* ضعف الانتصاب Erectile Dysfunction (ED)، حالة صحية تصف عدم قدرة الرجل للحفاظ على انتصاب متين Firm Erection لدرجة تكفي لممارسة العملية الجنسية. وبالرغم من أن ضعف الانتصاب شائع بين المتقدمين في العمر من الرجال، إلا أنها حالة قد تُصيب الرجل في أي مراحل العمر. وكما يقول باحثو مايو كلينك صراحة، فإن ثمة مَن هم في الثمانينات من العمر ولا يُعانون من مشكلة في الانتصاب. وأحياناً قد يكون وجود مشكلة الضعف في الانتصاب مؤشرا على وجود مشكلة في شرايين الجسم، كالقلب وغيره.
ووجود ضعف في الانتصاب لدى رجل ما، لا يعني بالضرورة إصابته بالحالة المرضية المُسماة «ضعف الانتصاب». لكن استمرار الشكوى منها، يصنع نوعاً من التوتر أو المشاكل مع شريكة الحياة أو يُؤثر في نوعية النظرة للذات Self-Esteem. لذا تشير المراجع الطبية إلى أن وجود ضعف في الانتصاب خلال 25% من محاولات ممارسة العملية الجنسية، هو اللازم لتشخيص وجود الحالة المرضية لضعف الانتصاب.
ووجود المشكلة، لا يعني بالضرورة وجود مشكلة عضوية مُستديمة في الأعضاء التناسلية للرجل. والسبب أن العملية الجنسية وصنع الانتصاب في العضو، أمران منفصلان في آلية الحصول، لكنهما مرتبطان من نواح شتى خلال العملية الجنسية. وكما أن هناك انتصابا للعضو يحصل خارج العملية الجنسية ولقاء شريكة الحياة، فهناك ربما لقاء جنسي لا يُصطحبه انتصاب العضو. وتلعب عوامل في الدماغ والهورمونات والأعصاب والعضلات والأوعية الدموية، أدواراً شتى في تحقيق نجاح إتمام اللقاء الجنسي مع الشريك. والعضو الذكري مكون من اسطوانتين متوازيتين من الأنسجة: أسفنجية على طول العضو Corpus Cavernosum، وفي ما بينهما أنبوب الأحليل Urethra الذي يجري من خلاله البول أثناء عملية التبول، أو السائل المنوي عند القذف. وما يحصل عند الإثارة الجنسية، ونتيجة تنشيط عمل الأعصاب والهورمونات بفعل عوامل عدة، هو تدفق الدم إلى هاتين الأسطوانتين الأسفنجيتين، واحتباس الدم فيهما، أي ملؤهما بالدم ومنع تصريف الدم منهما، وبالتالي يبدو الانتصاب في العضو. واستمرارية المحافظة على هذه الوضعية، تعني استمرارية المحافظة على الانتصاب. وحينما يتم القذف والفراغ من العملية الجنسية، فإن الطبيعي هو تفريغ الأسطوانتين الأسفنجيتين مما تجمع فيهما من الدم، ليعود العضو إلى وضعه الطبيعي في الهيئة والشكل.
وإضافة لاضطرابات التواصل النفسي والعاطفي مع الشريك أو الاكتئاب أو التوتر والإجهاد النفسي أو البدني، فإن ثمة أسبابا عضوية، أو عوامل لرفع خطورة الإصابة، بعدم التمكن من إتمام الانتصاب والحفاظ عليه طوال مرحلة الولوج إلى المهبل، من أهمها:
ـ التقدم في العمر حال وجود إصابات بأمراض مزمنة، كالتي سيأتي ذكرها لاحقاً. ومن الضروري التأكيد على أن ضعف الانتصاب ليس أحد سِمات التقدم في العمر، أي ليس كترهل الجلد أو بياض الشعر. والأمر مشابه إلى حد بعيد بقدرات الإخصاب التي لا تتأثر في الغالب لدى التقدم في العمر. ـ الإصابة بأحد الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب وتصلب الشرايين فيه أو في أعضاء أخرى من الجسم، أو ارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري حال حصول تداعياته ومضاعفاته، أو انخفاض هورمون الذكورة (تستوستيرون)، أو السمنة المفرطة، خاصة في منطقة البطن، أو الإصابة بأمراض عصبية مثل مرض باركينسون أو التصلب المتعدد. وفي جميع هذه الحالات قد تحصل اضطرابات في الأوعية الدموية أو الأنظمة الهورمونية أو الشبكات العصبية المؤثرة في نجاح إتمام الانتصاب واستمراره بدرجة كافية.
ـ آثار جانبية لبعض الأدوية، كمضادات الاكتئاب أو مضادات الحساسية أو أدوية معالجة ارتفاع ضغط الدم أو أدوية معالجة أمراض القلب، أو مُسكنات الألم، أو علاجات السرطان، وغيرها.
ـ التدخين أو تناول الكحول أو تعاطي المخدرات.
ـ بعض معالجات سرطان البروستاتا.
ـ حصول إصابات أو إجراء عمليات جراحية تُؤثر في الأعصاب أو البروستاتا أو المثانة. كذلك الحال في ما يُقال عن طول ركوب الدراجات الهوائية ذات المقاعد الصغيرة.
تعليقات: