صيدا ـ
ماذا يجري في بحر صيدا ؟ سؤال شغل الصيداويين أمس بعد المد البحري الذي شهده بحر المدينة ليل اول من أمس، حيث ارتفع الموج فجأة وغمرت المياه قسماً من جزيرة صيدا وأدت الى ارتطام السفن الراسية في حوض المرفأ برصيفه.
اعتقد البعض للوهلة الأولى أنه تسونامي ناجم عن هزة أرضية مركزها عرض البحر، كونه حدث فجأة من دون رياح كما جرت العادة .. فيما لم يفاجىء ما حدث صيادي الأسماك الذين أعطوا بناء لخبرتهم في البحر التفسير المنطقي لما جرى.
وقال كبير مرشدي السفن في ميناء صيدا خالد الترياقي لـ"المستقبل": قرابة العاشرة والنصف ليلاً فوجىء طاقم سفينة راسية على رصيف الميناء بسفينتهم ترتطم بالرصيف فخرجوا ليجدوا البحر هائجاً والأمواج ترتفع بين مترين وثلاثة أمتار.. والأمر نفسه حدث مع باخرة ثانية بعدما تقطعت حبالها .. سألنا القباطنة قالوا إن البحر ارتفع فجأة وفي ظرف نصف ساعة وهو أمر غريب نادراً ما يحدث أن ترتفع الأمواج من دون هبوب رياح .. وحتى الصيادين خافوا أن يكسحوا في تلك الليلة. وبقي البحر على هذه الحال حتى مساء اليوم التالي.
واضاف: البحارة يقولون أنها هزة حدثت في البحر ، لكن أصحاب البواخر لم يشعروا بهزة.. ونحن البحريين نعرف أن هناك "زلقة تموز" تحدث دائماً لكن "زلقة تموز" تأتي عادة مع رياح شديدة شمالية وليست غربية.. بينما الطقس كان جيداً وهادئاً وفجأة حدث ما حدث.
وقال الصياد معروف بوجي: كل شيء كان طبيعياً لكن بعض الناس قالوا أنهم سمعوا عن وقوع هزة في البحر. ونحن نقول أن ما حدث طبيعي فالرياح تهب في عرض البحر ولا تصل الى الشاطىء ولكن تصل الأمواج الناجمة عنها.. لا يوجد اي هزة لكن الناس تحكي كثيراً.. وكلما سمعوا أو أحسوا بشيء قالوا أنها هزة. اصبحت الهزة هاجساً لديهم ، فكيف تهز في البحر ولا تهز في البر. هذه "زلقة تموز" نسميها "مربعينية الصيف" وهي 40 يوماً يصل فيها الحر الى ذروته وتمتد من 20 تموز الى آخر آب وتشهد "زلقة بحرية" كالتي حدثت ولكن لا تخيف، وهذه الزلقة عبارة عن تغير في مسار الريح فبدلاً أن تأتي الرياح جنوبية ، تتكون رياح شمالية قوية نسميها "زلقة تموز"، وهذا تعلمناه من أجدادنا.. "زلقة تموز" أم زلقة الطبيعة.. مهما يكن الذي حدث في بحر صيدا فإن هاجس الهزات الأرضية لدى المواطنين جعل منه حدثاً شغل الناس ولو لساعات.
تعليقات: