يربط خبراء تصاعد أرقام الهجرة غير الشرعية بتدهور الأوضاع في لبنان (المدن)
مع اقتراب فصل الصيف، يستعيد موسم الهجرة غير النظامية نشاطه عبر البحر، وتحديدًا من الشمال، عند شواطئ طرابلس والمنية والعريضة في عكار.
وصباح اليوم السبت 16 نيسان، أعلنت قوة من الجيش اللبناني توقيفها زورقًا في المياه الإقليمية اللبنانية عند نقطة العريضة، وعلى متنه 20 شخصًا من الجنسية السورية بينهم أطفال ونساء خلال مغادرتهم غير النظامية الشاطىء اللبناني.
ولم تتوفر حتى الساعة معلومات كافية عن ظروف إبحار هذا القارب ووجهته، أهي قبرص أو أوروبا، ولا إن كان يرتبط بأحد المهربين الذين ينشطون على نطاق واسع، وامتهنوا عماليا تهريب الأفراد بحرًا وبرًا، وابتزازهم بطرق غير آمنة، مقابل ألوف الدولارات.
وبحسب بيان الجيش، قفز 4 من بين هؤلاء إلى البحر، في محاولة للفرار. لكن سرعان ما تمّ توقيفهم، وسُلم الموقوفون إلى المراجع المختصة وبوشر التحقيق.
قوارب الموت
وواقع الحال، فإن هذه القصة عينة عن عشرات محاولات الهروب بحرًا، والتي يعانيها لبنان. وسبق أن تصدرت سواحل الشمال قائمة أكثر السواحل اللبنانية التي شهدت محاولات هروب، سواء بواسطة مهربين أو عبر قيام مجموعة من الأفراد بتأمين قارب للهروب من أوضاع البؤس اللبناني.
وسبق أن أفادت مديرية أمن الشواطئ "المدن"، أن الجيش تمكن في 2021 من إلقاء القبض على 21 قارب، كان على متها 707 أشخاص حاولوا الهرب. وهذه نسبة مرتفعة مقارنة بالعام 2020، حين ألقى الجيش القبض على 4 قوارب، مجموع الهاربين فيها 126 فرد، حسب المديرية.
ومنذ اشتداد الأزمة اللبنانية منذ خريف 2019، تفاقمت ظاهرة الهروب غير النظامي على متن "قوارب الموت"، ووقعت مأساة كبيرة أودت بحياة عشرات في 2020 بعد غرق قارب انطلق من الميناء قرب طرابلس. ومع ذلك مازالت عشرات الأسر تجد في هذه التجربة الخطيرة خيارًا ممكنًا للهرب من بؤس لبنان.
مأساة السوريين
ومنذ تصاعد ظاهرة الهروب غير النظامية قبيل 2015 من لبنان، ارتبطت الظاهرة بموجهات الهجرة من سوريا، وتصدرت نسبة اللاجئين السوريين المرتبة الأولى من الساعين للهروب على قوارب الموت.
وفي العام 2021، غادر نحو 6 قوارب من لبنان على متنها نحو 229 شخص منهم 228 سوريًا ولبناني واحد، حسب أرقام مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة UNHCR.
ويربط خبراء تصاعد أرقام الهجرة غير الشرعية بتدهور الأوضاع في لبنان، والتي تنعكس تلقائيًا على اللاجئين السوريين، بوصفهم من الفئات الأكثر استضعافًا. وخصوصًا في ظل عدم توفر شروط آمنة للعودة إلى بلادهم. لذا يختار بعضهم أن يرموا أنفسهم في عرض البحر، طعمًا بحياة أفضل.
وهذه ظاهرة قد تشهد تصاعدًا في الأشهر المقبلة، إذا ما استمر لبنان بالتخبط في أزماته، وإذا ما بقيت البحار والحدود والمعابر سائبة بلا رقابة شرعية وقانونية. فيما تنشط شبكات الاتجار بالبشر، مستغلة معاناة الناس، فتدفعهم لبيع كل ما في حوزتهم مقابل هروب قد يكون ثمنه الموت.
تعليقات: