شحادة جوهر في صورة أخذت له منذ مدة
تجاوز مخيم عين الحلوة قطوعاً أمنياً خلال الساعات الماضية، بعدما سقط 3 قتلى بينهم المسؤول في جند الشام شحادة جوهر ومرافقه عبد دوالي، وبينما سقط عن طريق الخطأ أحد عناصر عصبة الأنصار الإسلامية وليد سلوم (العضو في اللجنة الأمنية المشتركة) وجرح مواطنان، وذلك إثر إشكال وقع ليل أمس الأول (السبت) بين عناصر من حركة فتح وجند الشام سابقاً تطور إلى إطلاق نار نجحت الإتصالات في لجمه•
وجوهر، الذي قضى فجر أمس (الأحد) متأثراً بالجراح التي أصيب بها، في العقد الرابع من عمره، وهو أحد المسؤولين البارزين في جند الشام سابقاً الذي أعلن عن حله منذ قرابة العام•ومحكوم بالإعدام من قبل القضاء اللبناني، ومتهم بالعديد من القضايا الأمنية•
وكان جوهر، الذي خرج من عصبة الأنصار الإسلامية بسبب مشاكل تقنية وإدارية - وفقاً لما كان قد أدلى به سابقاً، غادر إلى العراق، حيث تولى بتدريب عناصر من القاعدة على حرب العصابات والقتل والتفجير والتفخيخ، قبل أن يعود مجدداً إلى مخيم عين الحلوة•
وهو نجا من اصابات وأحداث أمنية وقعت، ومنها أصابته بجراح خطرة خلال الإنفجار الذي وقع بتاريخ 18 حزيران من العام 2007 داخل محل لتصليح دواليب السيارات في مخيم عين الحلوة، حيث ذكر أنه كان يقوم بالإعداد لتجهيز قذيفة مدفعية انفجرت، مما أدى الى مقتل شخصين وجرح إثنين آخرين•
وهو نفى في أحاديث سابقة أن تكون له أي علاقة مع جند الشام، مشيراً الى أنه خرج من عصبة الأنصار ليس ليدخل بتنظيم أقل قرباً للحق من العصبة، ولأن ذلك لا يجوز شرعاً كما قال في حديث سابق•
وفي التفاصيل، وفقاً لما أبلغ شهود عيان "اللـواء" "أن إشكالاً وقع بعيد السادسة والنصف من مساء أمس الأول بين جوهر وأحد عناصر حركة "فتح" التابعين لمجموعة العميد أبو وليد العشي، داخل محل لتصليح الدراجات النارية في الشارع الفوقاني الشمالي لمخيم عين الحلوة، فحصل تلاسن، ثم غادر جوهر المحل باتجاه منطقة الطوارى، وعاد مسلحاً وبرفقته دوالي، فحصل إطلاق نار بينهما وبين عناصر "فتح"، مما أدى الى مقتل دوالي واصابة جوهر بجراح خطرة فنقل إلى "مستشفى النداء الإنساني" داخل المخيم، حيث أجريت له عملية جراحية، لكن النزيف كان كبيراً، ففارق الحياة متأثراً بجراحه فجر أمس (الأحد)•
وفي هذه الأثناء كان العنصر في "عصبة الأنصار الإسلامية" وليد سلوم (عضو اللجنة الأمنية المشتركة) يسعى للعمل على حل الإشكال، فأصيب برصاصات أدت الى وفاته فوراً، بينما أصيب شخصان صودف مرورهما في المكان، وهما: إسماعيل خالد عباس (70 عاماً) ونقل إلى "مستشفى حمود الجامعي" للمعالجة وآخر من آل أبو السعيد•
وتلا ذلك اشتباكات في الطرف الشمالي للشارع الفوقاني للمخيم، استخدم فيها اطلاق النار وتخلله إطلاق 4 قذائف من نوع "أر بي جي"، حيث استمرت الإشتباكات حوالى 20 دقيقة•
وقد سجل إثر ذلك نزوح عدد من العائلات اللبنانية والفلسطينية التي تقيم في محيط مخيمي الطوارئ وتعمير عين الحلوة، فيما إتخذ الجيش اللبناني إجراءات إحترازية، فأغلق المدخل الرئيس الفوقاني للمخيم لبعض الوقت، ومنع الدخول عبره حفاظاً على سلامة المواطنين•
وتلا ذلك إستنفار مسلح حيث أجرت القيادات اللبنانية والفلسطينية إتصالات فيما بينها وعقدت إجتماعات طارئة وسريعة بهدف منع تفاقم الوضع، والعمل على سحب المسلحين•
وقد تكللت هذه الجهود بالنجاح، حيث عاد الهدوء إلى المخيم ومنطقة الطوارئ القريبة من تعمير عين الحلوة الذي إنتشر فيها الجيش اللبناني في 25 كانون الثاني من العام 2007• وتم سحب المسلحين من الشوارع•
ووفقاً لمصادر فلسطينية أبلغت "اللـواء" فإن "الإتصالات والإجتماعات إستمرت حتى ساعات متقدمة من الفجر، وقد أبدت القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية حرصها على معالجة ذيول الحادث، والتأكيد على رفض اللجوء الى السلاح في حل أي إشكال"• وقد تم التوافق على أن لا يتم تشييع الجثامين الثلاثة داخل مخيم عين الحلوة منعاً لأي إحتكاك، فتم مواراة جثماني جوهر وسلوم في مقبرة صيدا الجديدة سيروب ودوالي في مقبر درب السيم•
فبعد صلاة ظهر أمس تم الصلاة على جثماني جوهر وسلوم في "مسجد زين العابدين" داخل منطقة الطوارئ في مخيم عين الحلوة (والتي تخضع لسيطرة "عصبة الأنصار الإسلامية")، حيث تم نقلهما بعد ذلك عبر حاجز الجيش اللبناني على المدخل التحتاني للمخيم، وصولاً إلى مقبرة صيدا الجديدة في سيروب، حيث وريا الثرى، بمشاركة أعضاء في "لجنة المتابعة المنبثقة عن القوى الوطنية والفلسطينية" في منطقة صيدا وأقرباء جوهر وسلوم•
فيما تمت الصلاة على جثمان دوالي في "مسجد الموصللي" على المدخل التحتاني لتعمير عين الحلوة، حيث نقل ووري الثرى في مقبرة درب السيم (دون عبور الموكب داخل طرقات مخيم عين الحلوة، بل عن طريق حاجز الجيش اللبناني على مدخل درب السيم)•
عقل
ودعا الناطق الرسمي بإسم "عصبة الأنصار الإسلامية" الشيخ أبو شريف عقل في تصريح خاص بـ "اللـواء" "الجميع إلى ضرورة الوعي، والمحافظة على الوضع داخل مخيم عين الحلوة، لما يعنيه هذا المخيم من جملة عناوين"، فهو:
- عاصمة الشتات الفلسطيني•
- يرمز الى حق العودة•
- وموضوع السلاح الفلسطيني•
وأضاف: كل هذه العناوين تستوجب أعلى درجات الوعي والمحافظة، فأبناء وسكان المخيم هم أهلنا وأبناؤنا ونساؤنا، ويجب المحافظة عليهم وعدم ترويعهم أو ترويع الجوار•
وأشار الشيخ عقل الى أنه هناك خلافات داخل حركة فتح، والبعض يتربص بالبعض الآخر، ونخشى أن ينعكس ذلك على ساحتنا الداخلية، مؤكداً أن الهدوء طبيعي في مخيم عين الحلوة•
وحول إذا ما كانت هناك مطالبة بتسليم أحد الى لجنة المتابعة الفلسطينية، اكتفى الشيخ عقل بالقول: إننا نحتسب إخوتنا عند الله••
بهية الحريري
وتابعت وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري تطورات الوضع في مخيم عين الحلوة، فأجرت لهذه الغاية سلسلة إتصالات بكل من: ممثل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان عباس زكي، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العقيد عباس إبراهيم وقائد "الكفاح المسلح الفلسطيني" العميد منير المقدح وبعدد من ممثلي "لجنة
المتابعة الفلسطينية" في المخيم، وإطلعت منهم على الوضع الميداني، وعلى الجهود التي يبذلها كافة الأفرقاء في المخيم وخارجه من أجل ضبط الوضع الأمني ونزع فتيل التوتر•
وحيّت الوزيرة الحريري هذه الجهود، مثنية على "نجاح القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية في المخيم من خلال "لجنة المتابعة الفلسطينية" في تطويق ذيول ما جرى، وعلى حرص جميع الأفرقاء الفلسطينيين على الأمن والإستقرار في المخيم والجوار"•
حمود
وأجرى المسؤول السياسي لـ "الجماعة الإسلامية" في الجنوب بسام حمود العديد من الإتصالات مع القوى المعنية داخل مخيم عين الحلوة، وبالأخص مع الشيخ جمال خطاب و"عصبة الأنصار الإسلامية" وحركة "فتح" من أجل إحتواء هذه الأزمة، وتفويت الفرصة على من يحاول تفجير الأوضاع الأمنية في هذه الأوقات الدقيقة•
كما أجرى إتصالات مع المفتي الشيخ سليم سوسان والعديد من القوى اللبنانية من أجل بذل المساعي لتدارك الأزمة•
وأشاد حمود بالوعي والحرص الذي أبداه الجميع في السعي لمعالجة الموقف، وخاصة القوى الإسلامية في المخيم، ولا سيما عصبة الأنصار، كما دعا إلى قراءة المرحلة التي نعيشها بشكل دقيق وعدم تشويه النصر الذي تحقق على العدو الصهيوني من خلال فرض شروط التبادل الذي أعاد الأسرى ورفات الشهداء، مؤكداً أن حالة الإستقرار النسبي الذي يعيشه لبنان في هذه الفترة بعد تشكيل الحكومة وإنعكاسات هذه الأجواء الإيجابية على الوطن لم يعجب البعض، وعلينا جميعاً كلبنانيين وفلسطينيين تفويت الفرصة على كل سعاة الفتنة التي لا تخدم إلا العدو الصهيوني•
لجنة المتابعة
وعقدت لجنة المتابعة المنبثقة عن القوى الوطنية والإسلامية في منطقة صيدا إجتماعاً طارئاً في مكتب الصاعقة في مخيم عين الحلوة، وأصدرت بياناً جاء فيه:
- إدانة وإستنكار الحادث المؤسف بكل مضامينه•
- الطلب يتوقيف وإحالة مسببي الحادث ووضعهم تحت تصرف لجنة المتابعة لإجراء اللازم•
- إنهاء كافة المظاهر المسلحة من الشوارع•
وطلبت لجنة المتابعة من كافة الفرقاء إعتماد لغة العقل والحكمة في معالجة ما يحصل ولا سيما الأخوة في عصبة الأنصار الإسلامية الذين عودونا دائماً وأثبتوا بالممارسة أنهم حريصون على أمن وإستقرارا المخيم•
كما توجهت لجنة المتابعة بالتعزية الحارة لذوي الشهداء، متمنيين لهم الصبر والسلوان•
خلال مواراة جثمان وليد سلوم الثرى في مقبرة صيدا الجديدة
تعليقات: