عدنان سمور: هذا العام.. صومين وعيدين!

الكاتب المهندس عدنان إبراهيم سمور
الكاتب المهندس عدنان إبراهيم سمور


لقد كان عاماً صعباً ، نظراً للظروف المعيشية الضاغطة على النسبة الأكبر من شعوب منطقتنا والتي انتجها فساد الداخل المرتهن والمتآمر ، كما ساهمت في إنتاجها ضغوطات الخارج المستكبر والساعي بكل ما يستطيع من إمكانات إلى نهب ثروات الشعوب المستضعفة أينما كانت لا سيما في منطقتنا ، التي عانت من هزائم متتالية منذ ما قبل الإحتلال العثماني لبلادنا عام 1516 وما زالت . ولم تسمح دول الإستعمار والإستكبار لشعوب منطقتنا على امتداد قرون متمادية بإنتاج أي مشروع نهوض حقيقي وجاد ، وقد إستعانت قوى الهيمنة هذه بالمشروع الصهيوني المؤقت الذب عمل على نشر الحروب وإطفاء أي بصيص أمل يمكن أن يحقق تقدم وتطور وإستقلال لإرادة شعوب منطقتنا . لقد كانت أمريكا والدول التي تدور في فلكها مطمئنون أن منطقة غرب آسيا باتت بحكم المهيئة للإستسلام الكامل لسيطرتهم الشاملة على إرادة شعوبها وعلى ثرواتها ، وصار بإمكانهم بعد هذا الإنجاز أن يتوجهوا بسهولة إلى منطقة شرق آسيا التي عملوا منذ إنتهاء الحرب الباردة على تطويق قوتيها الأساسيتين ، الصين وروسيا ، وثبت لاحقاً أنهم واهمون ، لأن جمهورية الإمام الخميني المقدس ، التي عملت بكل إخلاص وتفاني على إنتاج مشروع نهضة حقيقي لشعوب منطقتها ، وسخرت كافة مواردها البشرية والمادية لهذا الهدف الشجاع والطموح ، وراكمت خلال أربعة عقود ونيف ، نجاحات وإنتصارات وإنجزت برامج تطوير في كافة ميادين الحياة ، رغم الحروب والضغوط والحصار والتآمر ومحاولات التشويه والشيطنة ونشر الفوضى والحروب المتنقلة علَّهم يتمكنوا من إفشال مشروعها لكنهم فشلوا وانتصرت إيران ومحور المقاومة ، حتى أصبحت منطقتنا في شهر رمضان الحالي وبعد صوم جهادي طويل ممسكة بكل قوة وإقتدار ، بالأرض التي تحيا عليها شعوب هذه المنطقة منذ آلاف السنين ، من خلال قوى المقاومة والممانعة وبالتنسيق الواعي بين كافة مكونات هذه القوى الحية والفاعلة من أبناء المنطقة ، الذين بدؤا يتجهزون اليوم لعيد الإنتصار الأكبر على مؤامراتٍ تعب الأعداء في حبكها وإدارتها وحشد الموارد لها منذ عقود إذا لم نقل منذ قرون.

لقد شعرنا جميعا في شهر رمضان هذا العام ، أن التناغم الحاصل بين قوى المعارضة والممانعة خاصة في يوم القدس ، بقيادة الجمهورية الإسلامية الرائدة لمشروع نهضة المنطقة من اليمن إلى فلسطين ، بات قريبا أكثر من أي وقت مضى ، إلى تحقيق حلم تحرير فلسطين والأقصى والخلاص من الإغتصاب الصهيوني لهما إلى غير رجعة ، كما بتنا أقرب من أي وقت مضى إلى تحرير شعوب المنطقة من مشاريع التسلط والهيمنة الغربية . وبات جلياً لكل مراقب أن هذا المشروع النهضوي الذي بات واضح المعالم قادر بالوعي وبسعة أفق قيادته وجماهيره على إنجاز مشروع الوحدة الحقيقية لشعوب المنطقة بكافة مكوناتهم وخلفياتهم كما بات قادراً أيضاً على نبذ التفرقة والتشرذم ومراكمة الإنجازات وتحقيق مشاريع التنمية الحقيقية التي تحتاجها شعوب المنطقة لتصبح بمصاف الشعوب الحية ، الفاعلة والقادرة على إدارة مواردها المادية بكفاءاتها البشرية الغنية وتوظيفها لمصلتها ولمصلحة اجيالها القادمة.

حقاً إننا نقف اليوم على مفترق طرق واعد في حال أحسنا فهم خطورة وحساسية اللحظة الحضارية التي نعيشها وفي حال أحسنا العمل على تحقيق تلك الأهداف الكبرى وعلينا أن نتحلى بالصبر والوعي والتأكيد على وحدة الأهداف والجهود لتحقيقها لنتوج صوم الجهاد والتضحيات الطويل بعيد الإنتصار الذي حلمت وعملت على تحقيقه اجيال مخلصة ومضحية منذ قرون متمادية .

تقبل الله صيامكم الرمضاني والجهادي وختم لكم هذين الصومين بعيدين أولهما عيد الفطر السعيد ، وثانيهما عيد الإنتصار والتحرير الأكيد بإذن الواحد المجيد الفعال لما يريد.

* عدنان إبراهيم سمور.

باحث عن الحقيقة.

02/05/2022

تعليقات: