بين لوائح المعارضة يملك مرشح لائحة زحلة تنتفض عيد عازار وحده حيثية انتخابية (المدن)
|الأحد01/05/2022شارك المقال :0
خطوط تماس داخل كل لائحة بزحلة: مرشحون يخجلون بحلفائهم
بعدما رفرفرت رايات حزب القوات اللبنانية ثم رايات الكتائب اللبنانية في أوتيل قادري العريق ومحيطه بمدينة زحلة، أثناء مهرجاني الحزبين الانتخابيين، تترقب زحلة ودائرتها يوم الإثنين 2 أيار الجاري أن يزورها رئيس التيار العوني جبران باسيل، بعدما دعت هيئة التيار في قضاء زحلة إلى "لقاء" مع باسيل في الفندق عينه.
التيار العوني بلا مهرجان
لم تأت الدعوة على ذكر "مهرجان انتخابي" في "زحلة الرسالة"، التي يخوض فيها تحالف التيار العوني- حزب الله- حركة أمل- حزب الطاشناق معركته بلائحة غير مكتملة. وتحدثت الدعوة عن "لقاء مع باسيل" فقط. وهذا فسِّر باقتصار اللقاء على الجمهور العوني ومناصريه في المدينة. واعتبره مراقبون مقصودًا، لتجنب استفزازات قد يتسبب بها أي مهرجان يجمع جمهور التحالف في الشارع المسيحي تحديدًا. وجاء ذلك بعدما سُمعت في الشارع السني البقاعي أصداء الاعتراضات التي رافقت زيارة باسيل إلى عكار يوم السبت 30 نيسان الماضي.
والمعلوم أن التيار العوني يخوض في زحلة معركة المقعد الماروني، للاحتفاظ به للنائب الحالي سليم عون. وإذا كان التيار لا يضمن حاصلًا انتخابيًا لمرشحه حتى الآن، فهو لا شك سيستفيد من نسبة التصويت الشيعي للائحة "زحلة الرسالة". ورغم أن عون خارج المنافسة حتى الآن، لا ضمانات كافية بتجيير قسم من أصوات ناخبي حزب الله التفضيلية إليه. وخصوصًا مع تراجع الحديث في المدينة عن دخول القوات اللبنانية في منافسة على المقعد الماروني فيها.
القوات والمرشح السني
القوات لم تعد مرتاحة كليًا إلى رفع حواصلها، وفقًا لمراقبين. فهي تتوقع أن تحصل مرتاحة على مقعد واحد على الأقل، مع احتمال مقعد ثان، إذا نجحت في استقطاب الشارع السني، لإكمال كسور الحاصل الثاني.
لكن المرشح السني على لائحتها، بلال الحشيمي، المدعوم من الرئيس فؤاد السنيورة، يعمل لتأمين حاصل مرتاح له شخصيًا. وهو أشار إلى أن التحالف مع القوات اللبنانية مبني على قناعات سياسية عامة، وجاء نتيجة حسابات ربحية، ولعدم رغبته في تحويل المرشح السني رافعة للائحة، بلا ضمان وصوله إلى البرلمان.
اللوائح والحواصل
في المقابل يكون أي رفع لنسبة التصويت الشيعي للائحة "زحلة الرسالة"، كافيًا لإيصال عون إلى البرلمان بأصوات ناخبي تياره. فيما قررت القوات اللبنانية خوض معركة المقعد الكاثوليكي بحاصلها الأول، والأرثوذكسي بالحاصل الثاني إذا توفر. ولا يتوقع المراقبون أن تنجح أي من اللوائح الأخرى في تأمين أكثر من حاصل واحد أو أقل. وأبرزها لائحة "سياديون مستقلون" التي يرأسها النائب ميشال ضاهر. أما لائحة "الكتلة الشعبية" فتعوّل على رفع حاصلها عما سبق أن نالته في انتخابات سنة 2018. ولائحة "زحلة تنتفض" تتوجه أساسًا نحو الناخب الصامت، من دون أن تتوضح حتى الآن وجهة تصويت هذه الكتلة الناخبة. وهذا ما يبقي الباب مشرعًا على مفاجآت، ربما تفجرها معركة زحلة التي طالما شكل ناخبوها بوصلة تعكس مزاج الرأي العام اللبناني أو أغلبيته.
خطوط تماس انتخابية
يرسم المشهد الميداني العام في دائرة زحلة خطوط تماس بين قراها، تحددها صور المرشحين وشعارات معاركهم. ففيما يهيمن بعضها في منطقة، يتراجع في أخرى. وتغزو رايات حزب الله وصور مرشحه الشيعي رامي أبو حمدان بلدة جلالا مثلاً، لتتراجع في تعلبايا وسعدنايل أمام هيمنة صور المرشح السني على لائحة القوات اللبنانية. ولافتات التأييد التي رفعت له بالتزامن مع زيارة الرئيس فؤاد السنيورة إلى الدائرة وتلبيته مأدبة الإفطار التي أقامها على شرفه. أما في الشارع المسيحي فتهيمن القوات اللبنانية بشعاراتها على اللوحات الإعلانية، المحجوبة عن منافسيها المسيحيين الذين يظهرون جزرًا معزولة بين موقع وآخر.
وخطوط التماس الانتخابية هذه، تترافق مع فصل مسارات المرشحين المتحالفين في اللائحة الواحدة. ويظهر المرشح بلال الحشيمي في لقاءات لائحة "زحلة السيادة" المدعومة من القوات خارج بلدات الدائرة. وهو كان متحدثاً إلى جانب زملائه في مهرجان إطلاق اللائحة قبل أسابيع. وسمع من القوات اللبنانية عدم استعدادها لمقاربة الشارع السني في دائرة زحلة. ولوحظ أن مأدبة الإفطار التي أقامها الحشيمي على شرف السنيورة، لم تجمع أعضاء لائحته. كما أن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لم يتحدث في مهرجان إطلاق اللائحة عن تحالف مع السنيورة.
وفسر ذلك بأنه ترجمة للإحراج الذي يعانيه كل حليف من حليفه. فتحالف السنيورة مع جعجع يستفز مؤيدي المستقبل، فيما تحالف جعجع مع السنيورة يوقظ حديث الصفقات الراسخة في خلفيات الشارع المسيحي.
هذا الإحراج ينسحب على لائحة تحالف التيار العوني مع حزب الله وحركة أمل خصوصًا. والشرخ الذي تسببت به بعض التصريحات بين الجمهورين، يبدو عصيًا على محاولة ترميمه قبل أسابيع من موعد الانتخابات. فرسخت في خلفية مناصري التيار التهم التي رددها باسيل للرئيس نبيه بري. وباسيل لا يبدو "مبلوعا" في الشارع الشيعي، وخصوصًا في أوساط مؤيدي حركة أمل.
التنصل من مفاعيل عدم "جماهيرية" التحالفات، ينسحب أيضًا على لائحة "سياديون مستقلون". فمرشحو اللائحة وقعوا مبدئياً على "ميثاق شرف" يتعهد بعدم انتماء أي فائز من اللائحة لأي قوى حزبية بعد الانتخابات. وفيما أخذ على ضاهر عدم ذكره دعم حزب الكتائب للائحته أو أقله للمرشح الماروني فيها خلال مهرجان إطلاقها، جاءت زيارة رئيس حزب الكتائب سامي الجميل إلى زحلة يوم الجمعة الماضي لتناقض كل المسار السابق. وكان الجميل واضحًا في كلمته بأن الكتائب تسعى لتكبير كتلتها النيابية، وأن دعم المرشح الماروني سمير صادر في زحلة هو جزء من هذه المعركة التي تخوضها.
لكن اللافت عدم مشاركة رئيس وأعضاء لائحة "سياديون مستقلون" بمهرجان الكتائب. وهذا أيضًا يصب في إطار تفادي الإحراج الذي يتسبب به دعم ضاهر ولائحته. ورغم أن أي أرقام إضافية في التصويت لمصلحة اللائحة يمكن أن يؤمنها حزب الكتائب في زحلة، لا يتوقع أن توصل سمير صادر للبرلمان، ولكنها بالتأكيد تقرب رئيس اللائحة ميشال ضاهر من الربح.
في انتظار سكاف
وإذا كان هذا هو الواقع على مستوى اللوائح الثلاث التي تتقدم في حظوظ المنافسة على اللوائح الأخرى الموجودة في الدائرة، فإن العين ستبقى مسلطة في الأيام المقبلة على الحركة الانتخابية للائحة "الكتلة الشعبية"، والتي لم تعلن رئيستها ميريم سكاف حتى الآن عن موعد محدد لمهرجانها. مع أنها يفترض أن تكون اللائحة الأكثر انسجاماً مع واقعها، خصوصًا أن حيثيات مرشحيها محلية. وهم ليسوا تابعين أو مدعومين من أي جهة حزبية حتى الآن.
يركز مرشحو هذه اللائحة على الأمور اليومية للبقاعيين والزحلين، ويدخلون في زواريب المدينة وتفاصيلها التي تحاول لائحة "قادرين" المدعومة من "مواطنون مواطنات" أن تقنع الناخبين بضرورة الخروج منها، والنظر إلى الصورة الأوسع للمشكلة وحلولها، من دون أن تتمكن حتى الآن من استقطاب الجمهور لخطابها.
إلا أن مرشحي "قادرين" أكملوا واجبهم، ونظموا لقاءهم الانتخابي الجامع في الكلية الشرقية مساء السبت. وكلمات مرشحيها حاولت أن تخرق الضجيج المرافق لإيقاظ العصبيات.
ولكن المعضلة الرئيسية بالنسبة للقوى التغييرية في دائرة زحلة تكمن في التعنت الذي أبدته كل جهة بعدم التنازل للأخرى، سعيا للتقارب الذي كان ينشده الناخبون.
تميّز عيد عازار
هذا ما جعل بعض هذه القوى خارج السباق، باستثناء مرشح "زحلة تنتفض" عيد عازار، الذي قد يملك وحده حيثية انتخابية بين مرشحي لائحته الآخرين. إنما مع جهد مضاعف يبقى مطلوبًا منه حتى اللحظات الأخيرة قبل فتح صناديق الاقتراع. وخصوصًا مع تزايد وقع الخطابات التي تستنفر العصبيات، والتي يبدو ضجيجها أعلى من الخطابات الموجهة للعقول.
هذا الواقع وإن لم يكن حكرا على زحلة، إلا أنه يتوقع أن يترك أثرًا أكبر في المدينة، مع بدء ترصد زيارة باسيل يوم الإثنين. ورفع منسوب العصبيات خدمة يؤديها كل طرف من المنظومة الحاكمة للآخر، من خلال إبقاء الناخب الصامت صامتًا في منزله، وترك القرار للقوى الحالية وأحزابها.
تعليقات: