دوروثي شيا، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان

عزيزتي دوروثي،

وضعك محزن ومقلِق ومحبِط، وانت تكابرين مع فريق، ثبت للقاصي والداني أن الصفات التي يتحلى بها هذا الفريق ، هي دليل دامغ على أن أميريكا باتت عاجزة عن إستقطاب قيادات جماهيرية وازنة ، على مستوى القدرات الذهنية والفعلية في استقطاب الناس ، وإقناعهم بمشروعكم وبقوتكم وبقدرتكم على التحكم بعقول الناس ، والتأثير في صنع قراراتهم ، من خلال ترهيبهم أو ترغيبهم أو ممارسة الضغوطات عليهم.

عزيزتي دوروثي أن عملاءك اليوم في لبنان يعكسون صورة العجز الحضاري الذي دخلت فيه أميركا التي ولَّى زمن قيادتها للعالم وإلى غير رجعة ، لسبب وجيه وأساسي وهو ارتقاء مستوى الوعي لدى جماهير الأمة بسبب طول معاناتهم من مؤامراتكم ومشاريعكم التضليلية والتدميرية والخادعة ، وبسبب توفر قيادات لهذه الجماهير تمتلك الإخلاص والوعي الكافي لكشف مخططاتكم وتمويهاتكم ونقاط ضعفكم ، وفي نفس الوقت تستطيع هذه القيادات بهذا الإخلاص وهذا الوعي أن تدلَّ مجتمعاتها على نقاط قوتها وقدراتها العظيمة الكامنة فيها ، في إفشال خطتكم وضغوطكم وحصاركم وحروبكم الناعمة والخشنة. وهذه الجماهير التي اقتنعت بكفاءة وإخلاص قيادتها باتت اليوم متماهية معها وتسعى لإطاعة أوامرها بكل قوة وعزم ودقة وقد أنتجت هذه الطاعة الواعية جبهة ضغط قادرة على تغيير المعادلات وكسب الرهانات الكبرى في مواجهة مشروع الهيمنة الذي توظفون أقصى طاقاتكم لإطالة عمره ، الذي بدأت تظهر بوضوحٍ عوامل سقوطه وانهياره.

عزيزتي دوروثي إن المُشاهد والمقارن لحجم حشود عملائكم بحجم حشود جماهير المقاومة بكافة تشكيلاتها وفي كافة المناطق يرى ببساطة ووضوح حجم المأزق الذي تعيشونه وحجم المكابرة الذي ورَّطتم أنفسكم بها وحجم إنكشاف ضعفكم وفشلكم وشيخوخة مشروعكم.

لذلك أقول لك ايتها الحزينة البائسة الفاشلة دوروثي شيا . يا من تم إختيارها نظراّ لكفاءات إدارية مشهود لها بها في أكثر من دولة في العالم وخاصة في الدولة المؤقتة المارقة المقامة على تراب فلسطين ، كم تشبهين اليوم يا دوروثي بفشلك الوظيفي وخيبتك فشل مشروع الهيمنة الأميركية الذي أتلفت أيام شبابك وكل طاقاتك الذهنية البارعة من أجل خدمته (مشروع الهيمنه).

ونُبشِّرك ايتها الحالمة الواهمة أننا سنحول يوم الغد ليوم تاريخي نصوت فيه على تسريع غياب شمس أميركا عن سماء منطقة غرب آسيا.

وسننتصر عليكم وعلى مشروعكم بدماء شهدائنا وتضحيات مجاهدينا وعذابات أسرانا وحكمة عقلائنا وصبر وتحمل مجتمع المقاومة والممانعة في منطقتنا منذ تم إغتصاب أرض فلسطين إلى اليوم.

وسنبقى وسترحلون.

وإنَّ غدا لناظره قريب.

عدنان إبراهيم سمور.

باحث عن الحقيقة.