تحتفل جمهورية أذربيجان، بعيدها الوطني كل سنة في يوم 28 مايو، منذ تأسيسها في 28 مايو 1918، حيث كانت آنذاك تعتبر نموذجا لأول جمهورية برلمانية وقانونية في العالم التركي والإسلامي.
و لكن احتفال سفارة جمهورية أذربيجان بالمملكة المغربية بالعيد الوطني لهذه السنة، هو احتفال مشهود، لأنه يتميز بفخر وشرف كل الشعب الأذربيجاني، لاستعادة وحدة أراضيه الترابية، وسيادة جمهوريتهم المعترف بها دوليا، كما يشاهدون بأم أعينهم مدى التقدم والازدهار الذي تعيشه البلاد عامة والمحافظات المسترجعة خاصة، حيث قاد الرئيس إلهام علييف دفة التنمية في البلاد نحو مرافئ التقدم والحضارة والازدهار في جميع المجالات.
لقد كانت جمهورية أذربيجان و لازلت مثالا للدولة الحديثة والمجتمع الحديث، الذي يجمع بين القيم الديمقراطية الأوروبية وخصائص الحضارة الشرقية، كما أن الإنجازات التي تحققت خلال عهد الجمهورية الأولى اكتسبت أهمية كبيرة في وضع الأسس للدولة مع تحديد سبل التنمية المستقبلية لها.
فالحقوق والحريات الديمقراطية، والاعتراف بالحقوق المتساوية لجميع المواطنين بغض النظر عن الانتماء العرقي أو الديني، وإعطاء النساء الحق في المشاركة في الانتخابات قبل العديد من الدول الأوروبية، وإعلان اللغة الأذربيجانية لغة رسمية، والاهتمام بتطور التعليم والثقافة وتأميم المؤسسات التعليمية وتأسيس جامعة حكومية، إضافة إلى تنظيم الجيش الوطني النظامي وتأسيس المنظمات الأمنية والعديد من الانجازات التي تحققت، توضح جوهر السياسات الناجحة التي اتبعتها حكومات الجمهورية.
و بعد حصول جمهورية أذربيجان على استقلالها منذ ثلاثين سنة، أعطت السياسة الاقتصادية الخارجية أهمية كبيرة للعلاقات مع المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية، وفي هذا الاتجاه تم القيام بعدد من الإنجازات خلال الفترة الماضية، فهي تعتبر عضوا في منظمات دولية كثيرة، بما في ذلك صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الأوروبي منذ سنة 1992، وبنك التنمية الآسيوي منذ سنة 1999 وغيرها من المنظمات الدولية، كما تولت رئاسة حركة عدم الانحياز للفترة بين 2019 و2022، خلال القمة الثامنة عشرة على مستوى رؤساء الدول والحكومات لحركة عدم الانحياز، المنعقدة في العاصمة الأذربيجانية باكو.
وفيما يخص تطوير استراتيجية النفط، فقد شكلت في عهد المرحوم حيدر علييف المفتاح الأساسي لنجاح اندماج جمهورية أذربيجان في النظام الاقتصادي العالمي، ووفقا لهذه الإستراتيجية تم ترميم البنية التحتية وإعادة بنائها، والقيام بإصلاحات شاملة ميزت عهد الرئيس إلهام علييف، إذ قفزت البلاد في فترة وجيزة إلى مصاف الدول الاقتصادية العظمي، مدفوعة بتنفيذ مشاريع عملاقة في صناعة النفط والنقل في منطقة وسط آسيا.
ففى 20 سبتمبر 1994، تم توقيع وتنفيذ الاتفاق الذي يعرف حاليا في جميع أنحاء العالم باسم "عقد القرن"، وهو دليل واضح على تنفيذ استراتيجية النفط الجديدة التي وضعها حيدر علييف، والتي تعتبر جزءا من مفهوم التنمية الاقتصادية في جمهورية أذربيجان المستقلة. ويعتبر الزعيم الوطني حيدر علييف بكونه شخصية فريدة في تاريخ أذربيجان الحديث بعد أن أوجد مكانة خاصة له في قلوب الشعب الأذربيجاني، حيث وضع الأسس الفكرية والسياسية لبناء دولة أذربيجان العصرية بجانب تحقيقه الاستقلال الأبدي.
وبالنظر إلى أن أمن الطاقة يعتبر عنصرا حاسما في إستراتيجية الأمن القومي للبلدان الرائدة في العالم، فإنه لا ينبغي الاستخفاف برأي عدد الخبراء القائلين بأن "المشهد السياسي للعالم الحديث لن يتم تحديده من خلال العضوية في الكتل العسكرية، بل من خلال تنويع موارد الطاقة"، وهذه النقطة بالذات دفعت فخامة الرئيس إلهام علييف إلى رسم خطة ناجحة للتغلب على صعوبات موضوعية وذاتية مختلفة في هذا الصدد. ففي عام 2006، تم تنفيذ برامج ضخمة للنفط والغاز مثل مشروع "باكو – تبليسي – جيهان"، ومشروع "باكو – تبليسي – أرضروم" في عام 2007 لأنابيب النفط والغاز.
والملاحظ أنه بفضل سياسة الرئيس إلهام علييف الحكيمة على مدى السنوات الماضية، لم تقم جمهورية أذربيجان بإعادة تصميم خريطة الطاقة والنقل في العالم فحسب، بل حققت أيضا إنجازات مهمة، حيث أصبحت دولة فعالة في مجال الحوار بين الثقافات، واعتبرت التعددية الثقافية الطريقة المثلى وتقليدا مثاليا تنهجها البلاد.
وفي سنة 2020 و بعد معارك ضارية استمرت 44 يوما، تمكنت جمهورية أذربيجان الانتصار في حربها الوطنية واسترجاع أراضيها المحتلة ، وها هي اليوم تواصل على قدم وساق الأشغال من أجل إعادة إعمار المناطق المحررة من الاحتلال الأرميني، وتأمين عودة المهجرين إلى منازلهم التي اضطروا لتركها قبل نحو ثلاثين سنة.
وكان فخامة الرئيس إلهام علييف، صرّح مؤخرا أمام مجموعة العمل المعنية بالنقل والاتصالات والتكنولوجيا العالية للمركز المشترك بين الإدارات لدى مقر التنسيق الذي أنشأه فخامة الرئيس لمناقشة كل ما يتعلق ببناء البنية التحتية للنقل والاتصالات في الأراضي المحررة، بعد أن اعتزم بناء مدن وقرى ذكية في “قرا باخ”، مع الحفاظ على الهوية التاريخية والثقافية للمنطقة، معتمدا في ذلك على أسس التخطيط العمراني الحديث.
وفي هذا الإطار، قدم ممثلو وزارة النقل والاتصالات والتكنولوجيا العالية ولجنة الدولة للتخطيط العمراني والهندسة المعمارية وشركة السكك الحديدية الأذربيجانية المساهمة والوكالة الحكومية الأذربيجانية للطرق السريعة وشركة الخطوط الجوية الأذربيجانية المساهمة وكالة مكافحة الألغام في جمهورية أذربيجان معلومات عن الأعمال التي تم تنفيذها وعن المشاريع ذات الأولوية المخطط لها في الأراضي المحررة، بما في ذلك بناء البنية التحتية للاتصالات السلكية واللاسلكية والبريد وبناء مطار فضولي والسكك الحديدية والطرق السريعة ومشاريع إزالة الألغام.
واستهلت باكو مشاريع إعادة إعمار “قرا باخ”، بإنشاء طريقين جديدين نحو مدينة شوشة يصلا بين فضولي وشوشه "العاصمة الثقافية" للبلاد، أعقبه بناء مطار دولي في فضولي، بقدرة استقبال كافة الطائرات بما فيها طائرات الشحن الضخمة، كما تعتزم الحكومة بناء مطار في كل من مدينتي لاتشين وزنغيلان، وكذا القيام باستثمارات لتحويل المحافظات المحررة إلى منطقة “طاقة خضراء”، حيث ستعمل على إنشاء محطات الطاقة الريحية في كل من لاتشين وكلابجار، والطاقة الشمسية في زنغيلان وجبرائيل.
و تشهد جمهورية أذربيجان اليوم، تحت قيادة فخامة الرئيس إلهام علييف، وبفضل سياسته الحكيمة، تطورًا ونموًا اقتصاديًا غير مسبوق، فقد جعلت الإصلاحات الديموقراطية والاقتصادية المستمرة، والتدبير والتسيير الإداري المحكم والسياسة الخارجية النشطة المتسمة بالشفافية والديناميكية والتوازي مع التطور متعدد الأوجه للبلاد، وبالموازاة مع السياسات الداخلية المتبعة، من جمهورية أذربيجان قائدًا إقليميًا، وشريكًا يعتمد عليه في العلاقات الدولية، إذ أصبحت تلعب دورًا رئيسيًا في كافة القضايا الإقليمية، وتشارك رفاهيتها أقطار المنطقة، عبر إرساء الشراكات وآليات التعاون، وتوطيد العلاقات الثنائية مع دول العالم والمنظمات الدولية المرموقة.
تعليقات: