الـورش قائمـة فـي الخيـام وبنـت جبيـل وعيتـا الشعـب.. ومتعثـرة فـي غيرهـا

خيمة مكان سقوط أول صاروخ عند مدخل بلدة دبين
خيمة مكان سقوط أول صاروخ عند مدخل بلدة دبين


الخيام:

مرت سنتان على »حرب تموز«، ولم يغب هاجس الحرب عن ذاكرة الجنوبيين.

فبرغم اليسير من التعويضات، يبني الناس منازلهم، وغالباً ما يستدينون، او يستندون إلى »تحويلات« الاموال من أبناء وأقارب من المهجر. علماً ان التفاتة دولة قطر شكلت دعماً كبيراً في بعض القرى والبلدات.

حتى اليوم، لم يتقاض الجــنوبيون سوى الدفعـــة الأولى من التعويضات الخاصة بالمنازل المهدمة. وبانتـــظار تحقيق الوعود بالدفعات الأخرى لاستـــكمال بناء منازلهـــم، يفتـــشون عن سبل أخرى لتأمين الأموال اللازمة.

عند مدخل بلدة دبين، تستوقفك خيمة نصبت إلى يسار الطريق حيث سقط أول صاروخ في بداية الحرب، مستهدفاً منزل عبد الأمير خشيش.

أما حركة البناء في دبين فهي كما في بلاط، تسير على وتيرة هادئة ومتقطعة، بحسب الحاج أبو قاسم كركلا، الذي قبض الدفعة الاولى، وكفر بوعود الدولة في ما خص الدفعات اللاحقة. ولولا وجود أبنائه في كندا، لما استطاع أن يواصل أشغال البناء. يقودنا أبو قاسم إلى منزله في وسط البلدة، شاكياً من الكلفة العالية لمواد البناء كالــــحديد والإسمنت، والرمل والبحص، ويقول، »يلزمني الكثير لأنهي البـــناء، ولم اصدق حتى الوعد الأخير، الذي أطلقـــته لجنة من مجـــلس الجنوب كانت جالت قبل عشرة أيام مستطلعة الوضع«.

لماذا لم تطلبوا أن تكونوا تحت رعاية المشروع القطري؟ يجيب أبو قاسم على السؤال بقوله: »يبدو أن حظنا عاثر وليس لنا في الطيب نصيب«.

على طول الطريق من التي تربط دبين ببلاط ثمة حركة عمرانية، لكن معظم الأشغال متوقفة لعدم توافر السيولة، والكل ينتظر الفرج علّ الأمور تتحسن، مع الحكومة الجديدة.

اما في عريض دبين، على الطـــريق بين مرجعـــيون ومثلث الخيام، ثمة أبنية اعيد بناؤها، بعدما استهدفتها الحرب.

في الخيام

في الخيام، يختلف المشهد عن غيره في البلدات الاخرى. ففي حين تبرز في بعض البلدات مشكلة التأخير في دفع التعويضات، التي تشرف الدولة على عملية إعادة إعمارها، كانت قطر السباقة إلى دفعها في الخيام وبنت جبيل وعيتا الشعب وعيناتا، التي تبنت إعادة إعمارها. فورش الاعمار قائمة والأشغال تسير بوتيرة متسارعة لإنجـــاز بناء ما دمرته الحرب. والكل يسعى لإتمام عملية إعادة الإعمار قبل حلول الشتاء. وحين تسأل عن هذه الفورة العمرانية، يأتـــي الجواب واحداً على كل الألسنة التي تلهج بالشكر لدولة قطـــر.

عجلة الإعمار في الخيام تسابق الزمن، وتتحدى آلة الحرب الإسرائيلية، وتشبه مشروع »مارشال« في اوروبا الذي اقيم عقب الحرب العالمية الثانية. فهذه البلدة التي يقارب عدد سكانها ٤٥ ألف نسمة، نالت نصيباً وافراً من القصف، لكن آلة الحرب الإسرائيلية لم تنل من إرادة أهلها. فشُيدت المباني التي فاقت في ارتفاعها الأربعة أدوار، وأُهلّت الشوارع لتشكل أحياء نموذجية.

وإلى جانب الأبنية السكنية، هناك مراكز تعليمية وتثقيفية ودور عبادة، بدأت تظهر معالمها بطراز هندسي جديد، وبتمويل خاص من أمير دولة قطر. فإلى جانب مخفر الدرك الذي يتم بناؤه، ثمة ورشة لتشييد مبنى جديد »للمتوسطة الرسمية« في الحي الشرقي الذي نال قسطاً وافراً من القصف. فيما تتسارع أعمال البناء في مسجد وحسينية البلدة على مقربة من السوق الرئيسي. ويؤكد المهندس المشرف على البناء حسين منصور، أن »الأشغال تتم بصورة طبيعية، ومن المتوقع انجازها خلال السنة المقبلة«.

ويشدد مفتي مرجعيون والخيام الشيخ عبد الحسين عبد الله على أن »صمـــود الجنوبيين ومقاومتــــهم كسرا شوكة الاحتلال الإسرائيلي، ولولا وقـــوف قطر إلى جـــانب الجنوبيين وأهالي الخيام، لما استطعنا أن نضع حجراً فوق حجر«.

على مقربة من بحيرة الدردارة ، ثمة بناء رفعت عليه صورة كبيرة لأمير قطر، وعند مدخله لافتة كتب عليها »مكتب المشروع القطري لإعادة إعمار الجنوب«. وتفيد الأرقام أن المشروع القطري دفع حتى اليوم، نحو ٩٧٪ من جملة التعويضات لأهالي الخيام، والتي تمت على ثلاث دفعات، طالت قرابة ٩٢٥ بناء، وثلاثة آلاف عملية ترميم، و٢٢٥ مساحة تجارية. عدا تأهيل وتعبيد بعض الطرقات، وتنفيذ أشغال البنى التحتية وشبكات المياه والصرف الصحي وأعمدة الإنارة والمولدات الكهربائية، وبناء وترميم مساجد وكنائس ومدارس رسمية وخاصة، لا سيما المتوسطة الرسمية ومدرسة المبرات و»الليسيه دو فينيس«، ومبنى قوى الأمن الداخلي، وكنائس البلدة وحسينيتها والمسجد الكبير.

تعليقات: