ليلاً في وادي العرايش في زحلة
البلديات تطلق مهرجاناتها السياحية وسط حجوزات فندقية ممتازة..
البقاع :
للمرة الاولى منذ ثلاث سنوات، تشهد منطقة البقاع الاوسط ومؤسساتها السياحية والفندقية حركة سياحية داخلية ناشطة، تتميز باعدادها التي تتضاعف من يوم الى آخر، على عكس السنوات الماضية. تؤشر الحركة لموسم سياحي واعد، رواده خليجيون وسوريون واردنيون، ومغتربون لبنانيون تزدحم بهم الاماكن السياحية في شتورا وزحلة وعنجر.
يرى بعض القيمين في المؤسسات السياحية في المنطقة ان استقرار الاوضاع السياسية والامنية ادى الى تحريك العجلة الاقتصادية والسياحية في البقاع، مشكلة المتنفس الاقتصادي لعشرات المؤسسات السياحية من مطاعم ومقاه. ويساهم النشاط الاقتصادي في تعويض بعض الخسائر المالية التي لحقت بها خلال السنتين الاخيرتين.
فالاقبال على بعض المطاعم والمقاهي لا يقتصر على عطل نهاية الاسبوع بحسب عدد من اصحاب هذه المؤسسات، وانما يشمل الأيام كافة، وقد بدأت تلوح طلائع الزوار مع تشكيل الحكومة وانهاء التوترات الامنية التي حصلت مؤخراً في البقاع الاوسط.
في موازاة ذلك، عادت البلديات البقاعية الى اطلاق مهرجاناتها السياحية، التي بدأت في زحلة، فيما ستنطلق قريباً في جديتا، تليها عنجر والحبيس في الفرزل ونيحا وقب الياس للمغتربين.
وحول مهرجانات زحلة السياحية يقول رئيس البلدية اسعد زغيب »انها تأتي بعد توقف لسنتين، وتتضمن نشاطات حول إحياء تراث زحلة والبقاع الاوسط، من استعراض عربات الزهور تحت عنوان »ديزني وورلد«، الى حفلات فتيات »الكرمة«، ومهرجانات الشعر في زحلة«.
يأمل زغيب استمرار الاجواء السياسية الوفاقية من اجل السماح للمغترب اللبناني والسائح العربي بتمضية اكبر فترة ممكنة في لبنان، وخصوصا في زحلة التي بدأت تستفيد من هذه الحركة بشكل كبير.
في جديتا لا حديث يعلو فوق اولوية استعادة المجد الاصطيافي، وفق ما يقول رئيس بلديتها العميد المتقاعد وهيب قيقانو، الذي يستعيد ميزات جديتا المناخية، والتي تساعد على الشفاء من امراض الصدر والربو.
وتنطلق مهرجانات جديتا السياحية في منتصف آب المقبل، وتفتتح مع اطلاق »المعرض القروي والتراثي لمنتوجات جديتا« من الالبان والاجبان والخمور والمأكولات القروية، كما يتضمن نشاطات ثقافية وفنية.
وتستعد بلدية جديتا المشهورة بكثافة تواجد معامل الالبان والاجبان، لتنفيذ اكبر قالب جبنة في لبنان والشرق الاوسط يبلغ وزنه اكثر من الف كيلوغرام.
تصاعد في حركة
الحجوزات الفندقية
تتنوع الحركة السياحية الداخلية في البقاع بين الاعراس وحفلات المغتربين والتكريم وغيرها من الحفلات التي تقيمها المؤسسات والرعايا والجمعيات. توازيها عودة ظاهرة تنظيم الحفلات الفنية الضخمة الى ربوع المنطقة وفنادقها.
يقول جورج الهيبي من اداريي فندق »بارك اوتيل« ان تنظيم الحفلات الفنية من قبل المتعهدين يؤشر لمرحلة جديدة من السياحة الداخلية، كانت قد طوتها السنوات الخمس الماضية، مما يدلل على الثقة الكبيرة بهذا الموسم السياحي. وعادة ما تكون هذه الحفلات نوعا من المهرجانات الفنية التي تقيمها المؤسسات السياحية بالتعاون مع منظمي الحفلات.
ويقول الهيبي »ان الحركة السياحية داخل الفندق تتطور، فاليوم ثمة اطمئنان الى انه لن نخسر جراء حجوزات مسبقة لحفلات ونشاطات اخرى، كما حصل في السنة الماضية. وكل اقسام الفندق من تراس ومسبح وصالات داخلية تشهد حركة ناشطة ومريحة مالياً«.
ويتحدث الهيبي عن موسم مميز لحفلات الاعراس للبّنانيين المغتربين، بمعدل سبعة الى تسعة اعراس اسبوعياً. وتساهم هذه الحفلات احيانا بارتفاع نسبة الحجوزات في الفندق. وتوقع ان تزداد هذه النسبة اكثر مع بدء »مهرجانات بعلبك الدولية«، بما يغطي غرف الفندق البالغ عددها ٧٥ غرفة.
اما في عنجر، فتطالعك مشاهد الازدحام في مطاعمها، »هنا نستقبل في نهاية الاسبوع اكثر من الفي شخص في اليوم الواحد، فهذا الموسم مميز جدا«، يقول حنا زيلتيان احد اصحاب مطعم »الشمس«، الذي يستكمل ورشته لافتتاح صالة جديدة، بدأ بانشائها لاستيعاب الضغط جراء الحركة الطارئة للاعراس والحفلات اليومية.
ويلاحظ زيلتيان عودة الحركة السياحية السورية، منذ اكثر من شهر، مترافقة مع حضـــور قـــوي للمغتربين اللبنانيين والســـواح العــرب وبعــض الجاليات الاجنبية.
حركة متزايدة
في زحلة الوادي
تؤشر الأعداد الكبيرة التي يعج بها مدخل وادي زحلة الى النشاط السياحي الذي تشهده المقاهي والمطاعم لهذا الوادي المشهور بتاريخه الحافل بالزوار العرب من الشعراء والفنانين الى الامراء الخليجيين.
وهذا ما تعكسه جدران »كازينو عرابي« المزدان بصور الشاعر احمد شوقي وجمع من الفنانين، وامراء المملكة العربية السعودية والكويت وقطر.
ويؤكد جان عرابي ان الحركة بدأت تنشط مع تشكيل الحكومة، وطي صفحة المشاكل الامنية في البقاع الاوسط.
ولا تختلف اجواء »كازينو عرابي« عن جاره »كازينو قريطم«، فالحركة جيدة جدا، وفق طوني قريطم، الذي يتوقع موسماً سياحياً افضل من الموسمين في السنتين الماضيتين. لافتا الى ان الاستقرار الامني في البقاع سمح بالاستفـــادة من السياح العرب الذين يقصدون عادة بيروت .
قوانين لتنشيط السياحة
من جهته، يؤكد وزير السياحة ايلي الماروني على الجهود المبذولة »لعدم ترك اي منطقة في لبنان دون ادراجها على الخريطة السياحية، كي يكون هناك انماء متوازن وعادل لكافة المناطق. فلا يجوز ان تبقى منطقة البقاع وخصوصا مدينة زحلة ومؤسساتها السياحية والفندقية فارغة وخالية من السواح والمغتربين«.
ويلفت الى امكانية ان يلحظ البيان الوزاري فقرة خاصة عن السياحة في لبنان. وسيكون هناك اقتراحات حول تشريعات حديثة لتفعيل السياحة وجذب الاستثمارات الى لبنان وتسهيل عملية التنقل بين مختلف المناطق اللبنانية، والتنسيق بين كل الوزارات لتثبيت الاستقرار السياسي. ويشير الى ضرورة العمل »لتنظيم دوائر وزارة السياحة والتعامل مع الشباب اللبناني الكفوء والاختصاصي، كي نعيد الى وزارة السياحة شبابها ورونقها«. ويؤكد ان اولويات وزارة السياحة اعادة وضع لبنان على الخريطة السياحية العالمية، مناشدا اللبنانيين المقيمين والمهاجرين التصويت لصالح مغارة جعيتا وغابة الارز لادراجهما كروائع الدنيا السبع، لجذب اكبر عدد من السواح الى لبنان«.
تعليقات: