أثقل الأعباء على المنتخب البرازيلي هي السباعية التاريخية على أرضهم أمام الألمان (Getty)
"الشرق الأوسط والدول العربية بانتظارنا". هذا ما قاله الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جوزف سيب بلاتر، بعد الإعلان عن اختيار قطر لتنظيم مونديال 2022، قبل 12 عاماً.
ولكن ماذا ينتظر مونديال قطر في النسخة الواحدة والعشرين من المنتخبات العالمية الإثنين والثلاثين ومن نجوم يضاهون بأثمانهم ميزانيات دول غنية؟
تشكيل المنتخب أهم من الانتخابات الرئاسية
البرازيل قبلة الأنظار والترقب والمتابعة والاهتمام في عالم كرة القدم. فهي تستمد بريقها من ابتكارها الفني ومهارات لاعبيها وسحرهم. والبرازيليون يعتبرون تشكيل المنتخب أهم بكثير من الانتخابات الرئاسية. وحين يتعلق الأمر بلاعب مثل رونالدو، لا يتوانى رئيس الجمهورية ولا يتأخر عن الاستفسار والسؤال شخصياً، حتى لو كان الحدث نشر صورة للاعب الملهم الملقب بالظاهرة تظهره سميناً في فترة مونديال 2006 في ألمانيا. وهذا ما فعله الرئيس السابق لولا حين أرسل فاكساً لرونالدو، تزامن ذلك مع زيارة قام بها وزير الرياضة.
وجود البرازيل ضرورة ملحة لأي مونديال. لذا تخشى أي دولة منظمة للمونديال من غياب راقصي السامبا. وبخلاف ما عاشه الكوريون الجنوبيون واليابانيون في المونديال الآسيوي 2002 من قلق حيال الوضع الذي يثير الشفقة لحال البرازيل في التصفيات، قبل الاستنجاد بالعبقري روماريو، فإن المنظمين القطريين كانوا في برج سعدهم بالتأهل المريح والسهل للبرازيل، من خلال صدارة المجموعة الأميركية الجنوبية، متفوقة على خصمتها اللدودة الأرجنتين بست نقاط، ومن دون أي خسارة للاثنتين (تبقى مباراة بينهما مؤجلة كانت أوقفت بسبب إجراءات كورونا).
أثقل الأعباء
ومما لا شك فيه أن البرازيليين هم الأكثر شوقاً لقطر، لأنها المحطة المنتظرة للتخلص من العبء المتشعب الذي يثقل كاهلهم طيلة عشرين عاماً، أمضوها في تحّين الفرص من مونديال لآخر منذ فوزهم الخامس باللقب في 2002، حيث فشلوا في تخطي الدور ربع النهائي للمرة الثالثة في النسخ الأربع الأخيرة.
أما أثقل الأعباء فالسباعية التاريخية (1-7) على أرضهم أمام الألمان في نصف نهائي مونديال 2014.
ومما لا شك فيه أيضاً أن البرازيل هي المرشحة التقليدية لكل مونديال، منذ الفوز الأول في 1958 في السويد مع ظهور بيليه أصغر لاعب في المونديال (17 سنة)، وصاحب أول هدف وحامل الكأس ثلاث مرات في أربع مشاركات متتالية. وتابعت البرازيل مع أبناء بيليه في التواجد الدائم بكأس العالم من دون أن تضاهيها دولة أخرى في ذلك.
فرقة راقصين بقيادة نيمار
ولخطف الكأس السادس في قطر تكرساً لتفوقها، ومنعاً لألمانيا من اللحاق بها، تحشد البرازيل فرقة راقصين يعقدون حلقات الدبكة في أنحاء ملاعب العالم، خاصة في القارة العجوز. ولعل الراقص الأول المؤهل لخلافة رونالدو في حمل كأس العالم بعد عشرين عاماً، هو نيمار لاعب باريس سان جرمان الفرنسي، الذي سجل هدفاً تاريخياً في مرمى اليابان بمباراة ودية. وهو واحد من خمسة لاعبين ممن يرهبون الخصوم، وبينهم حارسان من الأفضل في العالم وانكلترا، وترسانة دفاعية ولاعبو وسط ومهاجمون يلعبون في أفضل فرق العالم: ريال مدريد وليفربول ومانشستر سيتي وسان جرمان ويوفنتوس وتشيلسي ومانشستر يونايتد وأرسنال وليون وأستون فيلا وليدز وإيفرتون.
يأتي البرازيليون إلى قطر وفي جعبتهم لقب أميركا الجنوبية 2019 ووصافة 2021، وفي حين يأملون بأن يكون مونديال 2022 مقروناً باسم نيمار على غرار روماريو في مونديال 1994، ورونالدو 2002، يؤكد المدرب تيتي أن المنتخب لم يعد يعتمد حصراً على أهداف نيمار، على الرغم من أن الأخير سجل هدفين من الأهداف الخمسة في مرمى كوريا الجنوبية في سيوول، وهدفاً في مرمى اليابان بطوكيو رفع به أهدافه الدولية إلى 74 على بُعد ثلاثة أهداف من رقم بيليه.
ومع أن المدرب البرازيلي لن يعتمد كثيراً على مهاجم واحد، لكن هذا لن يمنع نيمار من التألق، وقد أثبتت الأرقام أهمية هذا الهداف الكبير. فمن 2015 إلى مونديال 2018 لعبت البرازيل 25 مباراة مع نيمار فازت في 18 وتعادلت في 6 وخسرت في واحدة.
بينما من دون نيمار، فازت البرازيل في 9 مباريات وتعادلت في 3 وخسرت في 3، بمجموع 15 مباراة. وفي جعبة نيمار 4 أهداف مع كرة حاسمة في 5 مباريات بمونديال 2014، وهدفان وتمريرتان حاسمتان في 5 مباريات بمونديال 2018، أي 6 أهداف وثلاث تمريرات حاسمة في عشر مباريات مونديالية.
تعليقات: