هني الحمدان
في عالم اليوم المتغير, لم يبقَ شيء ضمن سياقه المعتاد , بل التجديد أولى السمات مع خصائص المواكبة مع آخر مستجدات التكنولوجيا , فالمستقبل يبتسم إلى الأسرع استجابة , وللذي يحسن أساليب الابتكار والتجديد, ويلبي حاجات أصحاب المهارات , وإدماجهم مع ذوات القدرات الجامعية .
السؤال هنا : ما مستقبل التعليم، وهل اقترن تماماً مع المهارات يا ترى ..؟ وهل أنظمتنا التعليمية بعيدة عن أي قصور وملبية لكل متطلبات العصر...؟ الواقع يفرض بقوة مواكبة كل التغيرات التقنية التي تحصل , والضرورة هي في تطور الأنظمة التعليمية عبر التركيز على إكساب الخريجين المهارات اللازمة لهم في سوق العمل , من أجل أن يتخرجوا مؤهلين ومدربين فنياً وتقنياً و يكونوا ذوي مهارة عالية جداً , غير أولئك الذين مازالوا ينظرون إلى شهاداتهم الجامعية كأنها " المنقذ السحري " الذي سيفتح أبواب النعمة والجاه أمامهم , وظناً أنهم سيرتاحون مستقبلاً , وما علموا بأن ثمة مهناً و وظائف في طريقها إلى الاضمحلال والتلاشي في ظل مفرزات عولمة تأتي كل يوم بجديد ... !
الخيار اليوم تمكين أصحاب الكفاءات والخريجين بمهارات إنتاجية عملية احترافية تواكب متطلبات الوقت والمستقبل, وتتماشى مع كل جديد في الحياة , لتخدم قطاعات الحياة أفراداً ومؤسسات , آخذة في الحسبان التطور المستمر بين جيل الأمس وجيل اليوم ..
لم يعد نافعاً البقاء على النمطية السائدة , ولنتفق على أهمية تأهيل الطلبة جيل الغد على أساسيات سوق سيبدو غريباً عليهم بكل مكوناته إذا بقيت التخصصات لا تتماشى مع متطلبات السوق , ولا تؤهلهم عبر منحهم , " شهادة تأهيل " فتبني التكنولوجيا بكل جزئياتها في العملية التعليمية ضرورة قصوى , لكونها الأقل تكلفة , وما على جامعاتنا ومعاهدنا إلّا أن تستثمر مرافقها وقاعاتها لتصبح مشاغل للتدريب المهني ومحطات معرفة مدعومة بكل المستلزمات, وقتها تكون وافقت ما بين الأكاديمي والمهني , وهيأت الأجواء أمام أصحاب المهارات كي يكونوا مبتكرين ومخترعين ..
الحديث عن تحسن برامح التعلم والتعليم حديث له شجون كثيرة , ولكن ما يهم هو التأقلم والتوجه نحو الإنتاجية والمهارة ومدى توافقهما مع الشهادة الأكاديمية , فاستحداث تخصصات جديدة , مع تعزيز النظرة إلى أن الشهادة المهنية تتساوى في أهميتها مع الدرجة الجامعية و إن لم تتفوق عليها لهو خيار أساسي في عالمنا اليوم , فهل تنجح جامعاتنا ومعاهدنا وفق الخيار الجديد ..؟!
تعليقات: