صبحي القاعوري: حرب.. لا حرب!


الظرف دقيق وخطير في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان المغتصب لأرض فلسطين.

بالرغم من الوصول الى الذروة لاندلاع الحرب بين لبنان والعدو الصهيوني إلا ان الجميع وعلى رأسهم اميركا لا تريد الحرب الآن بالرغم من انها تخطط له للتعويض عن خسارتها في اوكرانيا.

اميركا دولة عظمى ولكنها نمر من ورق، وحتى لا تخسر هيبتها امام العالم اعتمدت حروب الوكالة، في اوروبا اوكرانيا وفي اسيا تايوان وفي الشرق الاوسط العدو الصهيوني وتركيا والاردن ولوجستياً دول الخليج.

اميركا اصبحت كالعرب في منطقة الشرق الاوسط نحن نختار الزمان والمكان لنبدأ الحرب ، ولذلك اصبح لديها اكبر تجمع عسكري في الاردن لتدفع الجيش الاردني للاشتراك في الحرب على سوريا ومن يتواجد على ارضها من قوة مناهضة لها ، ويبدو انها ستتخلى عن القوات الكردية في سوريا وتطلق يد اردوغان للقضاء عليهم ولدخول اقليم كردستان في العراق.

كيسنجر بعد غياب طويل ليس من العبث ظهوره هذه الايام والتصريح بأن تغييرات ستحدث في منطقة الشرق الاوسط واسيا.

زعزعة الامن في العراق واستقالة نواب الكتلة الصدرية من ضمن المخطط الامريكي لاحداث بلبلة في العراق فيما بين الشيعة وبينهم كذلك وبين السنة والعمل كذلك على ظهور الخلايا النائمة من الدواعش لشل حركة الحشد الشعبي اذا ما اندلعت الحرب بين العدو الصهيوني ودول الممانعة.

وفي لبنان ، الخلاف بين اطراف الحكم اضعف موقفهم من اظهار حقوقهم في المفاوضات مع المبعوث الامريكي في ترسيم الحدود البحرية.

هوكشتاين في بيروت كان مستمعاً ، وقال سأنقل وجهة نظر لبنان الى الدولة المسخ وسآتي بالرد.

حزب الله اللبناني وهو طرف اساسي في المعادلة ، عندما احس عدم الاهتمام من المبعوث الامريكي ، ابلغ الوسيط الامريكي رسالة رسمية نقلها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم بأن الحزب لن يتردد في ضرب السفينة إنرجين في حال بدأت ضخ وسحب الغاز قبل تبلور المفاوضات.

وما رفع مستوى التأهب الأمني أخيراً في الكيان الصهيوني إلا بعد تبلغها الرسالة شديدة اللهجة التي نقلها الموفد الامريكي.

وبالرغم من حالة الاستنفار في القوة الممانعة والكيان الصهيوني والتحركات الدولية والاقليمية لكلا الفريقين استعداداً لبدء الحرب ، إلا ان كل المؤشرات تدل على ان قرار الحرب والسلم في المنطقة بيد المقاومة القوة الوحيدة الرادعة للكيان الصهيوني ، وليس في يد اميركا واسرائيل او ايران.

ومن المؤشرات ايضاً بأن المقاومة كما تقدم لا تريد اتخاذ قرار الحرب في ظل هذه الظروف.

وبالرغم من ان الاطمئنان بعدم وقوع الحرب إلا ان الجميع يدهم على الزناد لئلا يتصرف مجنون باطلاق الرصاصة الاولى كما حصل في الحرب العالمية الاولى.

لا تنقيب عن النفط لأن القرار بيد اميركا وليس بيد اللبنانيين ، وهرولت اميركا لمد الغاز من مصر الى لبنان واعطاء التعليمات بتوقيع الاتفاق ما هو إلا لنزع فتيل الحرب في المنطقة على الأقل في الوقت الراهن.

وكل تنقيب وانتم بخير حتى يأتي لبناني صاحب قرار كما يقول المثل (شبعان من حليب أمّه)!

* الحاج صبحي القاعوري

تعليقات: