دماء قطرية في شرايين قرانا الصامدة


يمكن إدراج المساعدات القطرية للبنان في سياق استراتيجية الأمن الاجتماعي لأنها تحتل مكانة هامة في التنمية، فالدور المتطور للمساعدة يكمن في إطار معالجة ما هو أكثر من أهداف إنسانية لأنها تساعد الدورة الاقتصادية والاجتماعية على الازدهار وترسخها في مناطق كانت وما زالت تعاني من معوقات في دورتها الاقتصادية نتيجة عوامل متعددة ومزمنة حملت أهالي الجنوب، لا سيما أبناء المناطق الحدودية، على الهجرة أو الاغتراب طلباً للرزق والحياة المستقرة.

من هذا المنظور نلاحظ أن المساعدات القطرية تساهم في بناء نظام اجتماعي طبيعي وقدرة محلية على تفعيل النشاط الاقتصادي بما يعزز النمو ويفتح الآفاق لإيجاد فرص عمل في كافة القطاعات.

وفرت المساعدات للبنان فرصاً متنامية للمناطق التي تطالها خصوصاً وأن المستفيدين منها ليسوا قلة وسيستثمرون أموالها في البناء، أي في تركيز قواعد الصمود في قراهم، ولا سيما أن المشروع القطري لديه خطة إعمارية متكاملة لا تقتصر على المنازل وإنما تطال المؤسسات والمدارس وغيرها على خلفية ضخ الدماء في شرايين القرى والبلدات من جديد وتعزيز برامج التنمية التي تدفع البلاد إلى الأمام.

وتكمن نقطة الارتكاز بالمساعدات القطرية في أن القيمين على تقديمها يربطونها مع أفكار تتعلق بالنظر إلى الصورة في دورة اقتصادية متكاملة.

فلقد أرسيت المساعدات القطرية على قواعد تجعلها أقرب في المفهوم الى مشروع »مارشال« مصغر، هذا المشروع الذي اكتسب نجاحه بعد الحرب العالمية الثانية بُعداً رمزياً في إعادة بناء ما هدمته تلك الحرب في أوروبا...

فالحقيقة أن المساعدات القطرية شكلت عامل استقطاب لدينامية التنمية، وبالعكس عندما تكون المساعدة موجهة بنوع من المفهوم فإنها تصبح حلاً لمشاكل كثيرة.

عندما مدت قطر يدها للبنانيين انطلقت من واجب العطاء الأخوي، الذي لا يخفي أية فكرة بالرغبة في الأخذ بل من مبدأ مد يد العون من دون مقابل لشقيق بحاجة للمساعدة.

فلقد ساهمت آليات المساعدات في إعطاء دفع للبنانيين في الصمود بأرضهم وهذا يعزز السيادة الوطنية، ويساهم في تثبيت شرعية الدولة والسلطات العامة والمؤسسات الوطنية.

لا بد من القول »شكراً قطر«، لم يكن شعاراً أجوفاً أطلق في لحظات عاطفية معينة، وإنما أخذ كل أبعاده ومضامينه الإنسانية والاقتصادية والتضامنية...

فقطر لم تعط سمكة للجنوبيين وإنما علمتهم صيد السمك وهذا هو المراد لإعادة الحياة الاقتصادية والاجتماعية واستمراريتها في قرى وبلدات هجرها الاهتمام سنين طويلة ودمرها العدو أكثر من مرة.

ألبوم صور "إغاثة الجنوب ودعمه بهمة الأخوة القطريين"

تعليقات: