بدأت إسرائيل أعمال التحصين في عشرات المنازل بالمستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية (تايمز الإسرائيلية)
يستمر التصعيد اللفظي وحرب المواقف بين إسرائيل وحزب الله، بانتظار رد الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين وما في جعبته من مقترحات للبنان. وفي غضون ذلك، تتابع الدولة العبرية استعدادتها لأي حربٍ محتملة مع لبنان وتواصل توجيه الاتهامات المتنوعة للحزب إياه.
درع الشمال
وفي جديد الاستعدادات الإسرائيلية لأي تصعيدٍ على الجبهة الشمالية، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية يوم الثلاثاء 28 حزيران، أنها بدأت أعمال التحصين في عشرات المنازل في المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية، والتي من المرجح أن تتعرض لإطلاق صواريخ في صراعٍ مستقبلي مع حزب الله.
بدأ هذا المشروع، الذي أُطلق عليه اسم "درع الشمال" ( يختلف عن عملية "الدرع الشمالي" للجيش الإسرائيلي، والتي كشف فيها عن عدد من الأنفاق الهجومية التي حفرها الحزب داخل الأراضي الإسرائيلية)، رسمياً في تشرين الأول المنصرم، عندما بدأت شعبة الهندسة والبناء في وزارة الدفاع الإسرائيلية جنباً إلى جنب مع قيادة الجبهة الداخلية بالجيش، في تدشين ملاجئ جديدة في منازل بلدة كفار يوفال، شمال شرق كريات شمونة.
وقالت الوزارة الإسرائيلية إنه سيتم في الأشهر المقبلة بناء عشرات الملاجئ في منازل بلدة شلومي الشمالية، والتي شُيّدت في سبعينيات القرن الماضي من دون غرف محصنة.
ملاجئ منزلية
إلى ذلك، أطلقت الوزارة بشكلٍ منفصل، مناقصة لبناء 110 ملاجئ في مسكاف عام، ومن المقرر أن تطلق عطاءات مماثلة لمستوطنتيّ مارغاليوت ومنارة في الأسابيع المقبلة. كما قالت الوزارة إنها في "مرحلة التخطيط المعماري" لملاجئ في 12 منطقة أخرى، يبلغ مجموعها حوالى ألف منزل.
وحسب المعطيات المتوفرة، تعتزم وزارة الدفاع الإسرائيلية في نهاية المطاف، تنفيذ خطة تعزيز "درع الشمال" في 21 مستوطنة قرب الحدود الشمالية. وتأتي خطة التعزيزات بعد سنوات من الوعود بتحسين الملاجئ في المستوطنات الشمالية، والتي تبيّن بأنها غير متوفرة، على الرغم من الاحتمال الكبير بأن تتعرض هذه المناطق لقصفٍ من قبل حزب الله.
هذا، ووجد تقرير مراقب الدولة لعام 2020 أن ما يقرب من 30 في المئة من المواطنين الإسرائيليين لا يمكنهم الوصول إلى الملاجئ العاملة بالقرب من منازلهم، بما في ذلك أكثر من ربع مليون شخص يعيشون بالقرب من الحدود مع قطاع غزة ولبنان. ونذكر في السياق أن تنفيذ المرحلة الأولى من خطة "درع الشمال" بدأ في عام 2020، وشمّل بناء 600 ملجأ محصن في البلدات المتاخمة للحدود مع لبنان وسوريا. ثم أعلنت الحكومة الإسرائيلية العام الماضي توسيع جهودها لتعزيز دفاعات البلدات الإسرائيلية الأقرب إلى الحدود اللبنانية، وإقامة ملاجئ منزلية في 3 بلدات أخرى على طول الحدود اللبنانية، مع خطط لوضعها في نهاية المطاف في 21 بلدة.
مواقع جديدة
من ناحيةٍ ثانية، اتهمت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، حزب الله بخرق القرار الدولي 1701 الذي أنهى العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 2006، وإقامة 16 موقعاً له تحت مسميات مختلفة منذ شهر نيسان من العام الحالي.
ويبدو، وفق ما تكشفه الصحيفة، أن بناء هذه المواقع هو جزء من عملية محسوبة من قبل الحزب هدفها فرضّ الأمر الواقع على الأرض مع الالتفاف على قرار مجلس الأمن 1701، الذي حدد الترتيبات الخاصة بجنوب لبنان بعد حرب تموز 2006. ويعكس إنشاء المزيد من المواقع مؤخراً على الحدود ما يبدو أنه ثقة متزايدة بالنفس لدى الحزب، إلى جانب نقل آلاف المقاتلين من قوة النخبة "الرضوان" إلى جنوب لبنان بعد أن قلّص مشاركته في الحرب السورية.
الذكريات غير السارة
وتشير الصحيفة أن هذه التطورات تعيد الذكريات غير السارة للأيام التي سبقت حرب لبنان الثانية. ففي ذلك الوقت، حذّر قائد فرقة الجليل، الجنرال غال هيرش، من قيام حزب الله ببناء مواقع -نشطة ومعروفة- على طول الحدود. لكن مجلس الوزراء وهيئة الأركان لم ينصتا له بعناية. وحينذاك كانت النهاية معروفة متوجةً بعملية للحزب قتل فيها ثمانية جنود إسرائيليين واختطف جثتيّ جنديي احتياط، ما أدى إلى اندلاع الحرب في تموز 2006.
ويبقى السيناريو الرئيسي الذي يقلق صانعي القرار في إسرائيل، وفق الصحيفة، يتعلق بسلسلة من الحسابات الخاطئة، كأن تقع حادثة محلية تؤدي إلى رد من الجانب الآخر من الحدود، وتخلق سلسلة من الإجراءات وردود الفعل، والتي يمكن أن تؤدي بدورها إلى حربٍ لا يريدها أيٌ من الجانبين إطلاقاً.
"إسرائيل هيوم" في بيروت!
وفيما يتعلق بالأزمة الإنسانية التي يعاني منها لبنان، نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم"، تقريراً من بيروت، قابلت فيه أحد سكان العاصمة الذي اشتكى من رجال الدولة المنشغلين بالاعتبارات الشخصية والفساد والمصالح الضيقة. ملقياً باللوم على القيادة اللبنانية في الصراع المستمر حول حقوق التنقيب.
وحاولت الصحيفة نقل صورة الرأي العام اللبناني للداخل الإسرائيلي، وخصوصاً حول تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الأخيرة باجتياح لبنان. فوجد فيها هذا الشخص الذي قابلته بأنها تخلق جواً سلبياً ضد إسرائيل. معللاً ذلك بأنها غير مبررة كون الناس هم من سيعانون تداعياتها المرهقة.
تعليقات: