لا تزال تداعيات قارب الموت تسبب التوتر في طرابلس (المدن)
شهدت منطقة القبة في طرابلس شمالي لبنان، توترًا أمنيًا وإطلاقًا للرصاص طوال يوم السبت، على وقع مداهمات واسعة بعد مقتل شاب من أقارب آل الدندشي على يد عنصر من الجيش اللبناني، بعد أن قام بمداهمة حاجز الجيش وطعن أحد العسكريين عدة طعنات.
طعنات وقتل
وحسب معطيات "المدن"، فإن هذا الشاب، هو أحد ذوي الضحايا والمفقودين في البحر على إثر حادث غرق قارب هجرة غير نظامية قبالة شواطئ طرابلس في 23 نيسان الفائت، بعمق يناهز 340 مترًا.
وللإشارة، فإن عائلة الدندشي التي تضم أكبر عدد من الضحايا والناجين، وأحد أفرادها إ.د. هو من نظم تلك الرحلة غير الآمنة، قبل اصطدامها بخفر السواحل اللبنانية التابع للجيش، وسط ظروف غامضة حول ملابسات الحادث.
وتتحدث المعطيات عن ارتباط وثيق بين خلفيات إقدام الشاب المقتول على اقتحام حاجز الجيش، وبين حادثة غرق القارب المفقود في البحر. وتشير معلومات "المدن" إلى أن عددًا كبيرًا من أفراد آل الدندشي، وعلى فور وقوع الحادث صباح السبت في الريفا – القبة، هربوا إلى خارج المنطقة، على إثر عمليات المداهمة الواسعة التي نفذتها وحدات الجيش في محيط الحاجز وفي أماكن سكن تواجد آل الدندشي.
وأصدرت قيادة الجيش-مديرية التوجيه، بيانًا أوضحت فيها ملابسات الحادث، وجاء فيه: "حاول المواطن (ن.م.) اقتحام مركز للجيش حاملًا سكينًا وحقيبةً. وعندما تقدم منه عنصر الحرس لإيقافه، أقدم المواطن على طعنه مرات عدة في أنحاء مختلفة من جسمه. على الفور، أطلق عنصر آخر النار على المعتدي، ما أدى إلى مقتله".
تصاعد الهجرة
هذه التوترات الأمنية التي يخشى معظم أهالي طرابلس من تداعياتها، تترافق مع تصاعد موجة الهجرة غير النظامية من شمالي لبنان بموسم الصيف، إذ إن مئات العائلات، وبينهم سوريون وفلسطينيون، لا يكترثون لخطر الموت في عمق البحر مقابل الخروج من لبنان. في حين، تنشط شبكة واسعة من المهربين في هذا الإطار لكسب أرباح بمئات آلاف الدولارات، مقابل إقدام بعض العائلات على تحضير رحلاتهم على نفقتهم الخاصة.
ورغم الإجراءات التي ينفذها الجيش اللبناني، فإن حركة المهاجرين تكاد لا تتوقف، وتتراجع حدتها آنيًا عند كل عملية مداهمة فقط. وكان آخرها قبل يومين، إلقاء الجيش القبض على أحد الأفراد في البداوي، أثناء إعداده لرحلة غير نظامية، وبحوزته سلاح حربي من نوع كلاشنكوف، و4000 لتر من المازوت، و100 سترة نجاة، وضبط في حوزته 16 دولاب فلّين، و46 دولابًا هوائيًا، ومنفاخين كهربائيين. كذلك، تعطل في اليونان قبل أيام قارب هاجر من العبدة في عكار وعلى متنه ما لا يقل عن 130 مهاجرًا كانوا ينوون التوجه نحو ايطاليا (راجع "المدن").
ويعتبر كثيرون أن البطء بمسار التحقيقات في قضية غرق القارب، وعدم انتشال ما لا يقل عن 33 جثة معظمهم من النساء والاطفال، ما زالت بعمق البحر منذ أكثر من شهرين، يفاقم التوتر على جبهة ذوي الضحايا. وفي منتصف حزيران، تقدم 11 محاميًا بشكوى قضائية ضد 13 عنصرًا بحريًا عسكريًا، كانوا على متن طرادين عسكريين مطاطيين وسفينة خفر سواحل كبيرة قاموا بعملية مطاردة المركب على مدار نحو ساعتين، وطالبوا بنقل التحقيقات من المحكمة العسكرية إلى المجلس العدلي، على قاعدة أن المحكمة العسكرية لا توفي أصحاب الحقوق حقوقهم، ومع ذلك، لم تسجل الدعوى والتحقيقات أي تقدم.
تعليقات: