القاع مصدومة: عسكري متقاعد يغتصب أطفالاً ويصوّرهم بعد تخديرهم

ساحة بلدة القاع (الأرشيف)
ساحة بلدة القاع (الأرشيف)


صدمت بلدة القاع في أقصى شرق البقاع بـ"فاجعة" فتيان قاصرين من أبنائها، تبين أنهم وقعوا على التوالي في مصيدة منحرف، استغلهم عن طريق تخديرهم لممارسة أفعال جنسية مشينة، قبل أن يفضحه أحد الضحايا، ويفتح القضاء والأجهزة الأمنية التحقيق بقضيته.


صمت وكتمان

الصمت يعم البلدة حول "جريمة" الجاني فيها، والضحايا هم من أبناء البلدة نفسها. لذلك يتجنب القاعيون الغوص بالتفاصيل مع من يحاولون استقصاءها من خارج بلدتهم. ولكن قسماً منهم يعرب عن الخوف الذي أصاب معظم الأهل من أن يكون أحد أبنائهم قد وقع ضحية "السفاح". علماً أن الصمت يخفي قلقاً أكبر على مستقبل الفتيان، في مجتمع ريفي ضيق يكاد أهله يعيشون كعائلة كبيرة.

لكن وفقاً لمصادر قضائية رفيعة، فإن ذوي خمسة من الفتيان الذين تعرضوا للاستغلال والاعتداء الجنسي، تقدموا بادعاءات شخصية حتى الآن، في انتظار اكتمال التحقيقات التي قد تظهر مزيداً من الضحايا. وحسب المعلومات، فإن المنحرف رتيب متقاعد في السلك العسكري من مواليد سنة 1958، كانت الأجهزة الأمنية قد اشتبهت بسلوكه غير السوي منذ فترة، فوضعته تحت المراقبة من دون أن تتمكن من إثبات انحرافاته.


تخدير وتصوير

وكان الضحايا يترددون بشكل طبيعي على منزل المتهم من دون أي توجس أو ممانعة من أهلهم، الذين ما كانوا يتصورون أن يكون في بلدتهم ومن أهلها من يتربص بأطفالهم. وقد حرص الجاني على ألا يفضح أحد من ضحاياه أفعاله. ولذلك كان يستمهل تأثير المخدر ليمارس انحرافاته ويصور ضحاياه قبل أن يستفيقوا من تأثيره. لكن أمره انكشف لدى استيقاظ أحد الفتيان من تأثير المخدر قبل أن ينهي الجاني جريمته المتكررة. فما كان من الفتى إلا أن أبلغ ذويه، فتوجهوا إلى فرع مخابرات الجيش ليوقف المنحرف فوراً ويباشر التحقيقات معه.

وتتابع التحقيقات بأمر من النيابة العامة التمييزية في البقاع، بعدما انتقلت من فصيلة درك بعلبك إثر إحالة المتهم إليها، إلى مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب في الشرطة القضائية، في انتظار ما يكشفه البحث في داتا هاتف المتهم. وحسب المعلومات، اعترف المتهم بارتكاباته بعد مواجهته بالأدلة.


شائعات تؤذي البلدة

الشائعات خارج البلدة كثيرة. البعض يتحدث عن نحو عشرين طفل وقعوا ضحية أفعال المنحرف. لكن وفقاً لمصدر قضائي متابع، فإن تضخيم رقم الضحايا يلحق أذية بجتمع البلدة وأهلها، داعياً إلى وضع الأمور في نصابها وعدم استباق التحقيقات التي تظهر الضحايا على التوالي، وتخضعهم لمتابعة المندوبين عن الأحداث، لتأمين الدعم النفسي والاجتماعي اللازم لهم.

ووفقا لرئيس بلدية القاع، بشير مطر، فإن الجريمة التي كشفت عن بشاعتها، تحمل تأثيرات أكثر خطورة على المجتمع، خصوصاً أنها تزيل الستار عن آفة تعاطي المخدرات التي تتفشى في أوساط معظم الشباب. وأعرب مطر عن قلقه من الظاهرة المدمرة للمجتمعات.


حماية الضحايا

وحسب مطر، المطلوب من الأجهزة الأمنية تكثيف جهودها، لملاحقة المشتبه بهم بهذه القضايا، وعدم الاكتفاء بوضعهم تحت المراقبة. وشدد في حادثة الاعتداء على الفتيان، على أن لا حماية للفاعل من أي جهة أو طرف نافذ في البلدة، خلافاً لما يتم تداوله. وأكد مطر أن الكل في البلدة متفق على إدانة أفعاله ويطالب بإلحاق أشد العقوبات به. مشدداً على أن تجنب الغوص في تفاصيل الجريمة، هو لحماية الضحايا وليس الجاني.

وأشار مطر إلى إجراءات ستتخذ على المستوى المحلي لتأمين الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا وعائلاتهم. مشدداً على أهمية الجهد الذي يجب أن يبذله الأهل من أجل تربية أولادهم على قيم العائلة والمجتمع التي تتميز به القاع، كسائر المجتمعات اللبنانية. وهي القيم التي تتقاطع الآراء حول خطورة ما يتسبب به غيابها من آفات وانحرافات، بات واضحاً لما تحصده من ضحايا في صفوف جيل الشباب، الذي يكبر القلق على مستقبله يومياً، وخصوصاً في ظل الظرف الصعب الذي يخيم على اللبنانيين.

تعليقات: