- يمكن لمتسلقي الجبال ممارسة رياضتهم على ارتفاع 350م من «نبع المغارة»
- «نبع الجوز» شكل في السبعينات منتدى لكبار السياسيين اللبنانيين
السياحة في منطقة العرقوب صيف واعد هذه السنة والاعتماد على عودة المغتربين من أبناء المنطقة إلى ربوع البلدات والقرى...
حركة سياحية نشطة بدأت، تُعطي الأمل بحركة اقتصادية نشطة. شبعا مركز سياحي هام لجمال مناخها وموقعها. ترتفع عن سطح البحر 1470م.
مع بدايات تمّوز من كل عام تشهد منتزهات المنطقة ومطاعمها، حركة غير عادية، وخصوصاً في منطقة عين الجوز المركز السياحي الجامع يؤمه القادمون من كافة أنحاء لبنان وبلاد الاغتراب.
قبل العام 1982 (المعروف بعام الاجتياح، والاحتلال الإسرائيلي)، كان الوصول إلى شبعا عبر حاصبيا عاصمة القضاء المشهورة بقلعتها الشهابية التاريخية والتي نال الزمن منها ومن شكلها المميز والتي كانت تعتبر مركزاً سياحياً واقتصادياً في المنطقة.
قمم فوق المتوسط
الآن أصبحت المعابر إلى شبعا متعددة، فيستطيع أي سائح أن يصل إليها من أية جهة أراد فإذا رغب أتى من منطقة البقاع يستطيع التوجه عن طريق راشيا الوادي وعين عطا ووادي منعم – طريق الجامعة العربية المشهورة حيث يختصر مسافة طويلة بوقت قصير...
كما يستطيع القادم إليها من الجنوب – صيدا أن يمر عبر بلدة كفرشوبا فيشاهد على مدى العين منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقمم جبل الشيخ الغربية (قمة الزلفا 2669م). وعلى هذه التلة العالية، أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي مرصداً يشرف على منطقة شرق وشمال سوريا ومحيط البحر الأبيض المتوسط.
وهناك طريق آخر عبر بلدة الهبارية وهو الأقرب للوصول بالقادمين إليها من الجنوب. حين الوصول إلى شبعا من بيروت بعد مسير ساعات ثلاث. يتوجه الزائر إلى المركز الاصطيافي والسياحي المشهور والمعروف بـ«نبع عين الجوز» حيث تعمّر أشجار الجوز الذي يجاوز عمرها مئات السنين. على ارتفاع 1470م.
«عين الجوز»
منتزه «عين الجوز» أنشئ في العام 1965 صاحبه ومديره مخلص على الزغبي، وحيث استضافنا لبعض الوقت أكد أن المنتزه هو مقصد الأدباء والشعراء ورجال العلم والسياسة. افتتح المنتزه جدّه أبو علي أحمد الزغبي واستضاف فيه عدداً من الشخصيات السياسية البارزة التي كانت تزور شبعا في ذلك الحين ومنه: الأمير مجيد ارسلان والرئيس صائب سلام والزعيم أحمد بك الأسعد. حيث لم يكن وصول السيارات ممكناً، فكانوا يأتون سيراً على الأقدام. ويقام لهم استقبالات شعبية هامة في تلك الأيام!!
ومع الاحتلال الإسرائيلي فقدت المنتزهات رونقها وحيوتها. وبعد التحرير عدنا مجدداً من بيروت وأعدنا تجهيز ما تهدم أثناء الاحتلال إلى أن عادت الحركة السياحية والاصطياف بنسبة جيدة حتى العام 2006 تأثرت هذه الحركة سلباً بنسبة كبيرة!...
ويأمل الزغبي أن يكون صيف 2008 صيفاً واعداً مع عودة الثقة، وانتخاب رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة. وهذا يشكل ارتياحاً لدى الأهالي في المنطقة وخصوصاً لدى أصحاب المنتزهات والمطاعم.
«نبع المغارة»
في منطقة الوادي «نبع المغارة» الشهير، الذي يسقي عدد من القرى والبلدات في قضاء مرجعيون – حاصبيا بمياه الشفة، وحوضه بطول 35 م، بعمق 9 أمتار. وتشتهر مياهه الصحيّة بالخفة والنعومة والنقاء.
على مدخل منتزه «شمس المطاحن» استقبلنا صاحب المنتزه السيد زياد خليل السعدي المغترب اللبناني الذي أمضى في ألمانيا 25 عاماً حيث جمع ثروة عاد بها إلى بلدته ليفتتح منتزهاً يليق بشبعا وموقعها، قدّر تكاليفه بنصف مليون دولار أمريكي.
شمس المطاحن منحوتة في الصخر يظلّلها أشجار الجوز المعمّرة، وتلفها قناة من المياه، جرى سحبها من قلب نبع المغارة. وعلى ضفة النهر حيث انتشرت المطاحن التي تدار بواسطة المياه والتي ما زالت تعمل برغم مرور الزمن. كعروس الوادي يتجلى فيها الفرح ودورة الحياة وحنين الأرض وحفيف الشجر وزقزقات العصافير المعشعشة في قلب الصخر وأشجار الجوز.
وقت ممتع يمضيه قاصد نبع المغارة. إما لمُحبّي الرياضة البدنية وتسلّق الجبال فهناك تلال صخرية يمكن للزائرين تسلقها بارتفاع 350م فوق المغارة، وهي مكسوة بأنواع الأشجار الحرجية والصنوبريات ومسكونة بأنواع مختلفة من الطيور والأشجار المثمرة والبرية على السواء. ويمكن للزائر مشاهدة دوران عجلات والطحن في «متحف المطاحن». بعض منتزهات شبعا قبل الاحتلال كانت تتسع لرجالات السياسة من لبنان وسوريا، يلتقون هناك بعيداً من هموم الناس والسياسة والدولة.
صاحب «شمس المطاحن» زياد السعدي ينتظر عودة الحياة دون كلل أو ملل، هو مؤمن بالوطن وقيامته من الموت يودعنا مؤكداً: «سوف ينتصر لبنان في نهاية المطاف، لأن شعبه عملاق يؤمن بالحياة والحرية.
نبع الجوز
تعليقات: