تحرير الشام تعتقل قيادياً بارزاً فيها لاحباط محاولة انشقاقه


اعتقلت هيئة "تحرير الشام" السبت، أحد أبرز قادتها العسكريين المدعو أبو بكر مهين، ضمن حملة حملة ترتيب البيت الداخلي التي يقودها زعيمها أبو محمد الجولاني، بهدف منع تشكيل كتل تقوم على أنقاض الهيئة.

وقال مصدر مطلع على ملفات تحرير الشام لـ"المدن"، إن جهاز الأمن العام اعتقل مهين، من منزله في مدينة إدلب، واقتاده إلى محكمة القضاء الداخلي، بعد أن صادرت كافة محتويات المنزل من أسلحة وأجهزة إلكترونية، مضيفاً أن سبب الاعتقال جاء بأمر من مجلس الشورى العام في "تحرير الشام".

وأوضح المصدر أن الاعتقال جاء بسبب اتهام مجلس الشورى للقيادي بالاتفاق مع عدد من القيادات الآخرين على الانشقاق من تحرير الشام، بهدف تشكيل كتلة عسكرية منافسة لها، تشق صفّ الجماعة، على غرار كتلة "جيش الأحرار" التي انفصلت عنها، وانضمت إلى الجيش الوطني المدعوم من قبل تركيا.

و"جيش الأحرار"، هو كتلة انشقت عن حركة "أحرار الشام" الإسلامية، وانضمت إلى "تحرير الشام" إبان المعركة الطاحنة التي اندلعت بينهما في 2017، بالنظر لما تشكله الأخيرة من خطر مُحدق على سيطرتها في المنطقة، وخصوصاً على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، ثم عادت تلك الكتلة التي يقودها أبو صالح تفتناز، للانشقاق عن "تحرير الشام" والانضمام الى "الجيش الوطني".

دوره وأبرز المناصب

وأبو بكر مَهين، الذي اعتاد الغياب عن الإعلام؛ كان رفيق الدرب الأوفى لأبو مالك التلي، أحد مؤسسي تحرير الشام (النصرة) سابقاً في القلمون، وذاع صيته إبان عملية الإفراج عن راهبات بلدة معلولا، وتهديده بالتمدد نحو العمق اللبناني.

لكن مهين لم يكن ذلك الصديق بالفعل، إذ انضم إلى حلف أبو محمد الجولاني، بعد انشقاق التلي عن "تحرير الشام" في نيسان/إبريل 2020، لأسباب قال عنها الأخير إنها "مرتبطة بجهله وعدم علمه ببعض سياسات الجماعة أو عدم قناعته بها"، إضافة إلى "عدم إحاطته بباطن الأمر وظاهره، وغير علمه بالمقصود بالأمور ومآلاتها".

وعلى إثر هذا الاصطفاف، كافأ الجولاني مهين بتعيينه قائداً للواء "علي بن أبي طالب" الذي استحدثه إلى جانب لواءين آخرين في نيسان/إبريل 2020، أي في نفس العام والشهر من انشقاق التلي، الذي عاد إلى صفوف "تحرير الشام" سريعاً بعد الضغوط التي تعرض لها من زعيمها، لما يشكّله انشقاق التلي من ضربة معنوية وعسكرية في صفوف "تحرير الشام".

وإلى جانب قيادته اللواء، كان مهين عضواً في مجلس الشورى العام، ومن الدائرة المقربة من زعيمها، لكنه لم يكن على تلك الدرجة من الشهرة الإعلامية بسبب انتمائه لمحافظة أخرى غير إدلب، التي يحظى رجال "تحرير الشام" المنحدرين منها؛ بشهرة إعلامية واسعة مثل أبو حفص بنش وآخرين.

وكان جهاز الأمن العام قد اعتقل قبل أيام، القاضي أبو القاسم الشامي، أحد أهم قضاة تحرير الشام الذي ينتمي إلى جيل المؤسسين، وتمت عملية اعتقاله بعد مدة من استقالته، وهو الذي كانت تعتمد عليه في محاكمة عدد من القادة البارزين الذين انشقوا عنها، فضلاً عن المناصب الأخرى التي شغلها، ومنها قاضي الجناح العسكري، ومسؤول القضاء الداخلي في تحرير الشام، ومسؤول المحكمة العسكرية في إدلب، ومسؤول قضاء المنظمات، بالإضافة لعضويته في المحاكم الجنائية.

وقالت مصادر سلفية لـ"المدن"، إن "اعتقال الشامي جاء بعدما فشلت جهود قيادة تحرير الشام لإعادته إلى عمله تحت إمرة التيار الإصلاحي المتحكم داخل الهيئة والذي يقوده كل من السلفي مظهر الويس الشرعي العام، والسلفي العراقي وعضو مجلس الشورى أبو ماريا القحطاني".

تعليقات: