ينطا المفجوعة بعريسيها.. تدين الغدر وتدعو القوى الأمنيّة لكشف الجناة وحماية الآمنين

العريسان المغدوران طارق زيدان ويحيى علاء الدين
العريسان المغدوران طارق زيدان ويحيى علاء الدين


حرمون – ينطا

فجعت قرية ينطا، من قرى قضاء راشيا، بالغدر بعريسين من شبابها الغض والوعد، طارق محمود زيدان ويحيى كميل علاء الدين، غيلة وغدراً، بالرصاص، وكما تم تداوله كانت إصابة الضحيتين برأسيهما..

فاجعة ينطا الحبيبة تكررت مرات، على الأقل خلال السنة الأخيرة ثلاثاً، يتم استفراد شبانها، حطابين ورعاة، ومزارعين، خلال تنقلهم على الطرق وفي الأودية المجاورة من وادي الأحمر إلى وادي بكا، إلى غيرهما، حتى لتصبح تلك الأودية والمنعطفات مكامن كمائن لقتل شبابنا، من مجهول مجهول أو مجهول أقرب إلى العلم؟!

واهالي ينطا، واستطراداً أهالي قضاء راشيا كافة، يتساءلون، هل ستقيَّد هذه الجريمة المتجددة كل مرة ضد مجهول، وتعجز الأجهزة الأمنية عن تعقب القتلة المترصّدين؟ أم انها ستفتح صندوق الألغاز لتحل واحداً بعد آخر؟!

ليس مقبولاً على الإطلاق أن تذهب دماء الفقيدين الحبيبين هدراً وكأن شيئاً لم يكن!!

إدارة موقع حرمون، إذ ترفع الصوت، بوجه القتلة، مع أهلنا في ينطا، وفي القرى المجاورة، المستعدة لتقف وقفة رجل واحد، ضد التسيّب الأمني ومافيات القتل والغدر، تحذّر من الخفة والتقصير بكشف الجناة وعدم القدرة على تقديمهم للمحاكمة العادلة، تحت أقواس المحاكم، تتقدّم من الغاليين محمود زيدان وأسرته، وكميل علاء الدين وأسرته، ومن أهالي ينطا الغالية المعطائين كافة في الوطن والمهاجر بالمواساة، داعية الله العلي لروحيهما بالرحمة ولقلوب أحبائهما بالسلوان والسكينة والرضا.. المجد للحياة. البقاء للعطاء النبيل.


التشييع

وخلال تشييع الفقيدين المغدورين زيدان وعلاء الدين ألقى المربي ربيع محمد الحلبي كلمة تأبين، الذي حضرته حشود من ينطا والقرى المجاورة، جاء فيها:

“المشايخ الأجلاء

الأهل الأفاضل

المشيّعون الكرام

من عمق الوجدان ومن آفاق العقل وحشاشة الروح يتدفق الشوق إلى رؤية وجهَيْ الغاليين يحيى وطارق..

رفيقان يندفع منهما حب الحياة ونبض الشباب ووسامة النعمان وابتسامة الورد..

أيّها الحبيبان اللذان امتزجت روحاكما بفرح الحياة كما امتزجت دماؤكما قطرات جبلت بتراب ضيعتكما التي أحببتماها حتى الموت..

لم تشاءا أن تغادراها إلا عناقاً عاشقاً لدروبها.. ستبقى روحاكما في كل زهرة ونبع ماء وكرمة وبيادر.. تتجددان مع مواسم الحصاد التموزي: إنه الحصاد قد آن أوانه، ولكنه باغتنا باكراً وأنتما سنبلتان خضراوان.

سنرى وهج عيونكما دائماً في دمعات رفقائكما التي ذرفت حتى احمرت الجفون كما جمرات مواقد سهراتكم معاً.. والتي ستبقى تكوي شعورنا بالألم.. إلا أنكما لن تغيبا عن برية بلادكما ولا عن أفراحها ولياليها المقمرة..

قست عليكما الحياة، فحاولتما حمل العبء والسير به، ولكن الثمن كان العمر أيها الغاليان.

إننا وباسم أهلنا الكرام في البلدة الكريمة ينطا، نتقدّم من العائلتين الكريمتين آل زيدان وآل علاء الدين وعموم الأقارب والمحبين، مقيمين ومغتربين، بأسمى ما تحمل الروح من قيم الجمال التي تفيض أصالة حقيقة من جذور الأجداد ونسغ الحياة، بأقدس المشاعر التي تعبر عن مكنونات الأنفس التي تحترم الحق في الحياة الكريمة.

كما نتقدم باسمنا وباسم قرانا المجاورة، إن سمحت، والتي نعتبرها واحدة في القيمة، من جيشنا قيادةً وضباطاً وعناصر ومن كل القوى الأمنية بكامل الاحترام مطالبين أن يكون لها الدور الفاعل الذي عهدناه لكشف ملابسات عمليات الإجرام التي تصيب ينطا وقرانا المجاورة وأن تسعى جاهدةً إلى نفض الغبار كي تظهر الحقيقة بجلاء، ونحن مستعدون تحت أي ظرف ان نقف خلفها مقدمين كل تنسيق وعمل مطلوب، ومضحين بكل غال كي لا تتكرر هذه المأساة ويذهب شبابنا شهداء لقمة العيش والغدر..

ولأننا نحيا الشرف والتضحية والوفاء، ولن نقبل بأقل من هذه الرتبة، فإننا لن نتنازل عن حقنا في معرفة الحقيقة التي نسعى جميعاً للوصول إليها.

نعرف أن سياسيين في هذه البلاد قد باعوها بفضة كيهوذا.. ولكننا نعرف يقيناً أيضاً ان هنالك شرفاء شرفاء لن يتنازلوا عن ذرة تراب ولا عن حبة قمح أو غصن سنديان.. في هذه الأرض.

لن نسمح أن يكون شبابنا شهداء الغدر ولقمة العيش ولن نقبل أن نذل.

أيها المشيعون الأفاضل نتقدم إليكم بكل الاحترام والإجلال لهذه الوقفة الكريمة، وقفة الأهل مع الأهل، عاملين لشد أواصر المحبة والرجولة، أملين ألا نفجع من جديد بعزيز.

لفقيدَينا الحبيبين الغاليين نطلب رحمة الأرض والسماء، وللأهل المفجوعين نقول إن أنفسنا مقدمة قرباناً كرمى لعيون طارق ويحيى.

البقاء للأمة.

ربيع الحلبي

ينطا 17/ 7 / 2022″.

ولتقبل التعازي، التفاصيل في النعي أدناه:


* المصدر: www.haramoon.com


تعليقات: