رافد في احدى منافسات السباحة
في شهر أكتوبر الماضي أطلق الدكتور زهير المصري والد بطل السباحة السوري رافد المصري صيحة تحذير للاتحاد الرياضي العام بسوريا، وكان مضمون تلك الصيحة التحذيرية أن نجله قد يقرر التخلي عن تمثيل سوريا في المحافل الرياضية القارية والعالمية، وأهمها دورة "بكين 2008"، وأنه سوف يذهب لتمثيل ألمانيا التي يحمل جنسيتها في حال استمرار تجاهله وعدم تقديم الرعاية المادية اللازمة له كبطل سباحة لديه طموحات أولمبية وعالمية، حيث يتكلف إعداد البطل الأولمبي الكثير من المال في التدريبات ومعسكرات الاعداد والتغذية والرعاية الصحية، وبعد عام تقريبًا لم تجد صيحة التحذير التي أطلقها والد البطل السوري ردود الفعل المناسبة.
ومنذ أيام حسم الاتحاد الدولي للسباحة (الفينا)، الجدل الدائر حول مشاركة السباح الألماني من أصل سوري رافد المصري، ووافق على الطلب الذي تقدم به لضمه إلى قائمة السباحين الألمان للمشاركة في أولمبياد بكين 2008. وفور صدور القرار أعرب المصري عن سعادته البالغة بقرار الاتحاد و"انتهاء جولات الأخذ والرد الطويلة" حسب تعبير المصري.
وكان رافد المصري 25 عامًا قد شارك في أولمبياد أثينا الماضية في عام 2004 ولكن تحت العلم السوري وأحرز المركز الـ 18. حينها لم يستطع الانضمام إلى فريق السباحة الأولمبي الذي يمثل ألمانيا، إذ كان ينقصه لذلك ثمانية أعشار من الثانية التي جعلته يفكر بالفريق السوري، الذي شارك معه أيضاً في بطولة العالم 2005 في مونتريال و2007 في ملبورن، ويعتبر رافد المصري من السباحين المتألقين في سباحة 50 مترا سباحة حرة، ومن أهم إنجازاته رقمين ألمانيين قياسيين في هذا النوع من السباحة بزمن قدره 22.11 ثانية، بالإضافة إلى بطل ألمانيا 4 مرات وبطل أسيا (مع سوريا) لمرة واحدة. وبعد تأهله للمشاركة في بكين، قال المصري بأنه تأهل على الرغم من عدم جاهزيته الكاملة.
صحف ألمانيا تهلل لانضمامه لمنتخبها
اهتمت الصحف الألمانية بطبيعة الحال بقصة "رافد المصري" وتابعت بشغف قرار الاتحاد الدولي للسباحة الذي منح السباح السوري الحق في تمثيل ألمانيا، حيث عنونت صحيفة "كيكر" في عنوان لها عقب صدور القرار ... "المصري من نصيب ألمانيا" وأشارت إلى حدوث تسوية للأمر بين اللجنة الأولمبية الألمانية والجانب السوري، بالإضافة لرغبة البطل الذي يحتفظ بالرقم القياسي الألماني في سباحة 50 متر حرة بتمثيل ألمانيا في الأولمبياد، وقال التقرير أن رافد لم يعد سوريًا أثناء تواجده في حوض السباحة على الأقل ..!
وصحيفة "برلينر زيتونغ" الألمانية التقت البطل السوري (الألماني) عقب صدور قرار الاتحاد الدولي للسباحة بأحقيته في تمثيل ألمانيا، وقالت الصحيفة أن حصول المصري على ميدالية أولمبية لن يكون مفاجأة كبيرة قياسًا على تسجيله الرقم القياسي الألماني في سباحة الـ 50 متر (حرة)، وعند سؤاله حول ما يشعر به من ناحية الانتماء، هل هو سوري أم ألماني؟ جاءت إجابة رافد غاية في الذكاء حينما قال "أنا برليني ..!" أي من برلين، وهي المدينة التي يعيش بها حاليًا .
قضية البطل السوري كانت قد شهدت مناقشات ساخنة، حيث أكد المسؤولون في الاتحاد الرياضي العام في سوريا أنهم متمسكون بكل أبناء الوطن ويبحثون عن أي رياضي سوري مغترب، وأكدوا كذلك أن والد السباح رافد المصري جاء إلى سوريا قبل الدورة العربية الماضية ليأخذ المال فقط رغم أن رافد وقع عقداً مع المنتخب الألماني، وأكدوا أن المكتب التنفيذي رفع كتاباً لرئيس مجلس الوزراء السوري لمنح رافد المصري بيتاً، كما قدموا طلباً آخر لمحاولة توظيفه في السفارة السورية بألمانيا، فضلاً عن ارسال 600 يورو شهريًا لرافد ولكن التحويلات كانت تتأخر أحيانًا، ورغم كل هذه المحاولات أصر رافد على التخلي عن تمثيل سوريا مفضلاً الإنضمام للمنتخب الألماني للسباحة وتمثيل ألمانيا في أولمبياد بكين.
وكانت صحيفة الوطن السورية قد أبرزت منذ شهور تصريحات ساخنة للدكتور "زهير المصري" والد السباح قال فيها ... " نحن نحب وطننا ونريد أن نشارك باسمه وأن نضيف لسجله الإنجازات والميداليات، لكن هناك أشخاصاً يصدوننا ويضعون لنا العراقيل، ليس لدينا أي مطمع مالي لأن رافد بإمكانه المشاركة باسم منتخب المانيا وهي حقيقة يعرفها الجميع، وعلى العكس فإن ألمانيا تريده لكونها أهلته ودربته وصرفت عليه خلال العشر سنوات السابقة وتعتبر أنها الأحق برافد من غيرها، وفي ألمانيا نتكلف كثيراً حيث أن تكلفة ساعات التمرين تبلغ أكثر من 600 يورو شهرياً إضافة للتأمين الإلزامي على الرياضيين والرعاية الصحية، ناهيك عن التغذية فالجميع يعلم أن الرياضي يحتاج لتغذية خاصة.
وهنا يحتفل باحد انتصاراته
تعليقات: