قلعة صيدا البحرية (تصوير أحمد منتش)
تعتبر #قلعة صيدا البحرية، التي بناها #الصليبيون في العام 1228، واحدة من أهم المواقع الأثرية التاريخيّة والمعالم السياحيّة المميّزة في صيدا، نظراً إلى تاريخها القديم، وما شهدته طوال 800 سنة من غزوات وحروب بين العديد من دول وشعوب العالم، وما تعرّضت له من زلازل طبيعيّة وخراب ودمار. وفي كلّ مرّة، كان يُعاد بناء ما تهدّم من القلعة لتظلّ شاهدة حتى يومنا هذا، صامدةً راسخةً وشامخةً في مكانها، تتعاقب عليها حضارات وتمتزج في جوارها، فتشهد لعظمة البنّائين الأوائل الذين منحوها موقعها الجغرافيّ المميّز والفريد في داخل مياه البحر دون غيرها من القلاع والحصون على طول الساحل اللبناني، لتدافع عن المدينة في سياق وظيفتها العسكريّة في مواجهة الأعداء.
موقع القلعة
أقيمت قلعة البحر أو قلعة صيدا البحرية على جزيرة صخرية على مسافة 80 متراً من اليابسة والطريق البحرية. يُحيط بها استراحة صيدا السياحيّة، ورصيف المرفأ التجاريّ القديم، وميناء صيادي الأسماك، حيث تتراءى لأنظار الزائرين أو العابرين من صيدا منذ لحظة وصولهم إلى مداخل المدينة الرئيسيّة الثلاثة: المدخل الشماليّ من جهة بيروت، والجنوبي من جهة الغازية، والشرقي من جهة جزين.
الدخول إلى القلعة سهل وممتع عبر جسر حجريّ عريض قائم على 8 قناطر من الحجر الصخريّ الكبير، وعلى جانبي مدخلها الرئيسيّ رواق فسيح مزخرف بأسود منحوتة على الحجر، يتيح الولوج إلى حرم الحصن.
تشرف على القلعة وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار، التي تجري فيها منذ عدّة أشهر أعمال صيانة وترميم للجزء الغربي، بعد سقوط أجزاء منه؛ وذلك عبر هبة قدّمتها السّفارة الأميركيّة في بيروت قُدّرت بنحو مئة ألف دولار. لكن أشغال متعهّد أعمال الصيانة لقيت اعتراضات من قبل بعض المهندسين والناشطين البيئيّين في صيدا لجهة عدم تقيّده بالمواصفات المطلوبة، وهو ما تفاعلت معه الوزارة إيجاباً، فأوفد الوزير المرتضى المدير العام للآثار سركيس خوري إلى القلعة نيابة عنه، حيث اطّلع على الأعمال الجارية، ووعد المعترضين بتشكيل لجنة من الخبراء لدراسة الوضع وتقييمه.
يتمّ الدخول إلى القلعة تحت إشراف موظّف تابع لبلدية صيدا، ويبلغ رسم الدخول الرمزيّ ألفي ليرة لبنانية إلى خمسة آلاف ليرة، وتفتح أبوابها من التاسعة صباحاً ولغاية الساعة السادسة مساء.
يُلاحظ في القلعة غياب المرشدين السياحيين، وخلوّها من أيّ مرفق صحيّ خاصّ بالرجال أو النساء، كما أن شعار "أهلا ب هالطلة"، الذي رفعته وزارة السياحة في بيروت، لم تكن له ترجمة في صيدا، إذ من المفترض إيلاء الاهتمام الرسميّ للمدينة التي تُشكّل معلماً سياحيّاً مهماً في لبنان.
بناء على ذلك، يُطلق الأهالي صرخة إلى الرسميين للحضور إلى منطقتهم، حيث ينبغي لهم الاطلاع على بعض الأوضاع التي لا تتناسب مع شعار وزارة السياحة، خصوصاً لجهة الوضع البيئيّ والصحيّ الذي يُحيط بمدخل القلعة، حيث مجاري الصرف الصحي عادت لتصبّ من جديد في مياه البحر القريبة جداً من المدخل الرئيسيّ للقلعة.
(تصوير أحمد منتش)
تعليقات: