صراصير وصراخ اقعدي في مجلس النواب.. والديبلوماسيون يتعلمون

برّي لقعقور: لا كلام بالنظام أثناء التصويت، وبالآخر بقيمك من المجلس. اقعدي واسكتي (علي علوش)
برّي لقعقور: لا كلام بالنظام أثناء التصويت، وبالآخر بقيمك من المجلس. اقعدي واسكتي (علي علوش)


يصعب توصيف أسلوب التخاطب وإدارة الجلسات في مجلس النواب اللبناني، لا لعجز اللغة، إنما احتراماً لما تبقى من "صورة" للمجلس ودوره ورقي الانتقاد المفترض تحت سقفه.

يعكس الخطاب وردود الفعل المبالغ في "ذكوريتها" واستقوائها، التبرم والإستياء الشديد من أي محاولات الخروج عن "الانضباط" المجلسي المُنزَل. وهو لا يعبّر إلا عن إحساس بالضيق والإنزعاج ممن يحاولون، ولو بتفصيل صغير، حرف الجلسة عن السيناريو المعّد لها بكل تفاصيله.


"بقيمك من المجلس"

اعترض رئيس مجلس النواب نبيه برّي على طلب النائبة حليمة القعقور الحديث أثناء التصويت بالمناداة. وحين أصرت، قال: "أعطيتك ملاحظة: لا كلام بالنظام أثناء التصويت، وبالآخر بقيمك من المجلس. اقعدي واسكتي". فردت القعقور "أنا بعترض.. شو هالطريقة البطريركية". عندها، استنكر النائب فريد الخازن قائلاً: "تركوا البطرك"! طالباً شطب العبارة من محضر الجلسة.

تدخلت النائبة بولا يعقوبيان موضحة أن "العبارة التي قالتها القعقور لا دخل لها بالبطريرك والمقصود بها التعاطي بفوقية".


"صراصير مش زرازير"

واصلت القعقور كلامها بالقول: "شو هالطريقة وأنا برفض هيدا الأسلوب". تدخلت النائبة سينتيا زرازير، فدار سجال بينها وبين النائب علي خريس، ليتدخل النائب قبلان قبلان معلقاً: "انت سينتيا صراصير". علت الأصوات في المجلس، وردت زرازير "يا عيب الشوم". وتوجهت يعقوبيان لبرّي بالقول "نائب من كتلتك يصف نائبة بالصراصير".


مجلات بلاي بوي وواقيات ذكرية

بعد الجلسة، نشرت النائبة زرازير تغريدة، جاء فيها: "منذ دخولي إلى المجلس النيابي لم ألق أي احترام يدل على أن من سأتواجد معهم لـ4 سنوات هم بشر أولاً وأناس محترمين. ثانياً، وهنا بعض الشواهد على رفعة أخلاقهم:

- "تلطيش" نواب السلطة الذين تتفوق ذكوريتهم على رجولتهم.

- تسليمي مكتباً قذراً، لأجد مجلات بلاي بوي والواقيات الذكرية المستخدمة فيه على أرضه وفي جواريره.

- التنمّر على اسم عائلتي.

- عدم منحي موقف للسيارة!

هؤلاء يتعاملون مع نائب منتخب بهذا الشكل، فكيف سيعاملون الناس الذين لا صوت لهم؟!".


"غيّر الدستور"

من مشاهدات الجلسة و"فرادتها" و"ضيق خلق" إدارتها، عند فوز أعضاء المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء بالتزكية، توجه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل لبرّي قائلاً: "المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء عقيم ومقبرة للمحاسبة ولا حاجة له"، مطالباً بإحالة القضايا إلى القضاء العادي.

فردّ برّي: "فيك تغيّر الدستور"، ليجيب الجميّل: "هذا ما سنفعله".


"يا نواب يا لا"

توجّه اللواء أشرف ريفي للرئيس برّي قائلًا: "لم يرِد اسمي بالتصويت على البند رقم 1 وأنا ممتنع. يا نحنا نواب بالمجلس أو لا".

فكان رد برّي "واضح أنه هناك من لا يريد لهذه الجلسة أن تُعقد".

قد يبدو صعباً التكهن بمن لا يريد للجلسة الانعقاد، لكن الأكيد أن "رقي" الخطاب في الجلسة درس استفاد منه الديبلوماسيون الحاضرون.

تعليقات: