العروس والعريس يهبطان مظلياً الى قاعة الإحتفال
زفافاً تقليدياً أو ضخماً..
رومانسي أو عالموضة..
كل حسب قدرته المادية..
وطبعاً في "888"
تجتمع فيه ثلاث "ثمانات" في السنة والشهر واليوم، والأكثر شعبية للزيجات..
يعتبر فصل الصيف في القرى اللبنانية والجنوبية تحديداً، موسماً للأعراس والأفراح والمناسبات السعيدة، فمعظم الشباب والفتيات يفضلون تحديد يوم من أيام فصل الصيف كموعد لزواجهم، كيف أذا صادف صيف 2008 مع موعد تاريخي واستثنائي تجتمع فيه ثلاث "ثمانات" في السنة والشهر واليوم، ليكون بذلك تاريخ لا يتكرر ألا كل مئة عام، فتتحول معه حمى "888" الشغل الشاغل للكثيرين، والهدف واحد، الحصول على تاريخ مميز يصعب نسيانه، عدا عن ما يحمله الرقم "8" من دلالات في العديد من الثقافات. فإذا كنتم ممن يعتقدون ببعض الأقوال والخرافات القديمة وتتشاءمون من العديد من الأشياء، فما عليك إلا أن تتفاءل بتاريخ 8/8/2008 كونه يحمل ثلاث "ثمانات". ويرمز للنجاح والحظ في العديد من الثقافات الشعبية.
يكفي أن تعرف أن كل القاعات والصالات المخصصة للأفراح، ومنظمي الأعراس، وصالونات التجميل، قد حجزت منذ عام تقريباً تحسباً للمناسبة والتاريخ، ليصبح 8/8/2008 اليوم الأكثر شعبية للزيجات في المطلق.
"لواء صيدا والجنوب" تسلط الضوء على حمى "888"، وإصرار المئات من الشباب والشابات على الإرتباط في هذا التاريخ، متسائلة عن طبيعة أعراس اليوم وارتفاع تكلفتها مقارنة بالماضي.
موروثات وخرافات شعبية
وهناك اكثر من 274 خرافة تحكم بعض الذين يصدقونها، وتشيع في مجتمعنا العربي، من بينها الرقم 13، فتح "الشمسية" داخل المنزل، القطط السوداء، الحذاء المقلوب، فتح المقص يجلب النكد، ووضعه تحت رأس النائم يمنع الكابوس، رفة الجف اليمين..عدم ترك باقي الكوب غير مشروب عند احدى الضيوف وإلا سوف يتسبب فى عنوسة اهل المنزل من البنات اللاتى لم يتزوجن بعد .. "قرص ركبة العروس" في ليلة دخلتها حتى تصيبهم العدوى ويتزوجن في وقت قريب، أو أن أي بنت تأكل سمكاً أو لبناً يوم الأربعاء تتجنن فوراً، أو وضع قليل من الملح في كيس يعلق في رقبة الأطفال وكذلك ناب الذئب أو ناب الضبع أو رأس الهدهد، للوقاية من الحسد، كما يعتقد الكثيرون. أو الربط الجنسي للأزواج، أو تحاشي ضرب القطط والكلاب ليلاً لاعتقادهم أن العفاريت تتشكل في أشكال، رش المياه وراء الشخص المتوفى يمنع موت أحد وراءه، وهناك ما هو أطرف وأغرب من ذلك حيث يعتقد البعض أن حرق الخنفسة في الشقة غير المسكونة يجلب لها السكان وأن تعليق حذاء طفل على جدران المنزل يجلب السعادة لسكانه.....
الرقم "8" رمز للسعادة والثراء
ففي اليونان رمز للحب، وعند المسحيين رمز التجدد، فالمسيح انتصر في اليوم الثامن، وفي الهند يقود العريس عروسه بعد حفلة الزفاف الى منزل شيخ الضيعة ولا يعود لاسترجاعها الا في اليوم الثامن، وفي اليابان العدد ثمانية مقدس. أما الصينيون فيتفائلون بالرقم (بغ بغ) اي ثمانية ويؤمنون بوجود ثمان أرواح خيرة وشريرة، وهو رمز الحظ والسعادة والثراء. ويقع عيد الأب في الصين في الثامن من الشهر الثامن. أما في الأدب يعتبر عدد "متكبر"، سقط من السماء ولا يزال يتذكر الألهة. إلا أن الرقم "8" لم يكن موفقاً في الحضارة البابلية، يرمز الى الشر متمثلاً بالتنين.. وللذين يتأثرون بالأحوال الفلكية فالعدد "8" يمثل زحل كوكب القضاء والقدر.
زفافاً تقليدياً أو فخماً أو عالموضة وطبعاً في "888 "
بعدما كانت الأعراس القروية والجنوبية تمتد 3 أيام وأكثر سواء بالنسبة لأهل العريس أو العروس جامعة الأهل والأقارب والأحباب يفرحون ويرقصون طيلة هذه المدة، على زغاريد النسوة و"أبو الزلف" و"العتابا" وحلقات "الدبكة"، أصبحت حفلات الزفاف اليوم، لا تتجاوز الساعات، تقام بقاعة خاصة للأعراس تهتم بالشكليات، عدد المدعوين، بطاقات الدعوى، الديكور، الزفة، "دي دجي"، الطاولات، الإضاءة، و"الكوشة" أو "الصمدة"، وغالباً ما يتم تسليم عملية التنفيذ الى شركة تنظيم أعراس أو خبير متخصص يهتم بكل التفاصيل من منزل العروس الى مكان الحفلة.
أما طبيعة الزفاف ونوعه يختلف من عروس الى أخرى وفقاً لذوقها وشخصيتها وأمكانيات العريس.
باب أمل للتفاؤل أو بحث عن تاريخ لا ينسى
فاطمة وسامي باقر حددا موعد زفافهما في 8/8/2008 لعدة أسباب، تقول فاطمة "في فصل الصيف الأعراس يكون وقعها أجمل من أجل قضاء شهر عسل ممتع، بالإضافة الى أن أفراد عائلتي يقصدون لبنان صيفاً من أفريقيا لقضاء العطلة، وهيك بتكون الفرحة فرحتين" أما اختيار "888" فهو موعد مميز، وتاريخ لا يتكرر ويبقى في الذاكرة، وقد يكون كما تروي بعض الخرافات والحكايات الشعبية القديمة خلطة سحرية لزواج سعيد للأبد.
أما بالنسبة للتحضيرات والمصاريف فهي كثيرة، ليس لإننا من أصحاب المغالاة في تكاليف الزفاف، إنما لإن كل شيء أصبح مكلفاً مع الأرتفاع المخيف لإسعار لوازم حفلات الزفاف، من إيجار القاعات، الى الورد، بطاقات الدعوة، وجبات العشاء، الزفة حتى الموسيقى..
ميرفت وحسان وهبي، على موعد مع حفل زفاف رومانسي ضيق في إحدى القاعات المتواضعة، تقول ميرفت "الإمكانات لا تسمح بإقامة عرس كبير وضخم، طبعاً كنت أتمنى لكن الوضع الإقتصادي لا يسمح، وعلى الرغم من ذلك أستطعنا حجز قاعة للأفراح مميزة، وفي تاريخ 8-8-2008 دون دفع مبالغ طائلة بإعتباره التاريخ الحدث لهذا الموسم بما تحمل أرقامه من دلالات إيجابية وحظ لحياتنا المستقبلية، مما يجعلني أسعد عروس، أما التحضيرات من ديكور وتنسيق يتولاها الأصحاب من باب التوفير، ومع ذلك فنحن لن نستطبع أرضاء الكثير من المعارف والأصدقاء لاقتصار العرس على المقربين فقط لأن قاعة الإحتفال ليست كبيرة.
ولا يخفي العروسان أنهما أستدانا قرضاً من أحدى البنوك من أجل إتمام تحضيرات الزفاف.
أما سارة وحسين الحاج فلم يستطيعوا الحصول على حجز في صالة أفراح بأسعار معقولة في "888" لتأخرهم في تحديد موعد الزفاف فتزوجا في 6/7/2008 معتبرين أن في هذا التاريخ حظ ودلالات إيجابية أيضاً، أما الفرح فاستُبدل، يقول حسين "قررنا الإستفادة من مصاريف العرس لتمضية شهر عسل ممتع يبقى محفوراً في ذاكرتنا مهما طال الزمن، فألغينا العرس رغم اعتراض الأهل، لأن تكاليفه ستصرف هدراً، خاصة أن المدعوين سينتقدون الحفل في كل الأحوال حتى وإن كان العرس منظماً بشكل جيد، في الوقت الذي بإمكاننا الإستفادة من المصاريف لقضاء شهر العسل في أحدى الدول السياحية.
وتضيف سارة رغم أننا لم نقيم عرساً، أرتديت فستان الزفاف، والتقطنا الصور التذكارية، بالإضافة الى عشاء صغير في منزل العائلة. في "888" سنجدد الإحتفال بطريقة أخرى كون عيد مولدي يصادف في هذا التاريخ بالناقص يوم، ولكن سنجعله في 8/8/2008 كونه تاريخ يجمع الرقم "8" في اليوم والشهر والسنة.
ويقول أكرم .ج (35 عاماً) أعزب، كنت على موعد مع الأرتباط في 8/8/2008 لكن الشروط التعجيزية لعائلة العروس من "مهر" و"شبكة" وتجهيز سكن لائق، جعلني أتراجع كلياً عن الفكرة والإلتزام بحياة العزوبية الى حين تتغير الأحوال.
ويؤكد أحد منظمي الأعراس في صيدا والجنوب وسام صفدية "أن هذا الصيف مزدحم جداً بالأعراس لاسيما شهر آب وتحديداً 8/8/2008، هناك ضغط كبير وحجز لأكثر من حفل زفاف ولكن التحضير لأكثر من عرس في يوم واحد يقلل من جودة الحفلة، لذلك قررنا الالتزام بزفافين فقط. في الماضي كانت الأعراس تقام في المنزل ضمن جو عائلي، وتقتصر التحضيرات على بعض الزينة والورود واللمبات من حواضر البيت، أما موعد العرس فيتم تحديده تبعاً لاعتبارات خاصة مثل عيد مولد العريس أو العروس، تاريخ خطوبتهم... ولكن منذ 2004 تغيرت الاعتبارات، وأصبح الاحتفال تبعاً للسنة والشهر واليوم باعتباره فأل خير، ويقول صفدية "لهذا التاريخ سيئات حسنات، إذا أن كمية الأعراس في هذه الليلة كبيرة، وعلى العرسان تحديد موعد قبل عام تقريباً، وفي حال تم استلام أكثر من عرس في ذات التاريخ فقد يؤدي هذا الى سوء في التنظيم والجودة وبعض الخلل، وهذا ما عانينا منه في السنوات الماضية، ومن سيئاته أيضا،ً ارتفاع تكلفة حفلات الزفاف أضعاف عن الأيام العادية. في هذه الليلة من تاريخ 8/8/2008 سنظهر وللمرة الأولى إبتكارات جديدة وغير مسبوقة في عالم تنظيم الأعراس، صحيح أن الإضاءة وتنسيق الزهور وإكسسوارات الحفل والصوتيات والزفة واللوحات الفنية والتصوير كلها شكليات ولكنها كفيلة في حفظ الذكريات للعروسين في مثل هذا اليوم المميز، هذا بالإضافة الى ابتكارات خاصة وجديدة لكل عروسين تختلف من حفل الى أخر".
الجميع مُصر على أن يكون زفافه في موعد مميز من صيف 2008، في الشهر 8، واليوم 8، والساعة8، والدقيقة 8، وقالب حلوى مؤلف من 8 طبقات، و8 أيام عسل(من شهر العسل)، و8 شهود في عقد القران، وسيارة زفاف تحمل الرقم 888 أو200888، ومن استطاع كان عدد المدعوين في حفل الزفاف 800 وإذا لم يستطع فمسموح بـ 80" .
وللذين يواجهون حياة زوجية مستعصية، فتاريخ 8/8/2008 يوماً فاصلاً، لإن يعيدوا حساباتهم ويبدأوا صفحة جديدة من الحظ والسعادة قبل أن يختاروا أبغض الحال للتخلص من علاقة يعتبرونها فاشلة.
فإذا كنتم ممن يعتقدون ببعض الأقوال والخرافات الشعبية القديمة وتتشاءمون من العديد من الأشياء، من بينها الرقم 13، فتح "الشمسية" داخل المنزل، القطط السوداء، الحذاء المقلوب، فتح المقص، رفة الجف اليمين...... فما عليك إلا أن تتفاءل بتاريخ 8/8/2008 كونه يحمل ثلاث "ثمانات".
وأخيراً، الى جميع المعنيين والمتأثرين في هذا التاريخ، عدم الإفراط في الإيمان بقوته لإن الحظ والسعادة والنجاح تكمن في الزواج نفسه وليس في التاريخ المرجو منه تخليد ذكرى الزواج.
هبة دنش
Hiba_danash@hotmail.com
طرق جديدة في استقبال العروس
عرس من الف ليلة وليلة
تعليقات: