معايدات الشركات للجيش: بعض الحب.. فضيحة!


لطالما شاركت المؤسسات التجارية اللبنانية زبائنها في أعيادهم ومناسباتهم، شركات تأمين، مصارف، مطاعم ومصانع ملأت صفحات وسائل التواصل بالمعايدات في موسم عيد الميلاد ورأس السنة، والفطر والعمّال والاستقلال، وحتى في عيد الجيش. يحاول كل منهم أن يضيف إلى المعايدة المعتادة جُملة تعبر عن ذوق فني ويكون الهدف دائماً جذب الزبائن للتعامل مع الشركة أو إغرائهم بشراء سلعها.

ولطالما التزمت شركات الإعلانات إلى حد ما بالشكل الرسمي لمعايدة جنود الجيش اللبناني. هناك دائماً صورة جندي أو علم لبناني وجملة صغيرة وتصب كل الجمل في خانة "كل عام وأنتم بخير".

إلا أن هذا العام شهد شططاً في مخيلة الكتّاب الإبداعيين والمصممين لدى شركات الإعلانات، ليتحول عيد الجيش إلى سخرية أكثر منه احتفالية بتضحيات الجنود أو تشديداً على دور الجيش في المحافظة على السلم والأمن في البلد. فهناك من رأى الجيش اللبناني عبارة عن سندويشات همبرغر، وآخر رأى الجندي عبارة عن مرطبان من الشوكولا اللذيذ والجاهز للأكل. فنشر مطعم"بي باك" صورة سندويش همبرغر ترتدي قبعة عسكرية مكتوب فوقها "العيد وجودك".

أما مكتبة مالك الشهيرة، وتحت شعار "خرطوش فردك"، نشرت صورة قلم حبر "ستيلو" مع خراطيش معبأة وجاهزة للإستخدام في مسدس الجنود.

أما متجر "تحلاية وتسلاية"، فقد نشر صورة لمرطبان شوكولا لذيذ وكلاسي، يرتدي قبعة عسكرية، وكتب فوقه "بتحلي فيكن البلد".

شركة "تالايا" للمياه، الفخورة جداً بالقناني الزجاجية العصية على الكسر والتي تبيع فيها المياه للبنانيين، قامت بإلباس البذلة العسكرية لإحدى القناني مرفقة بجملة "بوجودك ما مننكسر". الفكرة نفسها استعملتها شركة "سيتي كوم" لبيع الهواتف الذكية مستعيضة عن القنينة بهاتف ذكي وجملة "ضد الكسر".

متاجر المفروشات أيضاً أدلت بدلوها، الجيش بالنسبة لغاليري "المروة"، الجيش هو سند الضهر، الذي هو عبارة عن أريكة وينشستر مريحة، أما المرتبة الأولى في التهكم فجاءت من نصيب مطعم "الطباخة"، الذي نشر صورة ورقة مكتوب عليها "طبخة اليوم عز عدجيش"(من وحي رز ع دجاج)، ولم يوفر فرن منقوشة المناسبة، ليخاطب الجيش قائلاً "محبتك بقلوبنا منقوشة".

هذا غيض من فيض معايدات الشركات اللبنانية للجيش، حيث احتل الترويج للبضائع والشركات مرتبة متقدمة على مراعاة المشاعر الوطنية. بين ملاهٍ ليلية تدعو الجيش للسهر، ومحلات تجارية تدعوه لشراء السلع من عندها، وبين من نشر صورة جنود دمى، ضاعت هيبة الجيش في عيده.

تعليقات: