مصير الباخرة السورية يُحسم الخميس ولا شراء لحمولتها

السفارة الأوكرانية تصرّ على أن حمولة الباخرة من الطحين والشعير مسروقة من أوكرانيا (Getty)
السفارة الأوكرانية تصرّ على أن حمولة الباخرة من الطحين والشعير مسروقة من أوكرانيا (Getty)


لم يُغلق ملف الباخرة المملوكة من هيئة الموانئ السورية والراسية في مرفأ طرابلس. فالقضية لا تزال مفتوحة على مستندات متناقضة وقرارات قضائية غير منسجمة. وفي حين صدر عن النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات في وقت سابق قراراً بإخلاء سبيل الباخرة المحمّلة بالطحين والشعير والسماح لها بالإبحار، لعدم التثبت من جرم جزائي بحقها، احتُجزت الباخرة Laodicea بقرار من قاضي الأمور المستعجلة في الشمال زينب رباب، بهدف كشف المحكمة على حمولتها ومستنداتها وكل ما يتعلّق بهويتها، إضافة إلى إخضاع الطحين والشعير للفحص والتحقّق من مصدرها.

وحسب معلومات "المدن"، من المتوقع أن يصدر قرار نهائي يوم غد الخميس عن قاضي الأمور المستعجلة يحسم مصير الباخرة، التي ترفع العلم السوري، فإما أن يستمر احتجازها على خلفية "سرقة حمولتها من أوكرانيا" أو أن يتم السماح لها بالإبحار. ويؤكد مصدر متابع للملف في حديث إلى "المدن" انه مهما كان القرار النهائي لقاضي الأمور المستعجلة فإن حمولة الباخرة لن تدخل الأراضي اللبنانية.


الطحين لن يدخل لبنان

وبناء عليه يستبعد المصدر أن يتم الأخذ بالعرض الذي تقدّمت به السفارة الأوكرانية على وزارة الاقتصاد اللبنانية، والقاضي ببيع حمولة الباخرة من الطحين بسعر تشجيعي لا يتجاوز 350 دولاراً للطن الواحد، و180 دولاراً لطن الشعير، وإيداع ثمنها بأمانة المحكمة ريثما تغلق القضية.

موقف وزارة الاقتصاد من العرض لم يُعلن رسمياً. إلا أن مصدراً من الوزارة وصف العرض بـ"غير الجدّي" لاسيما في ظل التناقضات التي تحملها القضية. فأي من الطرفين الروسي والأوكراني لم يتقدّم بمستندات جازمة تثبت ادعاء كل منها، فالسفارة الأوكرانية تصرّ على أن حمولة الباخرة من الطحين والشعير مسروقة من أوكرانيا من قبل السلطات الروسية. وهو ما أكده اليوم السفير الأوكراني إيهور أوستاش، في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة في بعبدا، غير أن ادعاء الجانب الأوكراني لم يقترن بمستندات تثبت صحة اتهامه. أما الجانب الروسي فلم يتقدّم هو الآخر بأي إثباتات تجزم عدم سرقة حمولة السفينة من أوكرانيا. وأكثر من ذلك، فقد جرى تسريب وثيقتين روسيتين متناقضتين لجهة هوية المستورد ووجهة الباخرة.

وفي وقت لاحق من صدور قرار احتجاز الباخرة، تقدّمت السفارة الروسية باعتراض على قرار الحجز لدى قاضي العجلة في الشمال مدعمة طلبها بمستندات تثبت أن حمولة الباخرة روسية.


القرار غداً!

وفي حين يؤكد المصدر أن حسم مصير الباخرة "لاوديسيا" سيتضح يوم غد الخميس، مع صدور القرار النهائي عن قاضي الأمور المستعجلة، عقب التدقيق بمستنداتها، يطلب السفير الأوكراني من مدّعي عام التمييز، غسان عويدات، إعادة فتح تحقيق جديد بشأن الباخرة السورية التي تتهمها بلاده بنقل حبوب أوكرانية مسروقة.

وبين الطلبين الروسي والأوكراني ونزاعهما على ملكية حمولة الباخرة المحتجزة في مرفأ طرابلس، برز موقف صادر عن السفارة السورية باعتبار أن الباخرة مملوكة من هيئة النقل البحري السورية. يقوم الموقف السوري على الطلب من القاضية الرجوع عن قرار حجز الباخرة، وهو ما لم يتم البت به حتى اللحظة.

أما لجهة صحة البضائع المحمّلة في الباخرة السورية، فيجزم مصدر من مرفأ طرابلس بأن لا خوف على سلامة الطحين والشعير في الباخرة من التلف، مؤكداً ان البضائع تخزن في البواخر لفترات زمنية تفوق 5 أشهر وتبقى سليمة، شرط الاستمرار بتعقيمها بشكل دوري. وهو ما يحصل مع حمولة الباخرة "لاوديسيا".

تعليقات: