عدنان سمور: من الذي يليق به ان يكتب نهاية التاريخ الإنساني

المهندس عدنان سمور
المهندس عدنان سمور


قبل فرانسيس فوكوياما حاول كل حاكم إمتلك قوة اوحت له بإمكانية بسط سيطرته على الآخرين على امتداد العالم كما توهمت اميركا مؤخرا وقبلها توهم هتلر ألمانيا وقبله ملوك وحكام بريطانيا الذين لا تغيب الشمس عن مستعمراتهم وارضهم وقبلهم توهم نابوليون بونابارت الفرنسي الحالم باحتلال العالم وكتابة نهاية التاريخ الإنساني وكذلك فعل قبله الأباطرة الرومان وقبلهم الإسكندر المقدوني الإغريقي الذي اجتاح بلاد الشرق وقبله فعلها الفراعنة ، وكل واحد من هؤلاء أعلن في زمانه انه يمثل قمة التاريخ الإنساني الذي لن يجود الزمان بمثله بعد اليوم ولن يزول ملكه ما دامت الأرض والسماء ، ولكن التاريخ تابع مسيرته غير عابىء بكل المتنطحين لموضوع نهاية التاريخ وطواهم واكذب احدوثتهم وسخِر من إدعائهم وغرورهم واوهامهم . وقديما تحدث الأنبياء والأولياء والمفكرون المبدعون أن للتاريخ سنن وقواعد من لا يراعيها ويحترمها سيدوسه التاريخ تحت عجلاته بدون رحمة ولو كان بالغاً من العلم والقوة والثروات ما بلغ. ونحن اليوم نشهد مرحلة تاريخية بالغة الأهمية والدلالة في انهيار حضارات ظنت واهمة انها تتويج للتاريخ ولن يأتي بعدها من يمكن ان ينزلها عن مرتبتها ، وفي ذات الوقت نشهد صعود حضارات ظن العالم انها رحلت إلى غير رجعة ولا يوجد أي أمل لعودتها الى الحياة الحية والفاعلة والمؤثرة والمبدعة ولكنها حطمت كل هذه الإدعاءات والتوقعات وانتصرت على اعتى الحضارات وسجلت حضوراً مدوياً ألهمَ الكثيرين من الأحرار الطامحين للخلاص من الظلم والتسلط والهيمنة على امتداد العالم . وقد انتصرت هذه الحضارة المنبعثة من تحت الرماد لأنها امسكت بتعاليم مفتاحية في دنيا تفعيل الحضارة وصنعها وإبداعها بالحد الأدنى من المقومات المادية والحد الأقصى من المقومات المعنوية والأخلاقية وقد رفعت شعاراً خالدا رفعه ملهم الأحرار وعبقري الزمان علي إبن أبي طالب ع يوم قال العدل أساس الملك ولم يقل كما قال الغرب المغتر بإنجازاته المادية أن الحرية والليبرالية هي اساس الملك ، لان الحرية بدون ضوابط العدل والأخلاق ليست سوى تفلت من الضوابط التي تصون الإنجازات الحضارية وتحميها وتؤمن استمرارها واستدامتها . فلا يكفي ان يكون الغرب رحيما ومراعياً لحقوق الحيوان ومفرطا ومجرما في حق الغالبية العظمى من شعوب العالم ، لأن مظالمه في هذا المجال هي السبب الأبرز لكسر عنق حضارته الزائفة خاصة بعد ان استطاعت فئات مخلصة واعية تجمعت أو جمعها ظلم وتجبر قوى الظلم العالمي وقد كشفت نقاط ضعف هذه القوى المهيمنة وشخصت كيف يمكن أن تستنزفها وتفشل مشاريعها ومخططاتها التي انطلت على اجيال متعاقبة من المستضعفين على امتداد العالم ، ولكن حان الوقت في هذه الأيام لانكشافها وسقوطها وإزاحتها عن موقع القيادة الظالمة للعالم . وما الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني المستلهم البارع لتاريخ وفكر الأنبياء العظام وعلى رأسهم رسول الرحمة محمد ص وعلي ع وصاحب المشروع الثوروي الملهم على امتداد الزمان والمكان والذي نعيش في هذه الأيام ذكرى ملحمته الكربلائية الملهمة الخالدة والتي علينا ان نحسن استلهام قيمها وعبرها وكل الكنوز المعنوية والمادية التي أودعها لنا الحسين ع في العاشر من المحرم عام واح وستين للهجرة مع ثلة من اهل بيته وصحبه الأوفياء الصادقين. لنكون جديرين بالإنتصار وتحقيق حلم الأنبياء .

السلام على الحسين وعلى علي إبن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

* عدنان ابراهيم سمور .

باحث عن الحقيقة.

تعليقات: