بطل فدرال بنك: 35 ألف دولار وحكم مخفَّف بالسجن

بسام الشيخ حسين داخل المصرف (مصطفى جمال الدين)
بسام الشيخ حسين داخل المصرف (مصطفى جمال الدين)


كان من المتوقع، أن تتسع الوقفة التضامنية مع المودع بسام الشيخ حسين، الذي اقتحم مصرف فيدرال بنك في شارع الحمرأ، لتستقطب المواطنين المتذمرين من المصارف، في ذاك الشارع السكني المزدحم أصلاً بالمارين، لكن الأمر اقتصر على عشرات المودعين وبعض الناشطين في بعض المجموعات الشبابية.


التضامن في الشارع

وكان المودع الشيخ حسين اقتحم صباح اليوم الخميس المصرف المذكور (راجع "المدن")، مطالباً بالحصول على وديعته المقدرة بنحو 209 آلاف دولار. ولاقت خطوته إعجاب رواد التواصل الاجتماعي، متضامنين معه ضد المصارف التي تحتجز أموال المودعين منذ ثلاث سنوات. ورغم الدعوات الكثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي للتجمع أمام المصرف، ودعم هذه الخطوة (راجع "المدن")، إلا أن عدد الصحافيين والقوى الأمنية كان أكثر بعشرات المرات من المتضامنين.

هكذا بدت مشاهد المتجمهرين في هذا الشارع الضيق. وبخلاف مشاهد التضامن على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي كان يوحي أن الناس ستتقاطر بالمئات كي لا يقال بالآلاف، لكن المسألة اقتصرت على العشرات لا يتجاوز عددهم المئتي شخص بين مودعين ومجموعات يسارية، كانت تواظب على التظاهر أمام المصارف، خلال تظاهرات 17 تشرين.

وكال المتظاهرون شتى الشتائم بحق المصارف وأصحابها والجمعية التي ينتمون إليها، وبحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وعلا الصراخ والوعيد والتهديد من مغبة اقتحام القوى الأمنية المصرف لاعتقال المودع الشيخ حسين.


التفاوض مع المقتحم

هذا فيما كانت المفاوضات معه بمعية محامين ورئيس جمعية المودعين حسن مغنية مع أصحاب المصرف. وتلقى المودع عرضًا أوليًا بنيل عشرة آلاف دولار من وديعته فرفض. ثم تلقى عرضًا ثانيًا بتحصيل مبلغ ثلاثين ألف دولار، ورفض أيضا -كما أبلغ مغنية الصحافيين- مشيراً إلى أن المودع الشيخ حسين وعائلته طالبوا بدفع خمسين ألف دولار وتعهدٍ من المصرف بعدم إقفال الحساب، وتسديد باقي المبلغ بواسطة شيك مصرفي. وهذا لقاء تسليم نفسه للقوى الأمنية بمرافقة المحامين الذين حضروا لمساندته.

بخلاف المتوقع من هذه الحادثة التي كانت تواكبها عشرات وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية، كانت المواكبة الشعبية أقل من عادية. فقد اقتصر الاهتمام على عشرات المودعين وبعض الناشطين، الطامحين لهبة شعبية قد يحدثها اقتحام مودع لمصرف لتحصيل وديعته.

وبدا الأمر جليًا من خلال حماسة الناشطين، الذين حاولوا اقتحام المصرف بأنفسهم عقب انتشار شائعات عن نية القوى الأمنية اقتحام المصرف، فيما الحقيقية كانت في مكان آخر. فقد توصل المصرف إلى اتفاق مع الشيخ حسين، الذي كان يهم لقبض المبلغ. لكن هذا لم يرض المتجمهرين الطامحين لاستمرار هذه الحادثة.

وفيما تم الاتفاق معه وبدأ الموظفون المحتجزون بالخروج من المصرف، كان الناشطون في الخارج يحاولون التصادم مع القوى الامنية هاتفين شعار "مصرياتو كلن"، رافضين ترك الشارع قبل حصول المودع على وديعته كاملة.

ورغم وجود مخاوف لدى الأجهزة الأمنية من انفلات الشارع حيال الأزمة التي تعصف بالبلاد، كما أكدت مصادر أمنية لـ"المدن"، ما يبرر الحضور الكثيف للقوى الأمنية وفرق مكافحة الشغب والجيش اللبناني ومخابرات الجيش، إلا أن الأمر اقتصر على عشرات المتضامنين، الذين انسحبوا من الشارع بعد انتهاء المفاوضات مع المودع الشيخ حسين. وحصّل الأخير بنهاية المطاف على 35 ألف دولار من وديعته، مع وعود بتلقي أحكام مخففة كعقوبة سجنية.

في المحصلة، ما حدث اليوم قد يشجع لا فقط أي مودع على تكرار التجربة، بل أيضاً بعض المجموعات الناشطة ضد المصارف. فهل نشهد عمليات اقتحام للمصارف متسلسلة، طالما أن الأخيرة لا تزال على عسفها وصلافتها وقراراتها الجائرة بحق المودعين؟

تعليقات: