نواب التغيير إلى خلوة مصارحة تحدد مسارهم السياسي

ذهابهم كتكتل من 13 نائباً في أي تنسيق نيابي، يقوي ويدعم موقفهم أمام باقي الكتل (المدن)
ذهابهم كتكتل من 13 نائباً في أي تنسيق نيابي، يقوي ويدعم موقفهم أمام باقي الكتل (المدن)


يعقد نواب تكتل التغيير نهاية الأسبوع الحالي خلوة لنقاش آلية العمل وكيفية التحرك، بعد الخلافات التي حصلت جراء لقاء بعض نواب التكتل مع نواب كتلة الكتائب اللبنانية ونواب مستقلين في المجلس النيابي. وقد تم تأجيل عقد اللقاء التنسيقي يوم غد الثلاثاء بانتظار عقد الخلوة.


خلوة لحل الخلافات

وكان الاجتماع الذي عقده التكتل (غاب عنه النائبان بولا يعقوبيان ووضاح الصادق بدواعي السفر) يوم الأربعاء الفائت عاصفاً لناحية الاختلاف بوجهات النظر، بين من يريد الاستمرار بالمبادرة والتلاقي مع النواب المستقلين والكتل النيابية، وبين من يريد التمهل والانتظار لوضع أسس ومنهجية عمل.

ووفق مصادر مطلعة، أتى الاتفاق على عقد الخلوة عقب الخلافات الحادة التي حصلت في الاجتماع. فالنواب الذين شاركوا في اللقاء النيابي أصروا على أهمية العمل الذين يقومون به، بينما باقي النواب الذين رفضوا الحضور أصروا على عدم المشاركة، بسبب عدم وجود جدول أعمال واضح. مع وجود نواب على الحياد في كل الطرفين.

وكانت فكرة عقد الخلوة بين نواب التكتل بمثابة حل للوصول إلى تسوية بينهم. وقد بادر إلى عقد هذه الخلوة النائبان إبراهيم منيمنة وحليمة قعقور، الرافضان لعقد هذه اللقاءات النيابية، وفي الوقت عينه ليس لديهما أي خطة عمل يقنعون بها باقي النواب.


خلاف على التسرع أم منهجية العمل؟

وتشير المصادر إلى أن النواب المصرين على اللقاء يرغبون بتوسيع اللقاء أكثر والمبادرة وعدم الانتظار. ففي ظل التأزم السياسي الحالي يجب عدم البقاء مكتوفي الأيدي، بل المبادرة إلى التلاقي والحوار مع الآخرين بما يخدم التغيير.

وتضيف المصادر أن المشكلة هي بين من يريد المبادرة والمشاركة وبين من يرفض هذه اللقاءات ولا يملك أي أجندة أخرى للعمل عليها. فمنذ انتخابهم لم يتفق نواب التغيير على رؤية موحدة وبرنامج موحد للعمل السياسي والتشريعي. وعندما تبادر مجموعة من النواب لتفعيل التكتل، ينبري نواب آخرون إلى الرفض بحجة أن هذه الخطوات متسرعة، بينما هم يفضلون العمل بروية وتأنٍ.

مصادر معارضة لهذه اللقاءات تشير إلى أن المشكلة لا يمكن حصرها بسرعة أو بطء البعض. فهذه اللقاءات النيابية لا يمكن فصلها عن أجندة الانتخابات الرئاسية، وهي غير قائمة على أجندة عمل واضحة وشفافة، وتحترم أصوات اللبنانيين الذي اقترعوا للتغيير. فالمشكلة مع النواب المصرين على اللقاءات هي في منهجية وآلية العمل وليست في المبادرة بحد ذاتها أو سرعتها أو بطئها.


إمكانيات التكتل موحداً

تلقف النواب المصرون على اللقاء الجو المعارض في الاجتماع العاصف، وقبلوا بأن تعقد الخلوة بينهم للتوصل إلى حلول مشتركة. وتم تأجيل اللقاء التنسيقي مع الكتل النيابية، الذي كان يفترض أن يعقد يوم غد الثلاثاء. فمن أصل سبعة نواب شاركوا في اللقاء النيابي المرة الماضية، فقط نائب واحد قرر الوقوف على الحياد إلى حين عقد الخلوة، فيما هناك نائب أو أكثر من الرافضين يرحب باللقاءات التنسيقية.

ويفترض بهذه الخلوة التي ستقعد يوم الجمعة المقبل أن تكون هادئة لبحث الأمور من كل جوانبها وتحسم الأمور العالقة، خصوصاً أن إحدى أهم العقبات التي تحول دون اتفاقهم شخصية، أكثر منها سياسية. هذا رغم وجود خلافات حول كيفية مقاربة السياسة في لبنان، لعدم الاصطفاف في محور ضد آخر.

لدى تكتل نواب التغيير إمكانيات للمبادرة في ظل التأزم السياسي الحالي. فذهابهم كتكتل من 13 نائباً في أي تنسيق نيابي، يقوي ويدعم موقفهم أمام باقي الكتل. أما انقسامهم بين معارض وموالٍ يضعف موقفهم. بالتالي، يستطيعون وضع أجندة تشريعية وسياسية وإحراج باقي المكونات، سواء لناحية القوانين التي تعرض على المجلس النيابي أو لناحية المبادرة لاختيار الشخصية المناسبة لتولي رئاسة الجمهورية. بمعنى آخر، يمكنهم تقديم موقف واضح للتكتل مع جميع الكتل النيابية، ومن يرفض منهم يكون هو المسؤول أمام اللبنانيين لا التكتل النيابي الذي يعول عليه في التغيير.

وتقول المصادر: "من يرفض من التكتل النيابي أو النواب المستقلين اقتراحات تكتل التغييريين الإنقاذي، يتحمل هو مسؤولية عدم الرغبة بالتنسيق النيابي الهادف إلى خدمة قضايا اللبنانيين. أما الانقسام الحالي فيظهر تكتل التغييريين أنه منكفئ ولا يبادر ويحرج الآخرين بطروحاته. وهذا يضعف التكتل كفكرة توحد النواب لأهداف تغييرية. ويجب عدم الخوف من المبادرة خصوصاً إذا كان جدول أعمالها واضح".

تعليقات: