هذا العمل الذي يحمل عنوان "وجوه ذاتية"، هو عبارة عن وجوه رسمها الفنانون لأنفسهم (دورر، رمبراندت، شاردان، غوغان، فان غوغ، سيزان، مودلياني…)، بما تحمله هذه الأعمال من دلالات مختلفة تسلّط الضوء على وجود هؤلاء كعناصر فاعلة وحيّة محرّكة في المجتمع. لقد وضعتُ وجهي الذاتيّ بين وجوه هؤلاء العمالقة للقول أنّي لا أقلّ أهمّيّة عن هؤلاء الفنانين العالميّين بما قدّموه وأعطوه للإنسانيّة، إذا لم أقل أكثر أهمّيّة منهم بسبب الظروف التي ننتج بها في هذا الوطن القاتل؛ فهؤلاء الفنانون أنتجوا في ظلّ ظروف جيّدة ومريحة إلى أقصى الحدود حيث السلطات ( من ملوك ومؤسّسات رسميّة وغيرها…) تبنّتهم ورعتهم، وابتاعت أعمالهم، وشجّعتهم، وكرّست لهم وسائل إعلامها وأجهزتها لإعلائهم والرفع من شأنهم، الخ.. المثال الأكبر الفنان فان غوغ الذي عُرف بتسكّعه، كان يحصل على راتب من أخيه ثيو، ليشترى القماش وأغلى الألوان سعرًا، وأفضلها نوعيّة… أمّا نحن في بلادنا فنعاني الموت كي ننتج أعمالنا التي تبقى حبيسة الظلمات والوجع والفقر… بالرّغم من كلّ ذلك ننتج وننتج وننتج..
تعليقات: